دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا كنت ترغب في الاستمتاع بزيارة وجهة ساحرة، والمساعدة في الحفاظ على تراثها بالوقت ذاته، فإن قرية تكرونة في تونس تُعتبر من الأماكن التي لا يجب عليك تفويتها.
وسواءً كنت ترغب في القيام بجولة قصيرة سيرًا على الأقدام، أو شرب فنجان من القهوة، أو خوض تجربة تستمر لفترة نصف يوم، تُثير هذه القرية اهتمام كل أنواع المسافرين.
قرية ساحرة على هضبة
وتُعد قرية تكرونة البربرية من أقدم القرى الأمازيغية، ومن آخر المواقع التاريخية في ولاية سوسة بتونس، التي ترمز إلى حضارة الأمازيغ في منطقة المغرب العربي، والتي استمرت بحسب بعض الدراسات منذ آلاف الأعوام، وفقًا لما ذكره الحساب الرسمي لوزارة الشؤون الثقافية لتونس عبر موقع "فيسبوك".
وتكرونة عبارة عن قرية جاثمة على هضبة ارتفاعها 300 متر، وكأنها عش صقر، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الشؤون المحلية والبيئة لبلدية النفيضة في تونس.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال مدير عمليات جولات تونس السياحية في شركة "Engaging Cultures"، أوستن هاند: "تقدم تكرونة إطلالات رائعة على تلال زغوان الوعرة، والبحر الأبيض المتوسط الأزرق من بعيد".
ومثل القرى البربرية الأخرى في جميع أنحاء شمال أفريقيا، بُنيت على هضبة كعنصر من عناصر الدفاع.
ولم يبق سوى بضعة عائلات تعيش في القرية القديمة، ولذلك فهي تُعتبر قرية تاريخية إلى حدٍ كبير.
وتمنح زيارة تكرونة المسافرين نظرة فاحصة على التراث البربري في تونس بطريقة يسهل الوصول إليها.
وتقع القرية على بعد ساعة واحدة فقط من سوسة، وهي تقع أيضًا في الطريق إلى القيروان، وهو موقع آخر يتواجد في خطط رحلات غالبية المسافرين بحسب ما ذكره هاند، وهو أمريكي عاش في تونس مع عائلته لأكثر من 10 أعوام.
تكوين صلات شخصية
وتقدّم "Engaging Cultures" جولات مخصصة بوجهات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمسافرين الذين يرغبون في خوض تجربة فريدة من نوعها.
وتعود تجاربها الفريدة لتطوير جولاتها من قبل مسافرين مخضرمين يعيشون في المنطقة، ويمتلكون علاقات حقيقية مع السكان المحليين.
ولدى زوار القرية فرصة للتفاعل مع السكان المحليين المتحمسين للحفاظ على تراثهم، وتناول وجبة، أو شرب الشاي مع عائلة بربرية في منازلهم.
ويعتقد الزوار أن قضاء الوقت مع عائلة محلية في تكرونة من الجوانب البارزة من رحلتهم، ويمنحهم الأمر فرصة التواصل الشخصي مع عائلة في منزلها شعورًا بالتواصل مع تكرونة"، بحسب ما قاله هاند.
وأثناء التجول في القرية، ستسمع عن عادات وتقاليد الأمازيغ التي تعود إلى قرون عديدة، وستتمكن من تخيلّ كيف كانت الحياة في تونس بالنسبة لسكانها الأوائل.
وإذا كان المسافرون يهتمون بالحرف اليدوية، فإن متاجر الهدايا التذكارية الصغيرة تستحق الزيارة، فهي مملوكة من قبل السكان المحليين.
ويمكن للمسافرين أيضًا الذهاب في نزهة قصيرة بين بساتين الزيتون.
واعتمادًا على الموسم، يمكن للعائلات أن تصطحبك إلى بستان لتوضيح كيفية حصاد الزيتون، وهو جزء من ثقافة البربر منذ آلاف الأعوام.
وأوضح المسافرون الذين يتوقفون لمدة أقصر حتّى من 40 دقيقة أن هناك شيئًا مميزًا خلال زيارة القرية. وأكّد هاند: "أعتقد أن جزءًا من ذلك يعود لاستمتاع الجميع بالمناظر الجميلة، وهو ما تتميز به تكرونة بالتأكيد".