دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت المسابقة العالمية للتصوير الفوتوغرافي للطبيعة عن الصور الفائزة لعام 2022، والتي تُعد بمثابة تذكير رائع بجمال المخلوقات التي تشاركنا الحياة على هذا الكوكب.
ومن بين الصور المذهلة التي نالت التكريم في حفل جوائز التصوير الفوتوغرافي العالمي للطبيعة لهذا العام، "لحظة عائلية" لثلاثة من قرود المكاك طويلة الذيل تتمتع بدفء بعضها البعض خلال يوم حار في بالي بإندونيسيا.
وتُظهر هذه الحيوانات سلوكًا مشابهًا جدًا للبشر، بما في ذلك الاستمتاع بصحبة بعضها البعض.
ويكشف صاحب هذه الصورة، التي نالت الجائزة الذهبية عن فئة صور الحيوانات، أنه كان يسعى لإثارة رد فعل - سواء كان ذلك عن طريق الفرح، أو الحزن، أو الإلهام - على أمل أن تُترجم هذه المشاعر إلى اهتمام بالبيئة، وطريقة حياة مستدامة، والعمل من أجل دعم الحفاظ على الطبيعة بشكل فعال.
ويقول المصور توم فيرُس في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "بصفتي مصورًا يعمل في مجال الحفظ، يكمن الهدف في جميع أعمالي المرئية بخلق اتصال عاطفي بين الصورة وموضوعها والجمهور".
وبالنسبة لهذه الصورة بالذات، ذهب فيرُس في ذلك اليوم قبل 5 أعوام إلى غابة أوبود للقردة في بالي بإندونيسيا، وهي ملاذ وموطن طبيعي لقردة المكاك طويلة الذيل، لالتقاط صورًا تُظهر جانبها الحميمي في رعاية بعضها البعض.
وتسعى هذه الحيوانات، مثلنا تمامًا، إلى تحقيق أهداف مماثلة في الحياة، مثل المأوى، والطعام، والتفاعلات الاجتماعية، وفقًا لما ذكره فيرُس.
وخلال الأيام السابقة ليوم التقاطه صورته الفائزة، أمضى فيرُس وقتًا طويلاً في الغابة حيث اكتشف طريقه حولها، والزوايا الهادئة لمراقبة سلوك الرعاية بين قردة المكاك.
ويشير فيرُس إلى أن قردة المكاك معتادة تمامًا على البشر وعلى التفاعل معهم، إلا أنه كان يبحث عن اللحظات الهادئة فيما بينها، أي حياتها الطبيعية.
ويُوضح فيرُس إلى أن غابة أوبود المقدسة للقردة، تُعد أهم معالم الجذب السياحي، وأشهرها حيث يتوافد عليها الكثير من الزوار لمشاهدة قردة المكاك طويلة الذيل، والتي تعلمت بمرور الوقت كيفية الحصول على الطعام من الزوار، وغالبًا ما تحاول سرقة المواد الغذائية إذا تمكنت من الحصول عليها.
وخلال زيارته عام 2017، كان يعلم فيرُس أنه سيكون قادرًا على الاقتراب إلى حد ما من القردة، إذا تحرك ببطء ولم يقم بإزعاجها.
ويتابع: "جلست ونظرت في الاتجاه المعاكس في انتظار أن تعتاد قردة المكاك على وجودي بينما تواصل روتينها. وبعد فترة، تمكنت من التقاط هذه الصورة الحميمة لثلاثة قردة من المكاك تتقاسم لحظة سلام مع بعضها البعض".
وبحكم عمله كمصور في مجال الحفظ، يقوم فيرُس بتوثيق العلاقة والصراعات بين البشر والبيئة من حولنا بما في ذلك جميع أنواع الحياة البرية.
ويرى فيرُس أنه من نواح كثيرة، أصبح أسلوب حياتنا العام وتفاعلاتنا مع الكوكب غير مستدامة للغاية.
ويضيف: "انفصالنا عن الطبيعة والحيوانات البرية، يُعد أمر مروع ويمكن أن نراه في العديد من المناطق حول العالم".
ومن خلال التقاط اللحظات الحميمة مثل تلك الموجودة في صورته الفائزة، يأمل فيرُس أن يلهم التغيير الإيجابي نحو أسلوب حياة أكثر رعاية واستدامة.
ونالت الصورة التي تحمل عنوان "لحظة عائلية" الإشادة والإعجاب من قبل رواد التواصل الاجتماعي.
ويقول: "حتى الآن، كانت التعليقات رائعة. إنه لشرف كبير لي أن يتم اختيار هذه الصورة كفائزة في المسابقة العالمية للتصوير الفوتوغرافي للطبيعة من بين العديد من الصور الأخرى الرائعة والملهمة".
ويضيف: "أود أن أكرس هذا الفوز لروعة الطبيعة وآمل بصدق أن نتحد جميعًا كجنس بشري لإيجاد حلول لرعاية كوكبنا الرائع للعديد من الأجيال القادمة".
وقد صادف فيرُس العديد من المواجهات الفريدة الأخرى والتجارب التي لا تُنسى على مر السنين خلال رحلته في توثيق الطبيعة.
ويقول إنه يعيش في فيجي، حيث يهتم تحديداً بتصوير أسماك القرش تحت الماء.
ويضيف: "لقد مررت ببعض اللقاءات المذهلة مع أكثر من ستين سمكة قرش في المياه في محمية Shark Reef البحرية في فيجي، وقمت بتوثيق جهود الحفاظ على أسماك القرش هناك بشكل مرئي لأكثر من 5 أعوام".
ويعمل فيرُس حاليًا على نشر كتاب صور يركز على محمية أسماك القرش المرجانية البحرية في فيجي في وقت لاحق من هذا العام.
ويري فيرُس أن اللقاءات التي لا تُنسى لا يجب أن تكون غريبة - في بعض الأحيان قد يكون مجرد غروب الشمس، أكثر من كافٍ لتجربة الطبيعة وتقديرها بعمق.
وينصح قائلًا: "يجب علينا جميعًا أن نحاول قضاء المزيد من الوقت في الطبيعة".