دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتمتّع إيران بالعديد من الجزر التي تستحق الزيارة، ومن أكثرها سحرًا هي جزيرة تحتضن معالم ملوّنة أكسبتها لقب "جزيرة قوس قزح"، وفقًا للموقع الرسمي لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وفي نهاية عام 2018، كان المصور المولود في ألمانيا، لوكاس بيشوف، يفكّر فيما يمكنه القيام به خلال عطلة عيد الميلاد، إذ كانت لديه حوالي 10 أيام ليستغلّها.
وقال بيشوف في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "بعد أن زرت عُمان في هذا الوقت في العام السابق، علمت أن الطقس لطيف للغاية في الشتاء، وأردت تجربة إيران كدولة وثقافة بطريقة مباشرة، لأن الناس نادرًا ما تسمع عنها خارج القضايا السياسية في وسائل الإعلام الغربية".
وانبهر المصور بالمشاهد التي رآها لجزيرة هرمز عبر الإنترنت، واتخذ قرارًا بالسفر إليها.
مشاهد حمراء غريبة
ولدى الاقتراب من جزيرة "هرمز" على متن عبّارة، قال بيشوف إنها بدت مثل أي جزيرة أخرى صغيرة الحجم، ولم تظهر أي من الأجزاء الحمراء الكلاسيكية التي تراها في الصور.
وأضاف بيشوف: "فقط عندما تصل إلى الأجزاء الداخلية من الجزيرة، عندها ستبدأ في رؤية المناظر الطبيعية الحمراء الغريبة".
وقرّر المصور توثيق ملامح الجزيرة باستخدام طائرة "درون"، ونتج عن ذلك مجموعة ساحرة من الصور السريالية.
وتتميز جزيرة هرمز بتربتها الملونة، وكهوفها الملحية، وجبالها، وجداولها، وشواطئها المُلطّخة بالمغرة، وفقاً للموقع الرسمي لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
كما أنها عبارة عن قبة ملحية، وكتلة على شكل دمعة من الملح الصخري، والجبس، ومواد أخرى ارتفعت إلى أعلى عبر طبقات الصخور.
ولا تتكون الكتلة المتصاعدة من الملح فقط، بل توجد داخلها طبقات من الطين، والكربونات، والصخور البركانية الغنيّة بالحديد، والتي تلوّنت بعضها بدرجات زاهية من الأحمر، والأصفر، والبرتقالي أثناء تحركها للأعلى، وتفاعلها مع الماء والمعادن من طبقات الصخور الأخرى.
وتُظهر صور بيشوف، الطرق المتعرجة الممتدة داخل الجزيرة، وأعمدة الملح في الجهة الشمالية الغربية لها.
وقال بيشوف: "توجّهت إليها في الواقع ولعقتها للتأكد من أنها تتكون من الملح بالفعل".
تجذب الرّحالة
وحتّى بعد أعوام من زيارته، بقيت مشاهد بارزة من الجزيرة في ذهن بيشوف، ومنها قاع نهر جاف يتضمن رواسب كبريت صفراء زاهية تتخلّل عبر الصخور البركانية الحمراء والسوداء.
ورصد المصور هذا المشهد في الحافة الشمالية الغربية للجزيرة.
وسبق أن قام بزيارة الجزيرة رحالة معروفين مثل ابن بطوطة، والرحالة الإيطالي ماركو بولو، والذي زارها في عام 1290.
وفي القرن الـ15، زار الجزيرة أسطول صيني بقيادة مستكشف صيني يُدعى زينغ هي، كان يستكشف المحيط الهندي خلال الرحلات البحرية لسلالة "مينغ".
وبعد فترة من إدارتها من قبل عُمان في القرن الـ19، ظلّت "هرمز" جزيرة صيادين قليلة السكان، بحسب وكالة "إرنا".
وهي اليوم واحدة من أكثر الجزر زيارةً في الجزء الجنوبي من إيران، وخصوصًا خلال فصلي الخريف والشتاء.