دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا كنت تعتقد أن كل أمريكي تعرفه يتواجد في أوروبا هذا الصيف، فقد تكون على حق.
من جهتها، قالت دوليف أزاريا، مؤسسة Azaria Travel ومقرها مدينة نيويورك الأمريكية: "بالنسبة لغالبية المسافرين الأمريكيين، هذه هي السنة الأولى التي يسافرون فيها بدون القيود المتعلقة بكوفيد-19".
ومع هذه الرغبة المكبوتة، تشهد الوجهات الأكثر شعبية في كل من إيطاليا، وفرنسا، واليونان، مثل ساحل أمالفي، وتوسكانا، والريفييرا الفرنسية، وميكونوس، ارتفاعًا قياسيًا في الطلب على السفر.
وبالنسبة إلى عملائها الأوروبيين المميزين، تقول أزاريا إن وكالتها توصيهم "بالاستفادة الكاملة من أماكن مثل إندونيسيا، وخاصة بالي، في موسم الافتتاح الناشئ" كطريقة للهروب من جحافل السياح في الأماكن الأكثر شهرة في القارة الأوروبية.
أما داخل أوروبا، توجّه أزاريا العملاء إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية أي "النسخة الأكثر واقعية مقارنة بجارتها الإيطالية الجذابة، سردينيا"، وخط ساحل مونتينيغرو البالغ طوله 295 كيلومترًا على بعض الشواطئ المنسية، وجزر كرواتيا.
وإذا كنت تتطلع للذهاب إلى حيث لا يذهب الجميع، إليك وجهات أوروبية للابتعاد عن حشود الصيف في إيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا، وكرواتيا - من بين الدول الأوروبية الأخرى المكتظّة بالمسافرين الأمريكيين.
كامارج، فرنسا
وينجذب السياح إلى مياه كوت دازور المليئة باليخوت الشهيرة، والمدن ذات الأسماء البارزة مثل نيس وكان.
لكن جنوب فرنسا يضم أكثر بكثير من الأماكن التي يمكن التنبؤ بها.
وتشير ماريان فابر لانفين، المؤسسة المشاركة لخط النبيذ الفرنسي العضوي Souleil Vin de Bonté ، إلى منطقة كامارج البرية ذات الشواطئ الواسعة الهادئة حيث تتجول الخيول البيضاء - من أجل ملاذ أكثر هدوءًا إلى شرق مونبلييه.
وتقول فابر لانفين: "كامارج ليست مزدحمة، هناك شواطئ ممتدة في هذه المنطقة، لذا فأنت وحيد على الشاطئ إذا كنت ترغب في ذلك، حتى في ذروة أشهر الصيف".
ألينتيخو، البرتغال
وعندما يرغب أرليندو سيراو بقضاء بعض الوقت على الساحل البرتغالي، بعيدًا عن حشود السياح في المدن والوجهات الشاطئية الأشهر في أقصى جنوب البلاد، يغادر لشبونة إلى امتداد خاص من الساحل في منطقة ألينتيخو.
وقال سيراو، مؤسس شركة Portugal Dive: "يصف الناس ألينتيخو بأنها أفضل أسرار أوروبا الخفية، لكنني لا أعرف إلى متى يمكنها أن تبقى سرية".
ويمتد الشاطئ في ألينتيخو لنحو 28 ميلًا، وتعتبر المواقع المميزة في بلدتي كومبورتا وميليديس "أماكن مثالية للإقامة الراحة بعيدًا عن الحياة اليومية"، وفقًا لما يقوله سيراو.
وبالإضافة إلى شواطئها الرائعة، تشتهر المنطقة بكونها أكبر منتج للنبيذ في البرتغال بالإضافة إلى وجود مسارات المشي لمسافات طويلة.
كوستا دي لا لوز، إسبانيا
ويكافئ كوستا دي لا لوز المسافرين الجريئين الذين يوجّهون أنظارهم إلى ما وراء البحر الأبيض المتوسط.
وهناك، على ساحل المحيط الأطلسي، ستحصل على مساحة أكبر للتنفس، وفقًا لما يقوله ماني كو من شركة السياحة TOMA & COE.
ويمتد الساحل الجنوبي المواجه للمحيط الأطلسي على طول 121 كيلومترًا بين طريفة ونهر جواديانا، بالقرب من الحدود مع البرتغال، "بدرجات حرارة أكثر برودة قليلاً، ويُعد بمثابة جوهرة مخفية"، كما يُوضح كو.
وتشمل المعالم البارزة قرية الصيد الجميلة "El Rompido"، ومشهد الطعام الرائع في مدينة قادس والشواطئ البرية حول مدينة ولبة، وتُعد المنطقة أيضًا موقع جذب لممارسي التزلج الشراعي.
الجزر الإيولية، صقلية، إيطاليا
ويتميز الأرخبيل الهادئ في صقلية بجاذبية غير مزدحمة، لا يمكن لساحل أمالفي أو كابري مطابقتها.
وتتكون الجزر الإيولية من سبع جزر بركانية رئيسية معلّقة مثل قلادة في المياه الفيروزية العميقة للبحر التيراني قبالة الساحل الشمالي لجزيرة صقلية.
ويقول داريو فيرانتي، من شركة Absolute Sicilia للمرشدين السياحيين: "الجزر الإيولية بعيدة كل البعد عن فكرة الجزر التي قد يزورها الأمريكيون"، مضيفًا أن الزوار لا يأتون إلى هنا من أجل الشواطئ الرملية البيضاء ذات الطراز الكاريبي، بل لقضاء إجازات نشطة، بما في ذلك المشي لمسافات طويلة في بركان سترومبولي برفقة مرشد.
كما يشير إلى الجانب الشمالي من بركان جبل إتنا كواحد من أجمل المناطق غير المكتشفة في صقلية، والذي يقع على بعد 40 دقيقة فقط من شواطئ تاورمينا الشهيرة.
أرخبيل زادار، كرواتيا
ويقدم الخط الساحلي والجزر حول زادار في كرواتيا تجربة "عالم منفصل" عن الوجهات المزدحمة جنوبًا مثل سبليت ودوبروفنيك وجزيرة هفار، وفقا لما يقوله آلان مانديتش، من وكالة السفر الكرواتية "Secret Dalmatia".
ويشير مانديتش إلى أن جزيرتي سيلبا وأوليب الأدرياتيكيتين الخاليتين من السيارات في أرخبيل زادار تتمتعان بشواطئ رائعة تشبه البحر الكاريبي تقريبًا، ويمكن للزائر حتى البقاء في منارة على الرأس الغربي لجزيرة "Dugi Otok".
شبه جزيرة بيليون، اليونان
ومع مثل هذا الخط الساحلي الرائع والجبال التي يجب استكشافها، يميل اليونانيون إلى قضاء عطلة في بلدهم خلال فصل الصيف، كما تقول أندريا ميتساكوس ، مؤسسة العلامة التجارية الفاخرة "Anthologist".
وبينما قد تجد الجماهير الدولية في الصيف صعوبة في النظر إلى ما وراء الخلفيات البيضاء والزرقاء الشهيرة للبطاقات البريدية في الجزر المزدحمة مثل سانتوريني وميكونوس، تقول ميتساكوس إنها غالبًا ما تتجه إلى شبه جزيرة بيليون الجبلية على الجانب الشرقي من بحر إيجة من البر الرئيسي لليونان.
وتنتشر القرى الساحلية والجبلية في شبه الجزيرة الخضراء المورقة، مع خليج باجاسيتيك الذي يحيط بشواطئها الغربية،والتي تقدم المأكولات البحرية الطازجة عند كل منعطف.
وتوجد شواطئ في جميع أنحاء شبه الجزيرة، ولكن إذا كنت ستزور شاطئين فقط، فإن شاطئ "Mylopotamos" و"Fakistra"، على جانب بحر إيجة، يعدان من الوجهات التي لا يجب تفويتها.
ألبانيا الساحلية
ولا تزال دولة ألبانيا، الواقعة في شبه جزيرة البلقان، سريًة إلى حد ما تحت "حراسة مشددة" من قبل المسافرين الأذكياء، ولكن من غير المرجح أن تبقى كذلك لفترة طويلة.
وقال مانديتش من وكالة السفر "Secret Dalmatia" إن "الكروات والأوروبيون بشكل عام يكتشفون ساحل ألبانيا".
ويتابع أنه "رائع ورخيص للغاية، ومن مشهد الطعام والتاريخ، إلى حسن الضيافة والطبيعة والشواطئ، كل شيء موجود هنا".
ومن بين الشواطئ التي يجب استكشافها على طول ما يُطلق عليه اسم الريفييرا الألبانية شاطئ "Ksamil"، بالقرب من الحدود اليونانية، وكذلك شاطئ "Himare"، و"Dhermi" في أقصى الشمال، حيث يمكنك الاستمتاع بأطباق غير مكلفة من القريدس، والأخطبوط المشوي، والأسماك الطازجة.