دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعرضت إحدى أقدم المستوطنات البشرية المحفوظة في العالم لأضرار كبيرة جرّاء غزارة الأمطار الغزيرة التي تساقطت في باكستان.
وتُعد الهياكل الأثرية في موينجودارو، إحدى المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتقع في وادي نهر السند، على بعد 508 كيلومترات من مدينة كراتشي.
ويذكر أنها بُنيت في العصر البرونزي، أي قبل حوالي 5 آلاف عام.
وبحسب ما ذكرته رسالة صادرة من إدارة الثقافة والسياحة والآثار في ولاية سينغ، أرسلت إلى اليونسكو، وموقعّة من قبل المنسّق إحسان علي عباسي، والمهندس المعماري نافيد أحمد سنجا: "للأسف.. شهدنا على دمار شامل في الموقع".
وذكرت الرسالة أنّ الموقع كان يُستخدم كمسكن مؤقت للسكان المحيطين الذين غمرت المياه منازلهم.
وأوضحت: "لأسباب إنسانية، وفرنا لهم المأوى في مقرنا، ومواقف السيارات، والمتاجر، والطبقة الأرضية من المتحف".
وفي الوقت الحالي، تأثرت ثلث مساحة باكستان بهطول الأمطار الموسمية، بالإضافة للمياه الناجمة عن ذوبان الأنهار الجليدية.
تقع معظم هياكل موينجودارو، التي تم اكتشافها في عشرينيات القرن الماضي، فوق الأرض، والعُرضة للأضرار البيئية.
وتُظهر الصور في الرسالة جدرانًا منهارة من الطوب وطبقات طينية تغطّي الموقع.
وتشرح الرسالة بعض الإجراءات الفورية التي اتخذها فريق الموقع للتخفيف من أضرار الفيضانات، مثل جلب مضخات المياه، وإصلاح أعمال الطوب، وتنظيف المصارف.
ومن الواضح أنّ هذه الإجراءات لن تكون كافية.
أنهى عباسي وسنجا رسالتهما بطلب 100 مليون روبية باكستانية (أي 45 مليون دولار) لتغطية تكاليف الإصلاحات الكاملة.
واستجابت اليونسكو لطلب المساعدة، حيث خصّصت 350 ألف دولار من صندوق الطوارئ الخاص بها للمواقع التاريخية المتضررة في باكستان، خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى البلد الذي اجتاحته الفيضانات هذا الأسبوع.
وسيتم تخصيص الأموال لعدد من المواقع، وهي هياكل موينجودارو، ومتحف Sehwan للأعمال الحرفية، ومتحف Amri، الذي يعتني بموقع قديم آخر في ولاية سينغ، والآثار التاريخية في ماكلي.
وفي حين أنّ المبلغ أقل بكثير مما هو مطلوب لإصلاح وصيانة المواقع المتضررة بالكامل، إلا أنه مخصص للأعمال الطارئة فيما تسعى كل من اليونسكو وقسم الثقافة والسياحة والآثار للمضي قدمًا في هذا الإطار.
ومع الأسف، كان القيّمون على ترميم موقع موينجودارو يعرفون أن الفيضانات قد تشكل خطرًا كبيرًا على الموقع.
وتشير قائمة اليونسكو الرسمية إلى أن ولاية سينغ، المكلفة رسميًا بالحفاظ على موينجودارو، قد أشارت إلى هذه المشكلة من قبل وحذرت من أن "خرق السد من شأنه أن يتسبب بأضرار كارثية".
ولا يمكن التقليل من أهمية موينجودارو كموقع تاريخي ومعماري.
وعندما أضيفت الأطلال إلى سجل اليونسكو عام 1980، كتبت المنظمة أنّ موينجودارو "تحمل شهادة استثنائية لحضارة السند"، التي تضم "أقدم مدينة مخططة في شبه القارة الهندية".
وكانت المدينة صاخبة قديمًا، حيث تواجدت الأسواق، والحمامات العامة، ونظام صرف صحي، وغيرها.
وأعرب عباسي وسانجاه في رسالتهما عن قلقهما من إمكانية إضافة موينجودارو إلى قائمة مواقع اليونسكو المعرضة للخطر، والتي تقوم هيئة الحفظ بتحديثها بشكل دوري لتسليط الضوء على الأماكن التاريخية العرضة لخطر الدمار الشديد.