دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عُرفت الصقارة في المنطقة العربية منذ 4 آلاف سنة، وكانت إحدى أشكال الصيد المهمة للبدو في أرضٍ شحيحة بالموارد الطبيعية، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الثقافة والشباب الإماراتيّة.
وفي ظلّ تحدّي المرأة الإماراتية للصور النمطية في مختلف المجالات، فإنها تضع بصمتها في مختلف الرياضات التراثيّة أيضًا، ومنها الصقارة.
وتَعتبر المصوّرة الهندية فيدهيا تشاندراموهان، موضوع النساء والصقارة عزيزًا على قلبها، إذ عملت لمدة 3 أعوام على مشروع يُدعى "UAE: Women Breaking stereotypes with Falconry".
ويوثّق المشروع صلة النساء بهذا التراث العريق المُدرج ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو منذ عام 2010، وفقًا للموقع الرسمي لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".
سرد قصّة مخفيّة
وفي صحراء أبوظبي، تابعت تشاندراموهان، الصقّارات لتشاهد وتوثّق عن كثب اللحظات الحميمة التي تجمعهنّ بطيورهن الجارحة.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قالت تشاندراموهان: "هدفي الرئيسي سرد القصص المخفيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأجريت بحثًا لمعرفة إذا سبق وعمل أحد على موضوع المرأة في الصقارة بالشرق الأوسط، ولم أجد، ما ألهمني كثيرًا للقيام بهذا المشروع".
وخلال رحلتها، أدركت تشاندراموهان أنّ الصقارة ليست رياضة سهلة.
الصبر والشغف
وخلال الوقت الذي قضته في الصحراء، تعلمت تشاندراموهان المزيد عن هذه الممارسة التقليدية من نساء إماراتيات تعتبرهن "مؤشرًا على جرأة واستقلاليّة المرأة العربية"، بحسب ما وصفت، وبينهن عائشة المنصوري التي تُعلّم العديد من النساء كيفيّة تحدّي الصور النمطية، وتنقل خبراتها إلى ابنتها عوشة أيضًا.
وعلى مرّ التاريخ، تم تناقل الصقارة من الآباء إلى الأبناء، ولكن ترى الهنديّة أن الأمر بدأ يتغيّر تدريجيًا في البلاد.
ومن المؤشرات الإيجابية في هذا المجال تشجيع فعاليات الصيد بالصقور التي تُنظمها البلاد على مدار العام في العقدين الأخيرين، الفتيات على تعلّم فنون، ومهارات، وعلم الصقارة، والصيد، والقنص، ما فتح الباب لمشاركتهن في مسابقات الصقارة، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وفي عام 2018، احتفلت مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء بمنطقة العين الإماراتية، بتخريج أول دفعة على مستوى العالم من الصقّارات.
وعندما يتعلّق الأمر بالصقارة، فإن هذه الممارسة تتطلّب الكثير من الشغف ونسج علاقة وطيدة مع الطائر عبر قضاء الكثير من الوقت معه، إذ أوضحت المصورة الهندية: "كلما زاد الوقت الذي تقضيه مع الطائر، كلما زاد نجاحك في الصقارة".
وتتمثل الجوانب الصعبة التي لاحظتها المصورة بشأن هذه الرياضة بقيادة السيارات فوق الكثبان الرملية لمطاردة الصقر، مؤكدةً أنه يتوجب على المرء أن "يكون قويًا من الناحية الجسديّة والعاطفيّة حتى يكون صقارًا".
وخلال إقامة تشاندراموهان لمعرضٍ عن الصقّارات في وقت سابق، عبّر الكثيرون عن الشعور بالفخر بخوض النساء غمار هذا المجال، إذ أكدّت: "في الإمارات العربية المتحدة، يشعر الكثيرون بسعادة غامرة لدى رؤية النساء وهن يمارسن هذا الفن أيضًا".