دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في منطقة إميليا رومانيا الإيطالية، على الساحل الأدرياتيكي، يكون الصيف عادة متعبًا، وحارًا، لكن مليئًا بفرص تناول الطعام، والشراب، والرقص، والسباحة، والاسترخاء، وتجديد النشاط. غير أنّ هذه المنطقة الرائعة الواقعة في إحدى أجمل دول العالم، تعرضت لـ"غزو" امتد لبضعة أيام في نهاية شهر يوليو/ تموز.
وتجمّع جيش من الدراجين يرتدون البزات الحمراء من جميع أنحاء العالم، في المدن والقرى، وتوزعوا على طول حلبة السباق الشهيرة في ميسانو، وغالبيتهم يركبون الدراجات النارية الهادرة خلال أسبوع دوكاتي العالمي. وأثار نحو 80 ألف من محبي هذا السباق والذين قاموا بمتابعة هذا الحدث، الضجيج.
وتُعتبر الدراجة النارية دوكاتي بالنسبة لمحبي الدراجات النارية بمثابة الفيراري لعشاق السيارات. إسوة بمواطنتها ذات العجلات الأربع (فيراري)، إذ صنعت العلامة التجارية الإيطالية ذات العجلتين اسمها في مجال تصنيع المركبات العالية الصوت، والسريعة، غير المهاودة، وغريبة الأطوار في بعض الأحيان، وغالبًا ما تكون أنيقة بشكل فائق. لكن هذا التجمع من عشاق دوكاتي Ducatisti، كما يُطلق عليهم، يدور حول أكثر بكثير من مجرد دراجات نارية، إذ يأتون أيضًا للاحتفال، وسكان المنطقة على أهبة الاستعداد للترحيب بهم.
كابوتشينو على الواجهة البحرية
وهذا ليس حشد "راكبي الدراجات النارية" النموذجي أيضًا، إذ أن حدث من هذا النوع في الولايات المتحدة يستحضر صور الوشوم، والسترات الجلدية، وموسيقى الروك.. وهذا حدث يجسد إيطاليا بشكل أكبر.
ونزل آلاف الدوكاتيس (عشاق دوكاتي)، القدامى والجدد، إلى مضمار سباق ماركو سيمونشيلّي للدراجات النارية، بعدما ركنوا دراجاتهم المصطفة جنبًا إلى جنب. واحدة تلو الأخرى، ثم ترجلّ راكبو الدراجات النارية الإيطالية ونظروا حولهم، وابتسموا تحت أشعة الشمس الإيطالية الحارقة.
وشارك في الحدث رجال، ونساء، وشباب، وكبار بالسن، لكن أكثر ما لفت الانتباه المسافات الطويلة التي قطعها هؤلاء لمتابعة هذا الحدث. وزعمت دوكاتي أنّ زوار حدث 2022، أي الأسبوع العالمي العاشر لدوكاتي، أتوا من 84 دولة، وهي إحصائية يسهل تصديقها على أرض الواقع.
وانطلقت ريبيكا على دراجتها النارية من ريغنسبورغ، المدينة التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى والواقعة على ضفاف نهر الدانوب في بافاريا الألمانية وصولًا إلى ميسانو. وقالت إن أعضاء النادي الذي تنتمي إليه، والذين وصفتهم بأنهم "أكبر مجموعة خارج إيطاليا"، اسغرقهم الأمر يومين للقيام بالرحلة. وتابعت مبتسمة أنها "عائلة دوكاتي العظيمة، حول العالم".
المشاعر
وأتى زميلان لها من ألمانيا، ستيفان وبيانكا، وتحديدًا من مدينة نورمبرغ. واستغرقتهما الرحلة ثلاثة أيام، وإسوة بصديقتيهما البافارية ريبيكا، قال ستيفان: "جئنا إلى هنا لأنه حدث ممتع، الناس، والدراجات، وإيطاليا، إنه أمر رائع". ولكن، ما الأمر المميز الخاص بدوكاتي الذي دفعهما للقيام بذلك؟ وأجاب ستيفان أنها "المشاعر"، ووافقته بيانكا على ذلك.
أما أحد أبرز عناصر الجذب على حلبة السباق نفسها، فهي مشاركة بعض أفضل مواهب السباقات في دوكاتي، لا سيما نجومها في سباق الجائزة الكبرى للدراجات النارية (MotoGP). وكان بيكو بانيانا يتنافس في ذلك الوقت على المرتبة الأولى لصالح الشركة المصنّعة منذ عام 2007، وكان يختبر أسبوع "دوكاتي" العالمي الأول له على الإطلاق، وتفاجأ بحجمه.
وقال لـCNN: "إنه أمر لا يصدق"، معربًا عن دهشته "لرؤية كل هذا الجمع هنا". ووسط حشد المعجبين الذين تحلقوا حوله، بدا منزعجًا نوعًا ما من الصخب. وعلّق أنّ "الكثير من الدراجين يشكلون محور اهتمام، لكنني أستمتع بهذا الحدث كثيرًا".
وبطبيعة الحال ، تركز غالبية النشاط في الحلبة نفسها على الدراجات، وعرض المنتجات، وورش العمل، وعروض الدراجات النارية الجديدة، فضلاً عن عرض سيارات للشركتين الشقيقتين لدوكاتي ’أودي‘ و’لامبورغيني‘.
حفلات الشاطئ
وربما كان النشاط الأكثر لفتًا للنظر بالمهرجان في مكان آخر، على الشاطئ. ويوم الجمعة، شقت سلسلة طويلة من الدراجين ببزات حمراء طويلة على دراجات دوكاتي، طريقها إلى ريتشيونيه القريبة، وهي وجهة حفلات شهيرة ومغناطيس صيفي على الريفييرا الشرقية لإيطاليا، بقيادة الرئيس التنفيذي لشركة Ducati Corse ، كلاوديو دومينيكالي، وبعض المتسابقين النجوم المشاركين في الحدث،
وهناك أقيمت حفلة شاطئ مميزة على طول الممشى الخشبي للترحيب بحشود عشاق حدث دوكاتي. واضطلع الدي جي بينّي بيناسّي الشهير بتحفيز الحشد المتلهف إلى الجنون بمزيج من الموسيقى الخاصة به.
ووسط المهرجان، كان كلاوديو دومينيكالي لا ينفك يتحدث إلى المعجبين ووسائل الإعلام وكبار الشخصيات. وشارك CNN انطباعه عن جاذبية أسبوع دوكاتي العالمي بأنّه حدث "متغير باستمرار، وفي كل مرة تجد أمرًا جديدًا"، مضيفًا أن "الناس تتجمع هنا، لذلك لديهم شغف باكتشاف أنفسهم معًا، والعثور على بطلهم، ونحن متوافرون دومًا لهم، كي يتمكنوا من الاقتراب من الدراجين والناس على حد سواء".