دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند غروب الشمس، تطير الآلاف من الخفافيش خارج كهف في ولاية "كينتانا رو" في المكسيك، لتتغذّى بالغابة. وفي الوقت ذاته، تتدلّى الثعابين من شقوق الكهف أملاً في اصطياد تلك الخفافيش.
ويُطلق على هذا الكهف اسم "كهف الثعابين المعلقة"، بحسب ما ذكره المصور المكسيكي، فرناندو كونستانتينو مارتينيز بيلمار، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وفي هذا الكهف، تمكّن بيلمار من توثيق صورة تُدعى "The bat-snatcher"، والتي أصبحت من الصور الفائزة لمسابقة مصور الحياة البرية لعام 2022.
وقد تُفاجئك صورة الثعبان عند النظر إليها للوهلة الأولى، إذ يبدو فمه غريبًا، ولكن سرعان ما يتّضح أن ما يتدلّى من فمه هو خفاش كان في المكان الخطأ، وفي الوقت الخطأ.
وقال المصور: "تُظهر هذه الصورة العلاقة بين اثنين من أكثر الحيوانات إثارةً للخوف، والتي يُساء فهمها، والتي تُعتبر ضرورية للنُظُم البيئيّة".
وعادةً، عندما تبتلع الثعابين فرائسها، فإنها تبدأ من الرأس، ولكن حدث العكس أمام المصور المكسيكي، والذي قال: "سمح لي ذلك بالتقاط الثعبان والخفاش وهما يواجهان الكاميرا".
ويعتقد بيلمار أن هذه الصورة تجذب الانتباه لإبرازها مشهدًا غير مألوف. وأضاف المصور: "أحببت أيضًا قدرتنا على رؤية أنياب الخفاش داخل فم الثعبان، وأجنحته الممتدّة كما لو كان يحاول الطيران، والابتعاد".
والتقط بيلمار هذه الصورة في عام 2015، وهو يشعر بالامتنان لشعب "كانتيمو" بسبب حمايتهم لهذا الموقع الفريد، والذي يحتضن أنواعًا مختلفة من الحياة البريّة، سواءً داخل الكهف، أو في الغابة التي تُحيط به.
وتحدّث المصور المكسيكي، الذي يستخدم صوره لنشر الوعي البيئي، عن فوزه في هذه المسابقة المرموقة قائلاً إن "الشعور كان مدهشًا.. وأنا سعيد جدًا لأن هذا التكريم سيمنحني الفرصة لعرض أعمالي للعالم".
ودرس بيلمار علم الأحياء بفضل حبّه للطبيعة، ثم دخل مجال تصوير الطبيعة أثناء وقته في الجامعة.
ومع مرور الوقت، أدرك المصور أهمية التصوير في تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها الطبيعة، وعلاقتها بالإنسان، وليس بهدف إبراز جمالها فحسب.