دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لجأ المصور الهندي، إسماعيل شريف، إلى التصوير الفوتوغرافي بداية كوسيلة لتوثيق ذكرياته بأوروبا خلال أيام دراسته. وقاده ذلك إلى ما وصفه بـ"حبه الأول"، أي مشاهد شروق وغروب الشمس، ثم التقاط صور النمور، حتى وصل إلى نمور الثلوج تحديدًا.
وأكسبته جهوده في توثيق هذه الكائنات المُراوغة لقب "رجل نمور الثلوج".
وقال شريف في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "لقد كنت حريصًا جدًا على توثيق سلوك القطط البرية منذ عام 2008، وشخصيًا، أعتقد أنها عبارة عن رحلة لا تنتهي أبدًا".
قدرات تمويهية لا تُصدّق
ورأى المصور، الذي يقود رحلات استكشافية خاصة لتوثيق مختلف القطط البرية، أن كلمة التمويه تترادف مع نمور الثلوج، وشرح قائلاً: "قد تكون (نمور الثلوج) على بُعد أمتار قليلة أمامك، ولكن ما لم تتحرك، فمن المحتمل أنك ستمر بجوارها من دون ملاحظتها".
وأسفر ذلك عن مجموعة من الصور التي أثارت حيرة العديد من الأشخاص عبر الإنترنت بفضل القدرات التمويهية التي تتمتع بها هذه القطط الكبيرة.
وفي بعض صوره، قد يظن المرء أنه ينظر إلى منطقة واسعة للتضاريس الجبلية الوعرة فقط، والمغطاة بالثلوج أحيانًا، ولكن في الحقيقة يظهر نمر ثلجي بين صخورها، أو أكثر.
وعبر موقع "إنستغرام"، يطلب المصور الهندي من متابعيه أحيانًا تخمين مكان اختباء النمور الثلجية في صوره.
وقال أحد متابعيه: "من الصعب رصدها"، بينما أضاف آخر أنها "تندمج مع البيئة".
ومن الأسباب التي جذبت المصور لتوثيق القطط الكبيرة هي غموضها، وعندما يأتي الأمر للنمور الثلجية، قال شريف: "يمكنها الاختباء في أي مكان، وزمان، والظهور، والاختفاء كيفما شاءت..وهذه من الأسباب التي جعلتني أقع في حبها بشكلٍ كبير".
وعند مشاركته لثمار رحلاته عبر الإنترنت، تراوحت ردود فعل الأشخاص بين الدهشة، والإنكار، واعتقد البعض أن الصور عُدّلت عبر برنامج "فوتوشوب".
وتقف وراء هذه الصور الساحرة رحلات استكشافية مُتعبة، وشرح المصور أنها "مرهقة جسديًا، وعقليًا للغاية".
وتتضمن التجربة المشي لأعلى التلال المغطاة بطبقة سميكة من الثلوج، والتكيّف مع البرد القارس، والارتفاعات الشاهقة.
وأوضح شريف: "تحتاج إلى الصعود لارتفاع 3،500 متر، وستحتاج إلى التأقلم لمدّة يومين على الأقل".
وتستمر هذه الرحلات الاستكشافية لمدة نصف شهر تقريبًا، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنك قد لا تتمكن من رصد هذه الكائنات البرية رُغم جهودك.
ولذلك، ينصح المصور الأشخاص بالمشاركة في هذه الرحلات بهدف استكشاف البيئة، واعتبار أن رصد نمرًا ثلجيًا ميزة إضافية.
ويمكن العثور على نمر الثلج، الذي يُعد من أكثر القطط المهددة بالانقراض بالعالم، في الجبال الصخرية القاحلة في وسط وجنوب آسيا، وهو مُدرج ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
ويُقدّر الاتحاد أن هناك ما بين 4 آلاف و7،500 نمر فقط في البرية.
ونتيجةً لكمية الطلب على فرائها، والضغوط المتزايدة على موائلها بسبب التوسع في الصناعات، وتغيّر المناخ، يتوقع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة اختفاء نسبة إضافية مقدارها 10% من هذه الكائنات بحلول عام 2040.