من لندن إلى نيويورك.. أول رحلة صفر انبعاثات كربونية عابرة للمحيط الأطلسي مرتقبة عام 2023

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت خطوط فيرجن أتلانتيك الجوية عن خططها لتشغيل رحلة بين لندن ونيويورك بطائرة من طراز بوينغ 787، والمدعومة فقط بزيوت النفايات والدهون، في خطوة مهمة لتقليل الأثر البيئي الكبير على قطاع الطيران.

وصفت هذه الطائرة بأنّها أول رحلة طيران في العالم عابرة للمحيط الأطلسي بصافي صفر انبعاثات كربونية، وسوف تحلّق في السماء عام 2023، وتشتغل بالكامل بما يعرف بوقود الطيران المستدام.

ووقود الطيران المستدام يعتبر بديلًا للوقود الأحفوري الذي يستخدم مكونات مثل زيوت الطهي ومخلّفات الزراعة، ما يقلّل انبعاثات الكربون بمعدل 80%، وفقًا لاتحاد النقل الجوي الدولي.

وفي بيان، زعمت حكومة المملكة المتحدة، التي ساهمت بتمويل المشروع، أنّ الرحلة عبر المحيط الأطلسي ستنتج صفر انبعاثات من حيث ناتج الكربون بسبب وقود الطيران المستدام، وستعوض أي انبعاثات من خلال "اعتمادات الفحم الحيوي"، أي المدفوعات التي تدعم استخدام عملية الطاقة التي تؤدي إلى التخزين الآمن للكربون.

وفي حين أنّه يرجّح النظر إلى الرحلة على أنّها خطوة في الاتجاه الصحيح لقطاع الطيران، فإنها لن تفعل الكثير لكسب النقاد الذين قالوا إن مشاريع مماثلة لمرة واحدة تهدف بشكل أكبر إلى تهدئة ضمير الركاب.

ويقول النقاد إن قطاع الطيران يحاول إعطاء انطباع أنه على وشك تحقيق الاستدامة الكاملة، بدلاً من هدفه المعلن المتمثّل بخفض مستويات الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2050 مقارنة مع تلك المسجلة عام 2005، وأن استخدام وقود الطيران المستدام ما زال ممكنًأ أن يكون له عواقب بيئية.

وفي بيان الإعلان عن الرحلة، اقترح شاري ويس، الرئيس التنفيذي لخطوط فيرجن أتلانتيك الجوية، أن عملية "البحث والنتائج" للرحلة الرائدة لعام 2023 "ستكون خطوة كبيرة لتتبع استخدام وقود الطيران المستدام بسرعة عبر قطاع الطيران، ودعم الاستثمار، والتعاون والإلحاح اللازم لإنتاجه على نطاق واسع".

ولم تؤكد شركة الطيران البريطانية بعد موعد الرحلة، لكنّها أعلنت أنها ستكون في وقت ما من العام المقبل.

طيران أكثر استدامة

وقود الطيران المستدام لا يعد اختراعًا جديدًا، إذ كان موجودًا بالفعل منذ عام 2011، وبحسب بيانات اتحاد النقل الجوي الدولي، أنه منذ ذلك الحين، حلّقت أكثر من 450 ألف رحلة جوية مدعومة، على الأقل جزئيًا، مستخدمة وقود الطيران المستدام.

ورغم قدرته على تقليل الأثر البيئي للطائرة، لا يزال استخدام وقود الطيران المستدام محدودًا بسبب التكاليف المرتبطة بالإنتاج والمخاوف التنظيمية.

من جهته، أوضح أندرياس شافر، أستاذ الطاقة والنقل في جامعة كوليدج لندن، لـCNN في وقت سابق من عام 2022: "لا توجد دراسة جدوى حقيقية للقطاع للاستثمار فيه حاليًا".

ومع ذلك، فإن إحدى المزايا الرئيسية لوقود الطيران المستدام تتمثل بأنّه يمكن استخدامه في الطائرات الموجودة مسبقًا، مع القليل من الحاجة إلى تعديلات باهظة الثمن.

وقال شافر إنه"أمر بالغ الأهمية ومفيد لقطاع الطيران، إذ لا توجد حاجة للاستثمار في بنية تحتية جديدة أو طائرات جديدة، وهو أمر رائع للمطارات أيضًا، إذ يمكنها استخدام البنية التحتية ذاتها للتخزين والتزود بالوقود".

وتتضمن رحلة خطوط فيرجن أتلانتيك المرتقبة تعاون شركة "بوينغ" لصناعة الطائرات، وشركة تصنيع المحركات "رولز رويس".

وجهزت الطائرة من طراز فيرجين 787 بمحرك "رولز رويس ترنت 1000" التوربيني المروحي، التي قالت عنه الشركة إنه أثبت سابقًا قدرته على العمل بمزيج من وقود الطيران المستدام ووقود الطائرات التقليدي.