دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في فبراير/شباط من عام 2022، ضربت عاصفة قويّة وُصِفت بـ"الأسوأ منذ ثلاثة عقود" المملكة المتحدة. ونتج عن هذا الحدث العنيف صورة مُهيبة فازت بمسابقة مصوّر الطقس التّابعة للجمعية الملكيّة للأرصاد الجوية في عام 2022.
وكان مكتب الأرصاد الجويّة في بريطانيا قد أصدر تحذيرات للسّكان من الحطام المتطاير نتيجة إعصار "يونيس".
ولكن أدرك المصوّر البريطاني المُقيم غرب مقاطعة ساسكس الإنجليزية، كريستوفر إيسون، أن هذا الحدث المناخي سيخلق مشاهد ملحميّة لا بدّ أن يوثّقها بعدسته.
وقال إيسون في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "دبّرت خطّة لالتقاطها بطريقةٍ ما".
وليس من السّهل توثيق العواصف بحد ذاتها، ولكن لا ينطبق ذلك على آثارها، بحسب ما ذكره المصوّر.
وكان من الواضح أن الأمواج الكبيرة ستضرب السّاحل، ولذلك بحث البريطاني عن مكان يكون فيه المد واتّجاهه بشكل مثالي، وشرح قائلاً: "سرعان ما أدركت أن المد العالي والعاصفة سيتزامنان وبدقّة في نيوهافن، وهو ميناء على بُعد حوالي ساعة بالسّيارة. وكان من المقرّر حدوث الأمر في منتصف النّهار، وهو أمر مثالي".
وتجمّع العديد من الأشخاص والمصوّرين بالقرب من الشّاطئ لمشاهدة العاصفة، ولكنّهم كانوا في منطقة الخطر وفقًا لما ذكره إيسون، إذ كانت الأمواج والحجارة تتطاير في الهواء.
كما كان من الصّعب عليه الوقوف أو المشي لأن سرعة الريّاح آنذاك وصلت إلى 100 ميل في الساعة تقريبًا (161 كيلومترًا تقريبًا).
ويتمتّع ميناء "نيوهافن" بمنحدر مرتفع يطل على مدخل المرفأ. وأوضح المصور: "اخترت الوقوف عليه حتّى أتمكّن من رؤية الأمواج من دون أن أغرق".
ولم يحصل البريطاني على مبتغاه، إلا بعد انقشاع الغيوم بعد 3 ساعات، وإضاءة أشعة الشمس لسطح المياه وهي تضرب الجدار البحري بعنف.
وقال إيسون: "أضاف ذلك حقًا بُعدًا جديدًا، ولذلك واصلت الانتظار والمراقبة".
وتواجد على الجرف عدد من المصوّرين، ولكنهم شعروا بالتّعب، واستسلموا في النهاية.
وأكّد المصوّر: "لم يتبق سوى القليل منّا، عندما بلغت الإضاءة المميزة أعلى مستوياتها، وخلقت هذه الصورة من أجلي".
وعادةً ما يُصاب الأشخاص بالذّهول عند مشاهدة هذه الصّورة لقوتها، إذ قال المصور البريطاني: "يرى الأشخاص الأمواج الشّاهقة التي تعلو المنارة، ويشاهدون حجم العاصفة على الفور".
ويتّمتع إيسون، الذي سبق وأن عمل مع وكالة "أسوشيتد برس"، بمسيرة حافلة في مجال التصوير الفوتوغرافي، وقرّر الالتحاق بهذه الهواية منذ أن كان في الخامسة من عمره.
وعمل إيسون كمصوّر صحفي، وقضى 20 عامًا في توثيق مواضيع متعدّدة سياسيَة، وملكيَة، ورياضيّة، كما أنّه غطّى حرب الخليج الثانية أيضًا.
ويسعى إيسون بشغف إلى توثيق المناظر الطبيعيّة، والبحريّة، ومشاهد الغيوم، وأكّد قائلاً: "طالما أنّني ألتقط الصّور، فأنا سعيد".