دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لا يستطيع الكثير منّا تخيّل الدّببة القطبيّة من دون خلفيّة من المساحات البيضاء الناصعة المغطاة بالثلوج حولها، إذ ترتبط هذه الحيوانات بالمناطق الأكثر برودة بالكرة الأرضية مثل النرويج، أو ألاسكا، وكندا.
ولذلك، يلقي العديد من الأشخاص نظرة مطوّلة عند رؤية المشاهد التي وثّقها مصور الحياة البرية الكندي، مارتن غريغوس، لهذه المخلوقات، إذ تخلو من الثلوج بشكلٍ قد يكون مربكًا لمن اعتاد على الصّور النمطيّة.
ولكن ببساطة، قرّر غريغوس توثيق هذه المخلوقات خلال فصل الصّيف.
دببة قطبية بين الزهور؟
وفي عام 2015، قام غريغوس المولود في سلوفاكيا بأول رحلة له إلى المنطقة القطبيّة الشّماليّة مع والده، حيث شاهد دبًا قطبيًا يسبح مع حيتان البيلوغا.
وقال المصوّر في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: "كان الأمر سحريًا وفريدًا جدًا. وهنا وُلدت فكرة الدّببة القطبيّة في الصّيف".
ولكن لم يتسنّ لغريغوس العمل على فكرته حتّى بدء تفشي جائحة "كوفيد-19".
وتشجّع المصوّر على السّعي وراء هذا المشروع رغبةً منه في "التّواجد مع الدّببة في الوقت الذي يغادر فيه جميع الأشخاص".
وفي عالم موجّه نحو وسائل التّواصل الاجتماعي، رأى الكندي أنّه "غالبًا ما ننسى أن العالم يستمر في التّحرك حتّى عند عند عدم وجود أي شخص لتوثيق ذلك".
وتظهر الدّببة بصوره المُلتقطة في مقاطعة مانيتوبا الكنديّة، خلال سباحتها في المياه الصافية بلا اكتراث.
وفي مشاهد أكثر إثارة للانتباه، تسير الدببة وتسترخي بين الورود الأرجوانيّة الزّاهية.
وشعر الأشخاص بالحماس بشأن هذه النّظرة الجديدة للدّببة القطبية بحسب المصور، بينما شكّك آخرون في مصداقيّة الصّور.
وعمل غريغوس على هذا المشروع لأكثر من 30 يومًا خلال عامي 2020، و2021.
علاقة وطيدة
أما أبرز اللحظات المفضلة التي شهدها الكندي خلال رحلته، فتمثلت بإرضاع أنثى الدّب لصغارها.
وشرح المصوّر: "أثناء التواجد بيننا، اختارت (أنثى الدب) أن تكون في أضعف حالاتها. وذلك في الحقيقة ذروة الثّقة التي تمكنا من تشكيلها معًا".
ورغم أنّ المصوّر لم يزر الدّببة في عام 2022، إلا أنّه يُخطّط القيام بذلك في عامي 2023 و2024، إذ قام بجولات خاصّة للتّصوير الفوتوغرافي.
ولكن لا يرغب غريغوس أن تحجب هذه الصّور السّاحرة عيون المشاهدين عن التّهديدات التي تواجهها هذه الثّدييات.
وقال المصور: "كانت الفكرة الأساسيّة وراء هذه الرحلة الاستكشافية.. هي إظهار قصّة جميلة للعالم، وجعل الأشخاص يتواصلون مع الدببة بصفتها كائنات لطيفة، وبالتّالي الشّعور بأنّهم يلتزمون بحمايتها".
وأشارت الأبحاث التي أجراها المعهد القطبي النّرويجي إلى أن الدّببة القطبيّة تتكيّف مع ارتفاع درجة حرارة القطب الشّمالي، ولكن مستقبلها غير مؤكّد مع استمرار ذوبان الجليد البحري.
وفي حال فَشِل البشر في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المُسبّبة لتغيّر المناخ، فقد تكافح هذه الحيوانات من أجل البقاء على قيد الحياة ما بعد عام 2100.