دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يسبح البريطاني، أولي كلارك، مع مختلف الكائنات البحرية على نحو يومي بفضل وظيفته كمصوّرٍ تحت الماء في أستراليا. ورُغم مصادفته للعديد من المخلوقات، إلا أنّ أسماك قرش الحوت تشكلّ "نقطة ضعف" بالنسبة له.
ويُعتبر كلارك شغوفًا بتصوير الكائنات البحريّة المهدّدة بالانقراض، ومشاركة أعماله مع الأشخاص الذين نادرًا ما يحصلون على فرصة لمصادفة هذه الكائنات الرّائعة.
وفي ولاية غرب أستراليا، وثّق البريطاني صورة مبهرة وطريفة تُدعى "The swarm" لسمكة قرش الحوت التي تبدو وكأنّها محاطة بدرعٍ فضّي من الأسماك.
وحاز كلارك على لقب أفضل مصور بريطاني تحت الماء لعام 2023 ضمن مسابقة أفضل مصوّر تحت الماء (UPY)، بفضل هذا المشهد، إضافةً لتحقيقه المركز الثاني في الترتيب العام للمسابقة.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال كلارك: "من الطّبيعي جدًا مواجهة أسماك قرش الحوت مصحوبة بأسماك صغيرة في شِعاب نينغالو".
وتستغل الأسماك الصغيرة سمكة قرش الحوت كمصدرٍ للحماية، وطريقة للتّنقل أحيانًا.
ولكن في هذه المرّة، كانت "كرة الطُّعم" التي شكّلتها الأسماك حول سمكة القرش "أكبر بكثير من المعتاد"، بحسب ما ذكره.
ويؤدّي التّجمع الكبير أحيانًا لجذب العديد من الأسماك مثل سمكة الشيم، والتي تحاول افتراس الأسماك الصغيرة.
وأحاطت العديد من الأسماك بسمكة قِرش الحوت، واستنتج المصور أنّه "بالكاد استطاع الرّؤية عبرها".
ورُغم دوران الأسماك حول سمكة قرش الحوت لتجنّب المفترسين، إلا أنها احتاجت لتجنّب سمكة القرش أيضًا في النّهاية.
وقال كلارك: "غالبًا ما يتم تصنيف أسماك قرش الحوت بأنّها من المغذّيات على العوالق، ولكن يمكنها ابتلاع أي شيء يصل حجمه إلى نحو 10 سنتيمترات".
وشهد المصور سمكة القرش، خلال سباحتها بسرعة قياسية، مع فتح فمها لابتلاع الأسماك حولها.
وفي البداية، بدت سمكة القرش منزعجة من الازدحام حولها، إذ كانت تغوص ثم تصعد إلى سطح المياه بسرعة كما لو كانت تحاول إبعاد الأسماك عنها.
وأوضح المصور البريطاني: "ومع ذلك، عندما بدأت (سمكة قرش الحوت) في التهام الطعّام المجاني، شكّل الموقف على الأغلب ثمنًا بسيطًا يجب دفعه".
ووثّق كلارك هذه الصورة أثناء العمل على متن قارب سياحي في عام 2022.
وتمكّنت طائرة تابعة للقارب من العثور على سمكة القرش، وتتبّعها حتى تمكّن من تصويرها.
وهذه أوّل مرّة يفوز بها كلارك في مسابقة للتّصوير الفوتوغرافي، وأكّد المصور: "أنا أيضًا سعيد حقًا لأنني فزت بصورة لسمكتي المفضّلة".