تفصل بين الكوريتين.. كيف أصبحت المنطقة منزوعة السلاح "جنة" للحياة البرية؟

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة
تفصل بين كوريا الشمالية والجنوبية..كيف أصبحت المنطقة المنزوعة السلاح ملاذًا للحياة البرية؟
Credit: National Institute of Ecology/google.com

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، تقع المنطقة منزوعة السلاح، التي تُعد من أكثر حدود العالم تسلُّحًا.

يبلغ امتداد المنطقة 160 ميلاً، ترتفع فيها الأسوار والألغام الأرضية، وخالية تقريبًا من النشاط البشري.

لكن هذه العزلة حولت المنطقة من دون قصد، إلى ملاذ للحياة البرية.

أصدرت شركة "غوغل" صورًا لميزة التجوّل الافتراضي في المنطقة منزوعة السلاح للمرة الأولى هذا الأسبوع، حيث قدّمت لمحة نادرة عن النباتات والحيوانات التي تعيش في هذه المنطقة المحرّمة.

تفصل بين كوريا الشمالية والجنوبية..كيف أصبحت المنطقة المنزوعة السلاح ملاذًا للحياة البرية؟
Credit: National Institute of Ecology/google.com

تعد الصور جزءًا من مشروع تم تنفيذه بالتعاون مع العديد من المؤسسات الكورية للاحتفال بالذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية، التي أدت إلى توقف الأعمال العدائية عام 1953، ورسم خريطة المنطقة منزوعة السلاح، رغم أنّ الحرب لم تنته من الناحية الفنية حيث لم يتم التوقيع على معاهدة سلام.

ويسمح المشروع للمشاهدين بأخذ "جولة افتراضية" باستخدام خدمة التجوّل الافتراضي من "غوغل"، مع تسليط الضوء على الآثار الثقافية والمواقع التراثية بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح، مثل المباني التي مزقتها الحرب والمخابئ الدفاعية.

لكن أكثر الصور إثارة للدهشة هي لأكثر من 6،100 نوعًا مزدهرًا في المنطقة منزوعة السلاح، بدءًا من الزواحف والطيور إلى النباتات.

ومن بين 267 نوعًا مهددًا بالانقراض في كوريا، تعيش نسبة 38% منها في المنطقة منزوعة السلاح، وفقًا لـ"غوغل".

تفصل بين كوريا الشمالية والجنوبية..كيف أصبحت المنطقة المنزوعة السلاح ملاذًا للحياة البرية؟
Credit: National Institute of Ecology/google.com

وذكرت "غوغل" عبر موقعها: "بعد الحرب الكورية، كان التدخل البشري في المنطقة منزوعة السلاح ضئيلًا لأكثر من 70 عامًا، لذا تعافت الطبيعة المتضررة من تلقاء نفسها".

وأضافت: "أنشأ ذلك نظامًا بيئيًا جديدًا لم نشهده حول المدن وأصبح ملاذًا للحياة البرية".

أما قاطنو المنطقة منزوعة السلاح فهي عبارة عن ماعز جبلية مهددة بالانقراض تعيش في الجبال الصخرية؛ أيل المسك ذات الأنياب الطويلة التي تعيش في الغابات القديمة؛ ثعالب الماء التي تسبح على طول النهر الذي يمر عبر الكوريتين؛ والنسور الذهبية المهددة بالانقراض، التي تقضي الشتاء في كثير من الأحيان، في المناطق الحدودية المدنية حيث يطعم السكان الصيادين الجياع.

والتقطت العديد من الصور بواسطة كاميرات درون من دون طيار تم تركيبها بواسطة المعهد الوطني للبيئة في كوريا الجنوبية.

عام 2019، وثّقت هذه الكاميرات دبًا أسودًا آسيويًا صغيرًا لأول مرة منذ 20 عامًا، الأمر الذي أسعد الباحثين المهتمين منذ فترة طويلة بتراجع عدد الحيوانات المعرضين للخطر بسبب الصيد الجائر وتدمير الموائل.

وسبق أن قال سيونغ هو لي، رئيس منتدى المنطقة منزوعة السلاح، وهي مجموعة تقوم بحملات لحماية التراث البيئي والثقافي للمنطقة، لـCNN عام 2019، إن المنطقة منزوعة السلاح أصبحت أيضًا واحة للطيور المهاجرة بسبب تدهور الظروف على جانبي الحدود.

وأشار إلى أن قطع الأشجار والفيضانات أضرّ بأراضي كوريا الشمالية، في حين أدى التلوث الحضري والتلوث إلى تجزئة الموائل في كوريا الجنوبية.

وتُظهر صور "غوغل" أيضًا مناظر طبيعية نقية ومتنوعة بيولوجيًا. ويمكن للمستخدمين استخدام منظر الشارع لاستكشاف مستنقع Yongneup المرتفع، الذي يتميز بحقول عشبية واسعة مليئة بنباتات الأراضي الرطبة، أو مضيق نهر هانتان، حيث تتلوى المياه الفيروزية بين جدران الغرانيت العالية.

ودعت العديد من الأصوات في كل من الكوريتين والمنظمات البيئية الدولية إلى الحفاظ على المنطقة المجردة من السلاح منذ عقود. لكن العملية ليست سهلة، لأنها تتطلب تعاونًا من كل من سيول وبيونغ يانغ.

وقال لي حينها: "نطلق على المنطقة اسم الجنّة غير المقصودة".

تفصل بين كوريا الشمالية والجنوبية..كيف أصبحت المنطقة المنزوعة السلاح ملاذًا للحياة البرية؟
Credit: National Institute of Ecology/google.com

وكان ثمة بعض التقدم خلال السنوات الأخيرة، حيث تعهد الرئيس الكوري الجنوبي السابق مون جاي إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عام 2018، بتحويل المنطقة منزوعة السلاح إلى "منطقة سلام".

وفي العام التالي، افتتحت كوريا الجنوبية أول "مسارات سلام" لعدد محدود من الزوّار على طول المنطقة منزوعة السلاح، ما أدى إلى مرور المتنزهين عبر المراصد والأسوار الشائكة.

ومع ذلك، تدهورت العلاقات منذ ذلك الحين، مع تصاعد التوترات عام 2022، حيث أطلقت كوريا الشمالية عددًا قياسيًا من الصواريخ، وتولى الرئيس الكوري الجنوبي الجديد منصبه.