كان رمزًا للسلام بين الكوريتين.. كوريا الشمالية "تفكّك" فندقًا عائمًا بدأت رحلته من أستراليا

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُدمّر الحكومة الكورية الشمالية فندقًا عائمًا في منطقة سياحية، رُحّب به في الماضي كرمزٍ للسلام بين الكوريتين.

واحتضن موقع جبل "كومغانغ"، الذي يعني "ماسة" باللغة الكورية، لحظات نادرة لعمليّة مصالحة بين مواطني الكوريتين، الذين ما برحولا في حالة حرب من الناحية التقنية.

وقال مسؤول من وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية لـCNN إنهم رصدوا ما يَشي بأنه "نشاط تفكيكي" في مواقع متعددة في جبل "كومغانغ".

كان رمزًا للسلام بين الكوريتين.. كوريا الشمالية تدمر فندقًا عائمًا
كان الفندق رمزًا للسلام بين الكوريتين. Credit: Hyundai Asan Corporation

ويأتي هذا الخبر بعد أشهر من إشارة تقارير غير مؤكدة إلى هدم مبانٍ في المجمّع السياحي.

وتقع استراحة "أونجوغجاك" عند سفح جبل "كومغانغ"، حيث تم فيها لم شمل العائلات المنفصلة من الجنوب والشمال سابقًا.

كما ذُكر احتمال تدمير مكتب "هيونداي آسان" في "كومغانغ" بنهاية هذا الأسبوع.

وكانت الشركة المملوكة من قبل كوريا الجنوبية مسؤولة عن إدارة المنطقة السياحية.

وصرّح المتحدث باسم "هيونداي آسان"، بارك سونغ أوك، لـCNN سابقًا إنّ "جولات جبل كومغانغ حسّنت المصالحة بين الكوريتين، وكانت بمثابة نقطة محوريّة للتبادل بينهما".

وإلى جانب ذلك، بدأت كوريا الشمالية بتفكيك فندق "هايغومغانغ" الشهير في أبريل/نيسان.

ونُقِل الفندق، الذي كان في ما مضى منتجعًا فاخرًا يطفو فوق الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، إلى "كومغانغ"، وافتُتح للسياح عام 2000.

وقال المسؤول إنهم يراقبون عن كثب إذا كانت كوريا الشمالية ستهدم مركز لم شمل الأسر، ومركز "كومغانغ" المجتمعي أيضًا، مضيفًا أنهم لا يستطيعون تأكيد هذه المعلومات حتّى الآن.

وكان منتجع "كومغانغ"، الذي يبعد حوالي 30 دقيقة شمال المنطقة المنزوعة السلاح الكورية (DMZ)، يُدار من قبل الكوريتين بشكلٍ مشترك.

وتوقفت الوجهة عن الترحيب بالسياح عام 2008 بعدما أطلق جندي كوري شمالي النار، وقتل امرأة كورية جنوبية تجاوزت حدود منطقة جبل "كومغانغ" السياحية، متجهةً إلى منطقة عسكرية.

ومع ذلك، استمرّ لم شمل العائلات المشتّتة هناك حتّى عام 2018

وتدهورت حال المنطقة منذ ذلك الحين. ووصف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي زار "كومغانغ" عام 2019، المنطقة بأنها "رثّة"، و"رجعيّة".

وقيل إن كوريا الشمالية تخطط لاستبدال جميع المنشآت في جبل "كومغانغ" بأخرى جديدة، ما يُشير إلى أن حكومتها تخطط لإدارة منطقة المنتجع، والسيطرة عليها من دون أي مساعدة من جارتها الجنوبية على الأرجح.

وكان بناء هذا الفندق العائم فكرة دوغ تاركا، الغطّاس المحترف، ورجل الأعمال الإيطالي المنشأ، الذي يعيش في مدينة تاونسفيل على الساحل الشمالي الشرقي لولاية كوينزلاند الأسترالية.

وقُدّرت كلفة بناء الفندق بنحو 45 مليون دولار، أي ما يوازي أكثر من 100 مليون دولار حاليًا.

وافتتح الفندق في 9 مارس/آذار من عام 1988، تحت اسم "Four Seasons Barrier Reef Resort".

وبعد مرور عام واحد على انطلاقه، باتت الكلفة التشغيلية له عالية جدًا، فأغلق أبوابه من دون أن يبلغ السعة القصوى له.

وهكذا بدأ الفندق العائم رحلته الثانية شمالًا عام 1989، حيث قطع مسافة 5،471 كيلومترًا. وأُطلق عليه اسم فندق "سايغون"، ولكنه أغلق أبوابه مُجددًا عام 1998 لأنه استُنزِف ماديًا.

ولكن بدلاً من تفكيكه، أعطته كوريا الشمالية فرصة حياة غير متوقعة، حيث اشترته لجذب السياح إلى جبل "كومغانغ" الذي يتمتّع بمناظر خلابة على مقربة من الحدود مع كوريا الجنوبية.