دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بدأ تشييد لوسيل، التي تُوصف بكونها "مدينة المستقبل" في قطر، بعام 2006، أي قبل وقتٍ طويل من إعلان استضافة قطر لكأس العالم في كرة القدم 2022.
وقد يصعب عليك تصديق زيارة العديد من الأشخاص لهذه الوجهة قبل تحوّل ملعب لوسيل الكبير فيها إلى المسرح الرّئيسي لكأس العالم.
ووجد أولئك الذين قاموا بزيارة المكان أنّ المدينة أكثر من مجرّد كونها مساحة للفعّاليات.
وتتمتّع لوسيل بمراكز تسوّق كبرى، وحدائق ترفيهيّة، والعديد من المطاعم العالميّة، والجُزُر، وأيقونتين جديدتين في أفق قطر.
وصُمّمت "أبراج كتارا" على شكل زوج من السّيوف القطريّة المتقاطعة، وتنقسم هذه الإضافة الجديدة لعلامتين تجاريتين، وهما "فيرمونت"، و"رافلز".
كما يمكن أيضًا مشاهدة أبراج لوسيل بلازا الأربعة الملتوية، والتي توحي وكأنها تتغيّر في الارتفاع والشّكل مع الاقتراب من المدينة.
وصَمّمت هذه الأبراج شركة "Foster + Partners"، التي كانت وراء ملعب لوسيل أيضًا.
وتتكوّن لوسيل من 19 منطقة سكنيّة، وتجاريّة، وأخرى مختلطة، وبعضها أكثر تطورًا من الأخرى لكون المدينة قيد الإنشاء حتّى الآن.
ويربط "لوسيل بوليفارد" بين الملعب وأبراج لوسيل بلازا، ويستضيف هذا الشّارع الاستعراضات والأحداث بانتظام، من مهرجان الطّعام، إلى عرض السّيارات الكلاسيكيّة السنوي.
ومن المقرّر افتتاح متحف لوسيل المرتقب، من تصميم شركة "Herzog & de Meuron" المعماريّة السويسريّة، في عام 2029.
وأصبحت المدينة منافسة للدّوحة المزدحمة من ناحية قابليّة العيش.
مدينة انبثقت من الرّمال
وتدّعي لوسيل أنّها أوّل مدينة مستدامة في قطر، وهو أمر ليس من السّهل تحقيقه عند تشييد مشاريع جديدة في الصّحراء.
وقال نائب رئيس شركة "Parsons Corporation" التي تشرف على عمليّة البناء، برايس ماكديفيت: "لا حصر لمستقبل البُنَى التحتيّة في الشّرق الأوسط".
وتتضمّن الميّزات الرئيسيّة لنهج البناء هذا "عدم تقييد البُنَى التحتيّة الموجودة بالفعل للبشر. كما يمكن بناء جميع الطّرق، والمطارات، والنّقل العام، والمناظر الطبيعيّة، والتّصميم الحضري مع وضع الاستدامة الذكيّة بعين الاعتبار" وذلك عند بناء مدينة من الصِّفر، بحسب ما ذكره ماكديفيت.
ولم تحظ الاستدامة بالكثير من الاهتمام في قطر على مرّ العقود القليلة الماضية، ولكن تعمل لوسيل على تغيير هذه العقليّة، مع دمج تعديلات مستدامة أثناء البناء.
وتتمتّع المدينة بنظام "ترام" مُصمّم لتقليل الحاجة إلى السّيارات، وأنظمة للحفاظ على المياه، وإعادة استخدامها لزراعة النّباتات المحليّة العاكسة للتّصحر على سبيل المثال.
مدينة مستقبليّة مترامية الأطراف
وبينما تتمتّع لوسيل بهندسة معماريّة رائعة، ومساحات خارجيّة كبيرة، وتنظيمها للمهرجانات، والفعاليّات، إلا أنّها لن تتمتع أبدًا بالطّابع العضوي والعشوائي للدّوحة القديمة، وهو ما يجذب السيّاح.
وبدلاً من ذلك، تهدف لوسيل أنّ تتحوّل إلى "مدينة المستقبل".
ولكن هل ستقع هذه الوجهة في فخ لعنة متكرّرة يبدو أنّها أصابت العديد من المحاولات السّابقة لمُدُن مشيّدة حديثًا، مثل كانبيرا، وبرازيليا، وإسلام أباد، والتي تبدو وكأنّها تفتقر للأجواء الطبيعيّة والحيويّة؟ ويُعتبر الوقت وحده كفيلًا بإثبات ذلك.
وتتردّد شائعة لم تؤكَّد حتّى الآن بأنّ لوسيل قد تصبح في نهاية المطاف عاصمة قطر.
وكان الشّيخ جاسم بن محمد بن ثاني، والذي يُعتبر مؤسِّس قطر، قد بنى منزله الذي يعود تاريخه إلى القرن الـ19، أي قلعة "لوسيل"، عند ساحل المدينة.