مصر.. نمو لافت في أعداد السياح.. ومسؤول: فنادق القاهرة سجلت أعلى سعر في تاريخها

سياحة
نشر
6 دقائق قراءة
مصر.. نمو لافت في أعداد السياح.. ومسؤول: فنادق القاهرة سجلت أعلى سعر في تاريخها
صورة أرشيفية للأهرامات في مصرCredit: KHALED DESOUKI/AFP via Getty Images

القاهرة، مصر (CNN) -- تشهد مصر ارتفاعا في أعداد السياحة الوافدة من دول الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والخليج بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالعام الماضي، وسجلت فنادق منطقة وسط البلد بالعاصمة المصرية القاهرة أعلى نسب إشغال محققة أعلى سعر لليلة الفندقية في تاريخها.

وأكد مسؤولون بشركات سياحة على أهمية إنشاء فنادق جديدة بمنطقة وسط البلد والمراكب الفندقية لاستيعاب الطلب.

وقال مسؤول بإحدى شركات السياحة الحكومية، إن مصر تشهد نموا مضطردا في أعداد السياحة الوافدة منذ بداية العام الجاري، مستدلا على ذلك بارتفاع نسب إشغال فنادق منطقة وسط البلد بالقاهرة لمستويات قياسية، وكذلك زيادة سعر الليلة الفندقية بالغرفة الواحدة للفنادق الخمس نجوم لتتراوح بين 600-650 دولار، وهو أعلى سعر لليلة فندقية سجلته الفنادق المصرية في تاريخها.

وسجلت الشركات المدرجة بالبورصة المصرية، التي تمتلك فنادق بمنطقة وسط البلد نموا في الإيرادات خلال الفترة الماضية، إذ قفزت أرباح شركة مصر للفنادق المالكة لفندق ريتز كارلتون المطل على النيل وميدان التحرير- إلى 347.2 مليون جنيه خلال الفترة من يوليو/ تموز إلى ديسمبر/ كانون الأول من عام 2022 بنسبة نمو 129.7%، خلال نفس الفترة من العام الماضي، وسجلت إيرادات فنادق مجموعة طلعت مصطفى القابضة التي تمتلك فندقي فورسيزون نايل سيتي وكمبنسكي على نيل القاهرة- 2.6 مليار جنيه خلال عام 2022 بنسبة زيادة 102%.

وأشار المسؤول، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إلى تنوع الأسواق السياحية الوافدة لمصر ما بين الولايات المتحدة الأمريكية، والتي سجلت إقبالا ملحوظا لم تشهده مصر منذ سنوات، حيث لم تنقطع الرحلات القادمة من أمريكا طوال الفترة الماضية، والدول الخليجية، واستحوذت على حصة متقدمة مقارنة بالأعوام الماضية.

وكذلك شهدت مصر توافد لسياح من دول ألمانيا، وإيطاليا، وإنجلترا، لتعوض هذه الأسواق تراجع السياحة الواردة من روسيا وأوكرانيا، مرجعا سبب نمو السياحة الوافدة لمصر إلى ارتفاع الطلب على المقاصد السياحية المصرية بعد فترة الإغلاق مع بداية جائحة كورونا مطلع عام 2020.

وارتفع عدد السياح الوافدين لمصر بنسبة 35% خلال أول شهرين من العام الجاري، وقدر وزير السياحة المصري أحمد عيسى أن تستقبل البلاد 15 مليون سائح هذا العام بنسبة نمو 28% عن العام الماضي، وفقا لتصريحات رسمية.

ولفت إلى تراجع الطاقة الفندقية بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، نتيجة عدم إنشاء أية فنادق جديدة بهذه المنطقة خلال آخر 10 سنوات وإغلاق فندق شبرد للتجديد، مما يتطلب ضرورة طرح إنشاء فنادق جديدة بالأراضي الحكومية لاستيعاب الطلب المتزايد على القاهرة، في المقابل هناك نموا في حجم الطاقة الفندقية بالبحر الأحمر تستوعب الزيادة في أعداد السياحة، ولذا لم تتجه الفنادق والمنتجعات السياحية هناك بزيادة سعر الليلة الفندقية.

وقررت الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق إيجوث، إحدى شركات السياحة الحكومية، إغلاق فندق شبرد التاريخي عام 2013 مبررة الأمر بتردي حالته، وطوال الأعوام التالية لم تنجح جهود الحكومة في تجديد الفندق حتى تعاقدت في مارس عام 2020 مع مجموعة سعودية لتمويل تكلفة التجديد وإعادة تشغيل الفندق خلال العام المقبل.

وقال سامح سعد الخبير السياحي، ونائب رئيس شركة أورينت تورز للقرى والمنتجعات السياحية، إن كل المقاصد السياحية في مصر تشهد نموا في أعداد السياحة الوافدة بنسب مختلفة وفقا لموسمية كل مقصد، موضحا أن فنادق القاهرة ترتفع نسب الإشغال خلال فترة الصيف، في حين تشهد فنادق الأقصر وأسوان زيادة في نسب الإشغال خلال موسم الشتاء خاصة من السياح الوافدين من أوروبا وأمريكا.

وتستهدف مصر أن تستقبل 30 مليون سائح بحلول عام 2028 من خلال زيادة حركة السياحة بنسبة 30% سنويًا عبر جذب استثمارات أجنبية مباشرة لإقامة مشروعات سياحية عالمية وزيادة الطاقة الفندقية، إضافة إلى مضاعفة رحلات الطيران، وتحسين التجربة السياحية لرفع معدلات الإنفاق.

وأكد سعد، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، زيادة نسب الإشغال في فنادق القاهرة والهرم والأقصر وأسوان والمراكب النيلية بنسبة 30% خلال أول 3 شهور من العام الجاري عن نفس الفترة من العام الماضي، كما زادت أسعار الليلة الفندقية بنسبة 20% هذا العام نتيجة نمو الإقبال، في حين بدأت مستويات الإشغال في التحسن بشكل لافت بفنادق الغردقة لتتجاوز 80% منذ نهاية شهر مارس، مشيرًا إلى ضرورة تشجيع الاستثمار في إنشاء الفنادق العائمة بالنيل لاستيعاب الطلب المتزايد خاصة في الأقصر وأسوان.

وأرجع سامح سعد، أسباب نمو السياحة الوافدة لمصر إلى الاستقرار السياسي نتيجة تحسن العلاقات الخارجية لمصر منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، وانخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار مما زاد من تنافسية المقصد السياحي المصري، إضافة إلى تأجل الطلب على السياحة نتيجة الإغلاق خلال فترة جائحة كورونا مما زاد من شغف السياح للسفر للخارج، منوها إلى استقبال سياح من الصين واليابان بعد عودة الرحلات السياحية من البلدين عقب تعليق إجراءات حظر الطيران.

ولفت سامح سعد إلى استمرار حركة توافد السياح من روسيا إلى مصر ولكن بنسب أقل كثيرا من المعدلات السابقة، نتيجة مشاكل الطيران، في حين انخفضت السياحة القادمة من أوكرانيا بشكل كبير، واستقبلت مصر أعداد ضئيلة جدا من السوق الأوكراني، في حين تتصدر ألمانيا وإنجلترا السياحة الوافدة لمصر نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة بالبلدين، والظروف الجوية غير المعتدلة.