دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في عام 2018، كان المصوّر الأمريكي، توماس مانجلسن، برحلته الرّابعة إلى القارة القطبيّة الجنوبيّة، في جزيرة جورجيا الجنوبيّة بالتّحديد.
وقال مانجلسن، الذي عمل كمصوّر للحياة البريّة في الأعوام الـ50 الماضية، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "كالعادة، كنت أصوّر مستعمرات كبيرة من طيور البطريق الملكي، والتي تصل أعدادها إلى مليون طائر في مستعمرة واحدة أحيانًا".
وعندها، صادف المصوّر مشهدًا طريفًا أشبه بموقف من فيلم كرتوني كوميدي.
ومن مسافة بعيدة، لاحظ مانجلسن فقمة تتفاعل بأسلوب طريف مع أحد البطاريق، ما شجّعه على الاقتراب منها.
وأوضح المصوّر: "أدركت أنّ البطريق كان يحاول المشي بعيدًا عن الماء للانضمام إلى مستعمرة البطاريق، ولكن كانت الفقمة تعترض طريقه".
ورغم أن البطريق حاول تجاوز الفقمة مرارًا وتكرارًا، إلا أن الفقمة اعترضته برشاقة في كل مرّة، وذلك رُغم وزنها الذي يمكن أن يصل إلى مئتي كيلوغرام، بحسب ما ذكره المصور.
ويبدو أنّ البطريق بدأ يشعر بالانزعاج، وتجسّد ذلك عبر تثبيت نفسه على الأرض، وتحريك زعانفه، والنّقر على صدر الفقمة بمنقاره.
وفي النّهاية، سمحت الفقمة اللعوب للبطريق بالمرور.
وأكّد المصور أن "هذه كانت من أكثر السلوكيّات التي رأيتها إثارة للاهتمام على الإطلاق في مملكة الحيوانات على مرّ 50 عامًا تقريبًا من توثيق الحياة البرية".
وللتّأكيد على ندرة هذه الصورة، والموقف بشكلٍ عام، أشار مانجلسن إلى أن العالمة الشّهيرة في مجال السّلوك الحيواني، الدّكتورة جين غودال، تواصلت معه عبر البريد الإلكتروني لمعرفة القصّة وراء المشهد.
وكانت هذه الصّورة ضمن الصور الفائزة بمسابقة كوميديا الحياة البريّة للتّصوير الفوتوغرافي لعام 2019.
ونشأ المصوّر بالقرب من نهر "بلات" في نبراسكا، حيث تعلّم الكثير عن سلوك الحيوانات البريّة.
وكان الأمريكي مفتونًا جدًا بالحياة البريّة، والطبيعة. وعلى مرّ الأعوام، سافر إلى جميع القارات السّبع لتوثيق صور متنوعة للدّببة القطبيّة في القطب الشّمالي، والفيلة، والأسود، والفهود في أفريقيا، وصولًا إلى طيور البطريق في أنتاركتيكا.
