دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ألعاب نارية، وضوء شموع في الهواء الطلق، وجرس فضي لاستدعاء نادل شخصي، ومائدة مصممة بشكل أنيق لشخصين فقط.
ويُعد "Solo Per Due"، الذي يُترجم إلى عبارة "فقط لشخصين" باللغة الإيطالية، مطعمًا غير عادي، وهذا لا يتعلق فقط بصغر حجمه.
ويقدم المطعم تجربة طعام فاخرة، إذ تبلغ تكلفة الوجبة الحصرية لشخصين أكثر من 500 دولار، كما أن طلب الشمبانيا، والنبيذ الفاخر، يأتي بتكلفة إضافية،
ويمتاز المطعم بإطلالة على فيلا رومانية قديمة.
ويزعم أصحاب "Solo Per Due" أنه أصغر منشأة لتناول الطعام الفاخر، ليس فقط في إيطاليا، ولكن في العالم أيضًا.
أما المطعم، الذي يُعد وجهة مثالية للاحتفاء بالمناسبات الخاصة واللقاءات الرومانسية، يفتح أبوابه على مدار العام لتناول طعام الغداء والعشاء، ولكنه لا يحتوي على قائمة طعام.
وتُعد غرفة الطعام الصغيرة، التي تقل مساحتها عن 500 قدم مربع، جزءًا من قصر حجري ريفي من القرن العشرين، يقع بالقرب من قرية فاكون شمال روما.
ومن أجل حجز المائدة هنا، يجب إجراء مكالمة للحجز في المساء، ومن ثم تأكيد الموعد قبل 10 أيام من التاريخ المحدّد، حينها يتم تحديد تفاصيل وجبة الطعام المخصصة.
ومع ذلك، هناك بعض القواعد الصارمة، إذ لا يُسمح للزوار الدخول كما يحلو لهم لإلقاء نظرة في الداخل قبل إجراء الحجز.
ولا يمكن إلغاء الوجبة في اللحظة الأخيرة، كما يجب على الضيوف الوصول في وقت محدد يتم الاتفاق عليه مسبقا من قبل المالكين، الذين يقومون بإعداد وتقديم الطعام بشكل متقن.
ويجب تحديد زمن الوصول، إذ يجب على الضيوف إجراء اتصال في طريقهم إلى المطعم، وتحديدا قبل نصف ساعة من الوصول.
أما في حال وصول الضيوف في موعد أبكر من موعدهم المحدد، فسيجدون المدخل مغلقًا، ولن يرحّب بهم حتى يحين موعدهم المتفق عليه مسبقا.
وتبلغ تكلفة وجبة الطعام 500 يورو لشخصين، أي ما يعادل 537 دولارًا أمريكيًا.
مطعم غير اعتيادي
ويرفض المالكون، وهم فريق يتكونّ من ثلاثة رواد أعمال محليين متخصصين في مجال الأغذية الفاخرة، والذين يديرون "Solo Per Due" منذ 33 عامًا، الإفصاح عن أسمائهم ما لم تكن قد حجزت لتناول الطعام بمطعمهم، وهذا لضمان حرية التصرف المطلق وتعزيز الجاذبية الغامضة في المكان.
ويقول أحد مالكي المطعم، الذي اتخذ اسم "ريمو" للمقابلة: "هذا ليس مطعمًا - نحن نقدم تجربة فريدة وحميمة، والتي هي في صميم سمعتنا على مدار عقود. لذا فالأمر لا يتعلق بنا أو من نحن. الأمر كله يتعلق برواد المطعم".
وتابع "ريمو" قائلاً إن "الأشخاص الذين يأتون إلى هنا ليسوا مجرد زبائن، بل هم ضيوف نعتني بهم كثيرًا، نقوم بتدليلهم والتأكد من أن هذه اللحظة الخاصة هي بالضبط ما يجب عليها أن تكون، وكل شيء مصمم حسب احتياجاتهم".
ويكون النادل دائمًا في الموقع ولكنه يظل بعيدا ما لم يتم استدعاؤه، حتى لا يبدو كمتطفل، ويمكن للضيوف استدعاؤه بواسطة الجرس الفضي الصغير.
ويحيط "سولو بير دو" حديقة مزروعة بأنواع مختلفة من أشجار النخيل تطل على موقع أثري.
ويقع القصر ضمن ممتلكات تحتوي على أطلال فيلا رومانية قديمة في الحدائق، يمكن للضيوف زيارتها.
ويُقال إنها تعود إلى الشاعر القديم هوراس بفضل أرضياتها المزخرفة بالفسيفساء الملونة، وأعمدتها الحجرية.
وفي يوم الحجز، يتم تزيين المدخل والحديقة بالشموع المضاءة لاستقبال الضيوف.
ويُوضح "ريمو" أن فكرة إنشاء مطعم لشخصين ظهرت عندما شعر بالإحباط من المطاعم المزدحمة بقوائم الانتظار، مضيفًا: "أصبح الأمر لا يطاق، في كل مرة خرجت فيها مع ابني لتناول العشاء، كنا نحصل دائمًا على طاولة صغيرة بالقرب من الحمام أو المطبخ، مع كل الروائح الكريهة - كانت أسوأ طاولة. وذلك لأنه لم يكن هناك سوى اثنين منا".
لذلك فكر "ريمو" في كيفية إنشاء تجربة خاصة حيث يمكن تدليل الزوجين ومعاملتهما كأفراد من العائلة الملكية لتناول وجبة لمرة واحدة في العمر، مؤكدا أن المطعم ليس مكانًا لعقد اجتماعات العمل، إذ يتوافد العشاق والأزواج إلى هنا للاحتفال بالذكرى السنوية، وأعياد الميلاد، وعروض الزواج.
ويقدّم المطعم طعامًا إيطاليًا بلمسة جديدة، ومن بين الأطباق الفاخرة التي يطلبها الزبائن طبق الـ"رافيولي" على شكل قلب، والمحار، وجمبري سكامبي، إضافة إلى قطع من الشوكولاتة البيضاء على شكل قلوب صغيرة.
ويتميز الديكور الرومانسي لغرفة الطعام بأجواء ساحرة، مع ألوان حمراء كلاسيكية، ومفرش طاولة باللونين الأحمر والذهبي، وأدوات مائدة فضية.