بهدف خفض انبعاثات الكربون.. طائرات ورقية عملاقة تسحب سفن الشحن عبر المحيط

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ربما تسنّى لك مشاهدة المتزلجين الشراعيين وهم يفيدون من قوة الرياح كي تسحبهم فوق البحر.. تخيّل تطبيق المفهوم عينه على طائرة ورقية مساحتها ألف متر مربع، وتُحلّق على ارتفاع 300 متر فوق الماء.

لكن عوض سحب الراكب فوق الأمواج، فهي تساعد على دفع سفينة شحن ضخمة عبر المحيط.

هذه فكرة Seawing، تقنية طوّرتها شركة Airseas الفرنسية، التي تقول إنها قد تساعد سفن الشحن على تقليل استهلاك الوقود، وخفض انبعاثات الكربون بمعدل 20٪.

وتوّصل مهندسان في شركة الطيران الفرنسية "إيرباص" إلى الفكرة، عام 2016، عندما أطلقا شركة Airseas لمواصلة تطوير التكنولوجيا.

وبعد سنوات من البحث، يختبران حاليًا الطائرة الورقية على متن سفينة شحن مسافرة بين فرنسا والولايات المتحدة.

وتُمثّل صناعة الشحن حوالي 3٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وفقًا للمنظمة البحرية الدولية.

لذلك، ثمة حاجة ملّحة للتغيير، بحسب قول المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Airseas، فينسان بيرناتيه.

فرنسا
تجربة فكرة Seawing على سفينة "فيل دي بوردو" التي يبلغ طولها 154 مترًا. Credit: Maxime Horlaville/polaRYSE/Airseas

وتعد أنواع الوقود البديلة، مثل الأمونيا الخضراء، قيد التطوير، لكنها باهظة الثمن.

ويقول بيرناتيه إن الأمر سيستغرق عقودًا قبل أن تكون البنية التحتية جاهزة لنشرها على نطاق واسع.

وتابع: "في هذه الأثناء، ماذا يمكننا أن نفعل؟ هنا سيكون استخدام الرياح أمرًا بالغ الأهمية".

وبينما كانت القوارب تعمل بالرياح منذ آلاف السنين، تستخدم Seawing أحدث التقنيات لجعلها مناسبة للقرن الحادي والعشرين.

والطائرة الورقية تشبه إلى حد كبير الطائرة الشراعية.

ويتم إطلاقها عبر سارية قابلة للطي، تُستخدم أيضًا لاسترداد الطائرة الورقية وإخفائها بعيدًا عندما لا يكون ثمة حاجة لها.

ويتم التحكم برحلتها من طريق برنامج الطيار الآلي الذي يعمل من خلال صندوق موضوع أسفل الطائرة الورقية، يتم توصيله بالسفينة بواسطة كابل طوله 700 متر، حيث يوفر الطاقة ويرسل البيانات من وإلى السفينة.

وتم اختبار نسخة مساحتها 250 مترًا مربعًا من Seawing على سفينة شحن مستأجرة من قبل شركة Airbus، تبحر عبر المحيط الأطلسي.

وفي شهر مايو/ أيّار، أعلنت الشركة أن الطائرة الورقية قد نجحت بسحب السفينة. وفي ديسمبر/ كانون الأول، ستبدأ باختبار رحلاتها "الديناميكية".

وتلّقت الشركة 2.5 مليون يورو، أي 2.7 مليون دولار، كتمويل من الاتحاد الأوروبي. وتقول إنها تلّقت بالفعل طلبات عديدة من شركة "إيرباص" وشركة الشحن اليابانية "K" Line.

وتأمل بأن تصبح التكنولوجيا جاهزة للعمل بشكل كامل بحلول نهاية عام 2025.

ويعتقد الدكتور ريتشارد بيمبرتون، المحاضر في تصميم الهندسة الميكانيكية والبحرية بجامعة بليموث بالمملكة المتحدة، أنه "لا شك بتاتًا في أن ذلك ممكنًا تقنيًا" لكي تعمل التكنولوجيا.

ويشير إلى أن شركة SkySails الألمانية قد طوّرت واختبرت نظام دفع مماثل قائم على الطائرات الورقية للسفن منذ أكثر من عقد.

وقال بيمبرتون: "يتعلق الأمر حقًا باتجاه هبوب الرياح، وإلى أين الوجهة".

ولا يمكن استخدام Seawing عند الإبحار عكس اتجاه هبوب الرياح. ويجب أن يكون هناك بعض الرياح لسحب السفن.

لكن، قال بيرناتيه إنها ستقدم فوائد هائلة على مسارات عابرة للمحيط الهادئ والمحيط الأطلسي وأي طرق تربط بين الشمال والجنوب، مع خفض استخدام الوقود بنسبة 20 إلى 70 و80٪ من تجارة الشحن العالمية".

الحصول على القبول

ويعتقد بيمبرتون أن التحدي الأكبر يكمن في أن تحظى التكنولوجيا بالقبول في الصناعة.

وأوضح: "أنا متأكد بنسبة 100٪ أنها ستُقلل من الانبعاثات بشكل كبير، لكن هل سيتم اعتمادها على نطاق واسع؟".

وأضاف بيمبرتون: "إذا نظرت إلى الماضي، ستُلاحظ اهتمامًا بالشحن بمساعدة الرياح مع ارتفاع سعر النفط".

ورغم أنه لم يكشف عن تكلفة تثبيت التكنولوجيا، إلا أن الأمر سيستغرق بين عامين و5 أعوام لاسترداد التكلفة في توفير الوقود، بحسب قوله.

وقال: "نحن مقتنعون تمامًا بأن الرياح هي حقًا العنصر الأبرز التالي الذي سيُغيّر جذريًا وربما يحدث ثورة في صناعة الشحن".