هل تهدّد موجة الحر وجهات عطلة الصيف الأكثر شهرة على البحر الأبيض المتوسط؟

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة
شاهد مقاطع فيديو ذات صلة
أوروبا على وقع موجة حر غير مسبوقة.. وتوقعات بتسجيل أرقام قياسية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن إسبانيا وإيطاليا قد تظلّان بين أشهر الوجهات لقضاء العطلة بالنسبة للأوروبيين، إلا أنّ ثمة مؤشرات تدل على أنّ الطقس الحار في جنوب أوروبا بدأ يؤثر على حسابات المسافرين حول وجهاتهم المستقبلية.

وبحسب جمعية المفوضية الأوروبية للسفر التي تأخذ من بروكسل مقرًا لها، وتضم منظمات سياحية أوروبية، فإن عدد السياح الأوروبيين الذين يخططون للسفر إلى الوجهات البحرية في المتوسط خلال فصل الصيف والخريف تراجع بنسبة 10% مقارنةً كه الفترة ذاتها من العام الماضي.

ما زالت كل من إسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وكرواتيا، واليونان هي الوجهات الأكثر شهرة، ولكن التشيك، وبلغاريا، وأيرلندا، والدانمارك كانت قد شهدت "ارتفاعًا في الشهرة"، وفقًا لبيان الجمعية هذا الشهر بعد إجراء استطلاع لحوالي 6 آلاف شخص.

وقالت الجمعية: "يمكن أن يُعزى ذلك إلى رغبة المسافرين بالبحث عن وجهات أقل ازدحامًا ودرجات حرارة أكثر اعتدالًا".

وتأتي درجات الحرارة المتطرّفة بشدتها لهذا الصيف، بعد موجة حر شهدها العالم السنة الفائتة. وسيكون تزايد الرغبة في السنوات التالية بالسفر إلى أماكن أكثر برودة بمثابة أخبار سيئة لدول البحر الأبيض المتوسط، خصوصًا تلك التي تعتمد بشكل كبير على السياحة.

والطقس اللطيف يبقى أهم الاعتبارات بالنسبة للأوروبيين عند اختيار وجهتهم لقضاء عطلتهم، وفقًا لاستطلاع للمفوضية الأوروبية للسفر، وذكرت نسبة 7.6% من المشاركين أن احتمال تعرضهم لظروف جوية قاسية خلال رحلتهم الأوروبية كانت مصدر قلق كبير لهم.

وذكر متحدث باسم شركة بيانات السفر "فورواردكيز"، لـCNN، أنّ "هناك تحوّل في تفضيلات المسافرين البريطانيين نحو وجهات أكثر برودة وشمالية"، نتيجة موجات الحر في أوروبا القارية هذا الشهر.

وقال المتحدث: "يبدو أن الوعي المتزايد لموجات الحر دفع المسافرين البريطانيين إلى البحث عن وجهات ذات درجات حرارة أكثر اعتدالاً هذا الصيف".

أوضح أوليفييه بونتي، باحث كبير لدى شركة "فورواردكيز"، أن عمليات البحث عبر الإنترنت في المملكة المتحدة عن رحلات جوية إلى جنوب أوروبا خلال شهري العطلة يوليو/ تموز وأغسطس /آب شكلت 58% من إجمالي عمليات البحث عن الرحلات في بداية يوليو/ تموز، مقارنة مع نسبة 62% في الشهر السابق.

وفي الوقت ذاته، ارتفعت عمليات البحث عبر الإنترنت عن وجهات شمال أوروبا بمقدار 3% لتصل إلى نسبة 10%.

موجة الحر "بدأت للتو"

واجهت إيطاليا وإسبانيا واليونان حرارة لا ترحم لأيام عدة، لكن وكالة الفضاء الأوروبية حذّرت في بيان الأسبوع الماضي من أن موجة الحر "بدأت للتو".

والثلاثاء، بلغت درجة حرارة سطح الأرض 45 درجة مئوية في روما، و50 درجة مئوية في نيقوسيا، قبرص، ومدينة كاتانيا في صقلية الإيطالية، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية.

وأفادت الوكالة: "مع تفاقم تغير المناخ، يرجّح أن تكون موجات الحر مثل هذه أكثر تكرارًا وشدةً، مع آثار بعيدة المدى".

وتضطر المواقع السياحية الشهيرة بالفعل إلى إجراء تعديلات بسبب الحر الشديد.

وأفادت السلطات اليونانية، الخميس، أن الأكروبوليس والمواقع الأثرية الأخرى ستظل مغلقة أمام الزوار بين الساعة 12 ظهرًا والساعة 5:30 مساءً بالتوقيت المحلي على الأقل حتى يوم الأحد.

وحذرت خدمة الأرصاد الجوية في اليونان من ارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع، ويتوقّع أن تصل إلى 44 درجة مئوية في نهاية الأسبوع في بعض مناطق البلاد.

وفي روما، انهار عدد من السياح هذا الأسبوع بسبب تعرضهم لضربة الشمس، ضمنًا سائحًا بريطانيًا فقد وعيه أمام الكولوسيوم الثلاثاء، وفقًا لرئيس الحماية المدنية في روما، جوزيبي نابوليتانو. وأقامت المدينة مركز قيادة لضمان توفير المياه ومحطات التبخير والظل لحشود الانتظار لدخول المواقع السياحية قدر الإمكان.

لا يزال جنوب أوروبا مقصدًا شهيرًا للبريطانيين

ورغم ارتفاع درجات الحرارة القاسي، لا تزال الدول في جنوب أوروبا الوجهة المفضلة للعديد من المسافرين.

وقال متحدث باسم وكالة السفر البريطانية توماس كوك، لـCNN، إن الشركة لم تلحظ "أي فرق على الإطلاق" في أعداد عملائها الذين يسافرون إلى دول البحر الأبيض المتوسط.

شون تيبتون، المتحدث باسم جمعية وكلاء السفر في المملكة المتحدة التي تغطي نحو 90% من القطاع، قال لـCNN إن أعضاءه لم يروا "أدلة على إلغاءات"، وأن الناس متحمسون لقضاء إجازاتهم التي حجزوها مُسبقًا.

وأشار إلى أنّ "إسبانيا، واليونان، وتركيا لا تزال أكثر الوجهات شهرة"، ولم يتغير هذا الأمر "على الإطلاق".