الحاجز المرجاني العظيم ما زال خارج قائمة اليونسكو لمواقع التراث المعرضة للخطر.. لماذا؟

سياحة
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قرّرت لجنة التّراث العالمي التّابعة لمنظّمة اليونسكو عدم إضافة الحاجز المرجاني العظيم إلى قائمتها للمواقع "المعرّضة للخطر"، وذلك رُغم الأدلّة العلميّة الدّامغة التي تُشير إلى أنّها معرّضة لخطر ابيضاض جماعي آخر في الصيف المقبل.

وقالت اللجنة في اجتماعها في باريس الإثنين، إنّ الحكومة الأستراليّة أحرزت "تقدمًا كبيرًا"، ولكن لا تزال الشّعاب المرجانيّة تحت "تهديد خطير" من تغيّر المناخ، والتلوّث.

وأضافت اللجنة أنّ "العمل المستمر لتنفيذ التّوصيات ذات الأولوية للبعثة أمر ضروري لتحسين قدرتها على الصّمود على المدى الطويل"، وطالبت الحكومة بتقديم تحديث بحلول الأول من فبراير/شباط، أي في ذروة فترة الصيف بأستراليا.

ولكن أشار العلماء إلى وجود احتمال ضئيل لتحقيق تحسّن جذري خلال 6 أشهر فقط من الآن، لا سيّما مع احتمال جعل وصول ظاهرة "لنينيو" (تقلّب مناخي طبيعي يتمتّع بتأثير حراري) المحيطات أكثر سخونة.

وقالت كيمبرلي ريد من مركز التميّز في مجلس البحوث الأسترالي للظروف المناخية المتطرفة، وجامعة "موناش" لـCNN: "صُدِم الكثير من علماء المناخ من حقيقة عدم إدراجه  على القائمة".

ويغطّي الحاجز المرجاني العظيم حوالي 345 ألف كيلومتر مربّع، وهو موطن لأكثر من 1،500 نوع من الأسماك، و411 نوعًا من الشّعاب المرجانيّة الصّلبة.

كما أنّه يولّد مليارات الدولارات للاقتصاد الأسترالي كل عام، ويتم التّرويج له بشكلٍ كبير للسّياح الأجانب باعتباره واحدًا من أعظم العجائب الطبيعيّة في البلاد، والعالم.

وقالت وزيرة البيئة تانيا بليبيرسيك للصحفيين الثّلاثاء، إنّها لم تقدّم أي اعتذار للضّغط على منظّمة اليونسكو لإبقاء الحاجز المرجاني العظيم خارج قائمة المواقع "المعرّضة للخطر".

وأكّدت بليبيرسيك: "تتعلّق ممارسة الضّغط بقول الحقيقة بشأن ما نقوم به"، مشيرةً إلى السّياسات البيئيّة الرئيسيّة لحكومة حزب العمّال منذ وصولها إلى السّلطة في عام 2022، ضمنًا إنفاق ملايين الدولارات لتحسين جودة المياه، وإدارة الشّعاب المرجانية، وتطبيق الإجراءات الخاصّة للحد من التلوّث النّاتج عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

الحاجة للمزيد من العمل

في ظل الحكومة السّابقة، عانى الحاجز المرجاني العظيم من ابيضاض جماعي حاد في عام 2016، و2017، و2020 بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات.

وأثار ابيضاض آخر ظهر عام 2022، مخاوف جديّة بشأن مستقبله، وخطط البلاد لإدارته.

وقالت اللجنة في مسودة قرار الإثنين، إنّ الشعاب المرجانية شهدت "بعض التّعافي" منذ التبييض الأخير، مع تزايد واستقرار تجمّعات عدد من الأنواع الرئيسيّة.

وأكّدت اللجنة "تقديرها" للإجراءات الحكوميّة الأخيرة، لكنها أشارت إلى ضرورة القيام بالمزيد لتحسين جودة المياه، و"تعزيز خطّة الشّعاب المرجانيّة لعام 2050 حتى تشمل التزامات حكوميّة واضحة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري".