مشاهد مؤلمة..عراقي يبرز كارثة بيئية في بلاد ما بين النهرين

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير نورهان الكلاوي
مشاهد مؤلمة ..عراقي يبرز كارثة بيئية بأعجوبة بلاد ما بين النهرين
01:04
مشاهد مؤلمة ..عراقي يبرز كارثة بيئية بأعجوبة بلاد ما بين النهرين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في خضم الكارثة البيئية التي تشهدها منطقة الأهوار العراقية، المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، بسبب أزمة تغير المناخ، يسلّط مصور عراقي الضوء على الحال الذي آلت إليه أعجوبة بلاد ما بين النهرين (شاهد مقطع الفيديو أعلاه)

وتعدّ أهوار جنوب العراق بمثابة مناطق فريدة من نوعها، حيث تحتضن أكبر دلتا داخلية بالعالم في بيئة حارة وجافة للغاية، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لمنظمة اليونيسكو.  

وفي مشاهد مؤلمة، وثقت عدسة المصور العراقي، محمد لطيف، التغير الصارخ في منطقة الأهوار العراقية، التي تُعد "أحد أهم مواطن التنوع البيولوجي في غرب آسيا"، وفقا لما ذكره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ومنذ آلاف السنين، اعتمد المزارعون في بلاد ما بين النهرين، على صيد الأسماك من هذه الأهوار المائية وتربية الجواميس إلى جوارها.

ورغم أن الأهوار الخضراء تمتعت سابقًا بمياه زرقاء صافية وفيرة بالأسماك، وكانت تُعتبر ملاذًا للطيور المهاجرة، ومصدرًا لنباتات مثل القصب لتوفير غذاء طبيعي ومياه منعشة للجواميس وسائر الحيوانات، إلا أن مساحاتها الشاسعة تحولت إلى أراض قاحلة، وطال الجفاف شجيراتها وقصبها، وأصبحت مجاريها المائية رفيعة بحيث لا يمكن حتى للقوارب الخشبية المتهالكة الوصول إليها، وفقا لما ذكرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو".

وفي تقريرها الأخير، الصادر في يوليو/ تموز الماضي، حذرت "الفاو" في العراق من العواقب الخطيرة لتغير المناخ وندرة المياه، فيما يرتبط بالأهوار ومربي الجواميس في جنوب العراق، لافتة إلى أن الأهوار تشهد أشدّ موجة حرارة منذ أربعين عامًا، مصحوبة بنقص مفاجئ للمياه في نهر الفرات.

وقال المصور العراقي لموقع CNN بالعربية إنه أراد، من خلال توثيقه لمنطقة الأهوار، لفت الأنظار إلى هذه المناطق الرطبة ذات البيئة الفريدة وإرسال رسالة عاجلة لحماية تنوعها البيولوجي، ومحيطها الطبيعي، وضمان استدامة مواردها المائية والنباتية والحيوانية.

ويسعى لطيف إلى تسليط الضوء على الطبيعة الفريدة وغير المكتشفة في العراق، لينقلها إلى العالم.

وأشار لطيف إلى القيمة الثقافية والتاريخية للأهوار، إذ أنها تمثل جزءاً من تراث العراق وتعكس نمط حياة وثقافة المجتمعات القديمة، التي كانت تدعم الاقتصاد المحلي من خلال الصيد، والزراعة، والسياحة البيئية.

ووصف لطيف وضع أهوار العراق الحالي بأنه "مثير للقلق"، وشهدت الأهوار تراجعاً كبيراً في مستويات المياه، ما أثر سلباً على البيئة الطبيعية والتنوع البيولوجي في المنطقة، إذ قال: "يجب أن تتخذ السلطات المعنية إجراءات للحفاظ على هذه البيئة المهمة واستعادة مستويات المياه والتنوع البيولوجي فيها".

من جهته، أوضح الناشط البيئي العراقي، وصانع محتوى والمدير الإعلامي لمنظمة المناخ الأخضر العراقية، مهدي ليث، لموقع CNN بالعربية، أن منطقة الأهوار تشهد تناقصًا مستمرًا في حصتها المائية "منذ بناء مشاريع المياه في دول الجوار وانحسار رقعتها الجغرافية بشكل ملحوظ خاصة في كل من هور الحويزة وهور الحمّار الغربي، ما تسبب بجفاف كامل في بعض المناطق ونفوق أعداد كبيرة من الأحياء المائية والبرمائية والزواحف ومنها المهددة بالانقراض وفرار الطيور منها، إضافة إلى هجرها من قبل سكان عرب الأهوار مع جواميسهم، بحثاً عن ملاذ آمن للعيش وكسب الرزق".

ولفت ليث إلى أن أهمية منطقة الأهوار تتمثل في قدرتها للسيطرة على التغير المناخي من خلال خفض درجة الحرارة، وصد الرياح، وامتصاص الغازات الدفيئة، إضافة إلى كونها موطنًا لأنواع مستوطنة من الحيوانات ومنها المهددة بالانقراض.

وأكدّ ليث على ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية ما تبقى من الأنواع عبر فرض قوانين الصيد الجائر، وكذلك توفير حصة مائية من خلال التفاوض مع دول الجوار المستمر على أساس المصالح المشتركة في المياه العابرة للحدود، مشددًا على أهمية نشر الوعي المجتمعي لسكان المنطقة والسياح لإحترام قوانين الصيد في تلك المناطق، كونها محميات طبيعية وجزء مهم من التراث الطبيعي للعراق والمنطقة.