منتجعات التزلج تُخزن الثلوج في مزارع لمقاومة ظاهرة الاحتباس الحراري.. كيف ذلك؟

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الثلج يعادل الذهب الأبيض بالنسبة لمنتجعات التزلج ويبقيها على قيد الحياة . لكن مع تفاقم أزمة المناخ، يقوم البعض بتخزينه للأعوام المقبلة.. كيف ذلك؟

يتم تجميع الثلج من نهاية موسم واحد، وتخزينه تحت خيمة واسعة من الحصير العازل، ثم توزيعه مجددًا في موسم الشتاء التالي.

ويُعد "ليفي"، أحد المنتجعات التي تتّبع هذه المقاربة، ويقع في أقصى شمال فنلندا. 

وقال ماركو موستونن، المدير التجاري للمنتجع: "الثلج يعتبر عنصرًا أساسيًا في مجال التزلج.. إنه الذهب الخاص بنا.. لذلك، نقوم بحفظه وتخزينه من أجل استخدامه مع بداية كل موسم".

وتابع: "في بعض الأحيان، يكون الأمر صعبًا، والمواسم ليست ممتازة دومًا، والثلوج تتساقط في أوقات مختلفة".

ما سبب تخزين منتجعات التزلج للثلوج؟
أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى انخفاض تساقط الثلوج في جميع أنحاء العالم. Credit: Christophe Ena/AP

ويوجد في منتجع "ليفي" تسعة مواقع استراتيجية لتخزين الثلوج، وقد بلغت هذا العام 200 ألف متر مكعب.

تُغطّى جميع أكوام الثلوج بحصائر عازلة، يصل سمكها إلى 70 مليمترًا، ومصنوعة من مادة "Finnfoam"، المُستخدمة في قطاع البناء، وتعلوها طبقة مقاومة للماء.

وقال كالي بالاندر، بطل سباقات التزلج الفنلندي المتقاعد ومدير المبيعات لـSnow Secure، وهي شركة تختص بمواد العزل: "في الوقت الحالي، تحت حصائرنا في الجزء الشمالي من فنلندا، يبلغ معدل الذوبان أقل من 13%، وهو أمر جيد جدًا".

وتعد مزارع الثلج جزءًا صغيرًا فقط من إجمالي إنتاج الثلوج وإدارتها في "ليفي"، لكنها ساهمت في التزام المنتجع بالحدّ من انبعاثات الكربون.

ويسعى بدوره إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، أو في أقرب وقت ممكن.

الحل الأولمبي

ويقول موستونن إن الثلج المصنوع آليًا يشكل عنصرًا أساسيًا في تدشين مسارات سباقات التزلج عالية المستوى، كما أن التزلج على الثلوج المزروعة من العام الماضي لا تقلّ جودتها عن الثلوج الطبيعية.

وفي العام 2014، خزّن منظمو دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، في مدينة سوتشي الروسية، حوالي 800 ألف متر مكعب من الثلوج لضمان استمرارية أحداث جبال الألب.

وتكرّرت عملية مماثلة مع ألعاب بيونغ تشانغ لعام 2018، والألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022.

وتقوم مدينة كتسبويل النمساوية، وهي موطن سباق "هانينكام" الشهير للتزلج على المنحدرات، بزراعة الثلوج منذ عام 2015، وتستخدمها لإعداد المسار رقم 71.

وفي بلدة دافوس السويسرية، تُستخدم مزارع الثلوج لإنشاء مسار تزلج ريفي، يبلغ طوله أربعة كيلومترات، وسيتم افتتاحه بحلول نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول.

إنقاذ الأنهار الجليدية

في أمريكا الشمالية، تقوم المنتجعات، ضمنًا "بانف صن شاين" في كندا، و"أراباهو باسين" في كولورادو، بحبس الثلوج التي تحملها الرياح بشبكة من الأسوار. وتُعيد توزيعها على أجزاء أخرى من منطقة التزلج.

ويستخدم منتجع  "لاكس" السويسري مزراع الثلوج لحماية نهر "فوراب" الجليدي المهدد بالذوبان.

ويتوقع الخبراء أنه قد يختفي خلال السنوات الـ30 إلى الـ35 المقبلة إذا استمرت ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن النشاط البشري بالمعدل عينه. 

إذ يعاد توزيع الثلوج على النهر الجليدي في شهر مايو/ أيار، ثم غزلها حتى سبتمبر/ أيلول، لإبطاء ذوبان الجليد والحفاظ على أسس مصعد السحب الذي يخدم مسارات التزلج. 

سويسرا
يستخدم منتجع "لاكس" السويسري زراعة الثلوج لحماية نهر "فوراب" الجليدي المهدد بالانقراض. Credit: Nicholas Iliano/Flims Laax Falera

وفي جنوب شرق سويسرا، وجد علماء الجليد، فيليكس كيلر ويوهانس أورليمانز، من خلال دراسة تجريبية أُجريت عام 2017، أن تغطية جزء من نهر "مورتيراتش" الجليدي بالثلوج المصنوعة آليًا  قد يبطّئ من معدل ذوبانه.

وقد يؤدي إلى نمو النهر الجليدي خلال 10 سنوات في ظروف مناسبة.

والفكرة تتمحور حول وضع شبكة من الرشاشات التي تستخدم تقنية مشابهة لمدافع الثلج، على امتداد كيلومتر مربع واحد من الجليد الأكثر عرضة للذوبان. ويتم رشّها باستمرار بالثلج الاصطناعي المنتج بشكل مستدام.

وتم إطلاق المشروع، المعروف باسم "MortAlive"، في فبراير/ شباط 2021، وهو في مرحلة جمع الأموال والتطوير.

ولكن، يقول النقّاد إن هذا الحلّ بسيط، ويجب وقف تغيّر المناخ الناجم عن النشاط البشري.