دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- للوهلة الأولى، قد تحسب أن هذا المشهد للمباني المقببة ناصعة البياض، والتي تنعكس على المياه الكريستالية الزرقاء اللون، يعود لوجهة العطلات الشهيرة سانتوريني في اليونان.
ولكنك سرعان ما ستلاحظ بعض الفروقات الطفيفة، عندما تداعبك نسمة حارة ناتجة عن الطقس الصحراوي، أو الأحرف العربية المكتوبة على اللائحات المنتشرة.
عندها ستُدرك أنك لست على جزيرة سانتوريني، بل في منتجع "أنانتارا سانتوريني" الذي يقع في عاصمة دولة الإمارات، أبوظبي.
وافتُتح منتجع "أنانتارا سانتوريني أبوظبي" في فبراير/ شباط من هذا العام، ويقع على بعد ساعة بالسيارة من وسط العاصمة.
وكما هو واضح، فالمفهوم مستوحى بالكامل من الجزيرة اليونانية الشهيرة، حيث ستجد من الداخل والخارج، عالمًا من اللون الأبيض والأزرق، بممرات ومداخل مقوسة.
وتضيف الأعمال الفنية المصممة خصيصا والموسيقى التي تصدح بين الجدران، وتفاصيل التطريز على الكتان إلى الأجواء التخيلية للبحر الأبيض المتوسط.
ومع ذلك، بعيدًا عن الديكور المعقد، رأى المدير العام للمنتجع، رشيد بكاس، أن الجمال الطبيعي لأبوظبي هو الذي يرسم الرابط بين الموقعين.
ويقول بكاس إن فكرة سانتوريني "تتناسب حقًا مع هذا الموقع، وهذا ما يجعل تصميم (المنتجع) مثاليا".
وتبلغ تكلفة الغرفة الأقل سعرًا حوالي 800 دولار في الليلة، أي ضعف متوسط الفنادق في سانتوريني باليونان خلال موسم الذروة، وفقًا لما ذكره موقع "Tripadvisor".
ولكن إذا لم يكن السعر ميزة، فلماذا قد يرغب المسافر بزيارة هذا المنتجع في أبوظبي، بدلا من السفر إلى اليونان؟
ويوضح بكاس أن "المنتجع ينفرد بكونه حصري، إذ يمنحك تلك العلاقة الحميمة، وتلك الخصوصية. إنه ملاذ ربما لن تجده في سانتوريني نفسها خاصة خلال موسم الصيف، حيث تكون الأماكن مكتظة".
ومن الناحية الهيكلية، ينقسم المنتجع إلى 22 غرفة، تتسع لـ 44 ضيفًا كحد أقصى في المرة الواحدة.
وتؤدي جميع الغرف إلى منطقة مشتركة تشبه غرفة المعيشة، ما يوفر جوًا منزليًا للغاية، مع تشجيع الزوار على المشي عبر البيئات المختلفة للمنشأة.
ويشير بكاس إلى أن "عنصر المفاجأة موجود داخل الفندق ذاته، فمنذ اللحظة التي تطأ قدماك فيه، تستمر في اكتشاف بعض الزوايا والمساحات الجميلة".
ويقدّم "أنانتارا سانتوريني" مجموعة من التجارب، بما في ذلك صالة لتدخين السيجار، وقاعة سينما، ومنتجع صحي يوفر جلسات اليوغا بجانب المسبح أو الشاطئ. ومع ذلك، فإن الهدف المنشود هو أن يستمتع الضيوف ببساطة بالهدوء والسكينة، أكثر من مجرد الترفيه.
ويضيف بكاس: "في بعض الأحيان، يرغب الأشخاص فقط بأن تدعهم وشأنهم، لا يريدون أن يُطلب منهم القيام بأنشطة طوال الوقت، وهذا هو التوازن الذي نقدمه".
ويساهم عامل آخر في أجواء الهدوء التي تعم المنشأة، أي التقيّد بفئات عمرية معينة، حيث أن الحد الأدنى لتسجيل الدخول يبلغ 18 عامًا، حتى لو كان الشخص برفقة الوالدين.