ملاحظة المحرر: "نداء الأرض" عبارة عن سلسلة تحريرية من CNN تلتزم بتقديم التقارير حول التحديات البيئية التي تواجه كوكبنا، والحلول لمواجهتها. أبرمت رولكس عبر مبادرة "الكوكب الدائم" شراكة مع شبكة CNN لزيادة الوعي والمعرفة حول قضايا الاستدامة الرئيسية وإلهام العمل الإيجابي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعد غابة ماليزيا الاستوائية واحدة من أكثر المناطق الغنية بالقطط على هذا الكوكب.
رغم أنّها تشتهر بكثرة أعداد النمور التي تتواجد فيها، إلا أنّ هناك 8 أنواع أخرى من القطط البرية التي تتجول هناك أيضًا، مثل النمر الملطَّخ، وقط الخليج، والقط مسطح الرأس.
وتم تجاهل هذه القطط مع تركيز جهود الحفظ على دعم النمر الماليزي، والذي لم يبق منه سوى أقل من 150.
ولكن، تهدف سلسلة الصور التي تعرضها منظمة "Panthera" للحفاظ على البيئة إلى تسليط الضوء على الأنواع الأصغر حجمًا.
وبمرور الوقت، جمعت "Panthera" عددًا من الصور للأنواع المختلفة، والتي وثّقها المصورون. وتأمل المنظمة من خلالها بزيادة وعي الجمهور تجاه القطط الأقل شهرة.
بحسب ما تضمنته القائمة الحمراء التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، وهي القائمة العالمية للأنواع المهددة بالانقراض، تتوفر سجلات أو تعدادات قليلة لقط خليج "بورنيو"، والقط الرخامي، والقط مسطح الرأس.
رُغم ذلك، تُصنَّف جميع أنواع القطط في ماليزيا تقريبًا على أنّها مهددة بالانقراض، أو معرضة للخطر، أو تُعتَبَر شبه مهدَّدة، وذلك بسبب فقدان الموائل، والصيد الجائر، وتغير المناخ.
يركّز روشان جوهاراجان، وهو منسق مشروع "Panthera Malaysia"، على منطقة جزيرة "بورنيو" الماليزية، والتي تعد موطنًا لخمسة أنواع من القطط البرية.
رغم أنّه عمل في المنطقة لأكثر من 8 سنوات، إلا أنّه لم ير قط الخليج والقط مسطح الرأس إلا مرة واحدة فقط على أرض الواقع خلال تلك الفترة.
من خلال مراقبة الأنواع المختلفة، تأمل "Panthera" أن تجمع المعلومات عن أعداد هذه الحيوانات، والتقديرات بشأن نطاق تواجدها، والتهديدات التي تواجهها.
كما تعمل المنظمة أيضًا مع المجتمعات المحلية لتحسين إدارة الأراضي والغابات.
وتاريخيًا، كان زيت النخيل والمزارع الصناعية يشكلان تهديدًا كبيرًا.
وذكر بحثٍ نُشر في عام 2018، أن الغطاء الحرجي في جزيرة "بورنيو" انخفض بنسبة 14% في الفترة ما بين عامي 2000 و2017، ويعود ذلك بشكلٍ رئيسي إلى إزالة الغابات من أجل زراعة أشجار نخيل الزيت.
وأشار التقرير إلى أنّ فقدان الغابات بلغ ذروته في عام 2016 قبل الانخفاض بشكلٍ حاد في عام 2017.
ووفقًا لما ذكرته منظمة "Global Forest Watch"، بقي الغطاء الحرجي في جميع أنحاء ماليزيا بمستوى ثابت منذ عام 2020.
وقال جوهاراجان إن إزالة الغابات لإفساح المجال لزراعة الأشجار لا تزال تشكل تهديدًا، ما يؤدي إلى تجزئة موطن القطط البرية.
ويأمل جوهاراجان أن تساعد المشاركة فيما يخص الزراعة المستدامة والمحافظة على البيئة بالحفاظ على الموائل المتبقية.
تقاسم الأضواء
وأوضح جوهاراجان أنه رغم أنّ غالبية جهود حفظ البيئة في المنطقة تتمحور حول النمر الماليزي، إلا أنّ ذلك ليس أمرًا سيئًا، مشيرًا إلى استهداف هذا النوع بشكلٍ خاص عن طريق الصيد الجائر.
وتتمتّع النمور بقيمة عالية في السوق، وتُستخدم عظامها في الأدوية التقليدية، ويتم استهلاك لحومها، وتتحوَّل جلودها إلى سجاد، كما تُصنع المجوهرات من أسنانها.
وبسبب هذه التهديدات، وتناقص أعداد النمور، أكّد جوهاراجان: "أصبحت هناك استثمارات كبيرة في إدارة الغابات، ومكافحة الصيد غير المشروع".
ومن ثم أضاف: "بشكلٍ تلقائي، هذا يجلب الكثير من الفوائد لجميع هذه الأنواع المختلفة".
وأوضح جوهاراجان أنّه رُغم عدم استهداف بعض أنواع القطط الصغيرة عن طريق الصيد الجائر بشكلٍ مباشر، إلا أنّ هناك حالات يتم فيها القبض عليها في فخٍ مخصص لحيوانات أخرى، أو قد ينتهز الصيادون الفرصة لإطلاق النار عليها.
ومن شأن الجهود الأوسع لمكافحة الصيد غير المشروع منع ذلك، مع إبلاغ دعاة حفظ البيئة في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا عن نتائج إيجابية بسبب تدابير منع الجرائم.
وأفاد جوهاراجان أنّ وجود قطة كبيرة جذابة مثل النمر الماليزي في المنطقة يساعد في جلب الموارد المالية، آملًا أن أن تحقق زيادة الوعي بشأن القطط البرية الأخرى الأمر ذاته.
وأكّد أنّ الصور تساعد في بناء "مستوى من الاتصال" بين القطط والجمهور.
ولكن في نهاية المطاف، يعتقد جوهاراجان أنّ أعمال الحفظ لا ينبغي أن تركز فقط على نوع واحد، وشرح قائلًا: "علينا النظر إلى الطيف، أي الموائل، والمجتمعات، والثقافات، والمناخ أيضًا. ويمكن استخدام جميع هذه الأشياء للحفاظ على الموائل والأنواع".