بريطانية تكشف أطلال قلعة منسية وسط وادٍ بالسعودية..ما حكايتها؟

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير نورهان الكلاوي
بريطانية تكشف أطلال قلعة منسية وسط وادٍ بالسعودية..ما حكايتها؟
01:29
بريطانية تكشف أطلال قلعة منسية وسط وادٍ بالسعودية..ما حكايتها؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في مشهد جوي مثير للإعجاب، تبرز أطلال قلعة منسيّة وسط واد صحراوي في السعودية، حيث كانت تتمتع بدور مهم في حماية أحد أقدم دروب الحج، أي درب الحج الشامي (شاهد الفيديو أعلاه).

واستطاعت مدونة السفر البريطانية، شيلا راسل، من توثيق مشهد القلعة القديمة من الأعلى بواسطة كاميرا طائرة من دون طيّار "الدرون".

ذكرت هيئة التراث السعودية لموقع CNN بالعربية أنه على بعد نحو 180 كيلومترًا من المدينة المنورة، تجلس القلعة على هضبة صخرية مطلّة على وادي هديّة، وهو امتدادٌ لمجمّع أودية خيبر التي تصب في البحر الأحمر.

يعود تاريخ تشييد هذه القلعة إلى العصر الإسلامي المتأخر، في أوساط القرن الثاني عشر الهجري، تحديدا في عام 1151 هجري.

تسعى مدونة السفر البريطانية، التي تُقيم بالسعودية، إلى استكشاف الجواهر الخفية في جميع أنحاء المملكة.

قالت راسل لموقع CNN بالعربية: "أعشق استكشاف وتوثيق تاريخ المملكة العربية السعودية، وثقافتها وجمالها الطبيعي، وقد حظيت بزيارة هديّة عدة مرات"، موضحة أنها كنت تعرف بعض الحقائق عن القلعة، ولكنها كانت عازمة على كشف أسرار هذا الحصن القديم، 

وأضافت مدونة السفر البريطانية: "لم أكن أعرف الكثير حتى تعمّقت في قراءة الروايات التي تعود إلى مئات السنين، في محاولة لتجميع جزء صغير من تاريخها، وقد عدت لزيارتها مرة أخرى بهدف توثيقها من زاوية أخرى".

وعن تاريخ القلعة، تحكي راسل أنه "لسنوات عديدة، كانت هذه القلعة بمثابة محطة توقّف على أحد أقدم الطرق التي يستخدمها الحجاج، والمعروفة باسم درب الحج الشامي، الذي يخرج من الشام باتجاه الجزيرة العربية وصولاً للمدينة المنورة ومكة". 

أشارت هيئة التراث السعودية إلى أن "هذا الدرب يُعد من أقدم دروب الحج نظرا لأنه أقيم بالأساس على مسار القوافل التجارية التي كانت تتنقل في مختلف أنحاء جزيرة العرب إلى بلاد الشام والعكس، والتي بلغت أوجها في الفترة التي سبقت ظهور الإسلام".

ورأت مدونة السفر البريطانية أن الأمر المثير يتمثل بحقيقة أن المسلمين حاليًا يتوجهون لأداء فريضة الحج على متن الرحلات الجوية، بينما قديما كانت أفواج كبيرة تسافر بواسطة قوافل بطيئة الحركة، تستغرق شهورا  في الغالب لإكمال الرحلة.

وتتذكر راسل أنه بينما كانت تقف بجوار هذه القلعة، وتنظر عبر الوادي الفسيح، كان بوسعها تخيّل مشهد الحجاج وهم ينصبون الخيام بشكل مؤقت على مدّ البصر.

وأشارت مدونة السفر البريطانية إلى أن السجلّات التي طالعتها تذكر أن قوافل الحجاج كانت تمكث عند قلعة هديّة لمدة يومين، حيث كان الحجاج يتجهون إلى هناك بهدف شراء المؤن من مدينة خيبر، موضحة أنه "لا بد من أن الوصول إلى هذه الواحة الخصبة كان بمثابة متعة (للحجاج) بعد عناء السفر عبر الصحراء".

من السماء، يختلف مشهد القلعة التي تبلغ مساحتها ألفي متر مربع كليًا عن شكلها من الأرض، إذ يبرز شكلها غير المنتظم مع أبراجها في الزوايا.

وأوضحت هيئة التراث السعودي أن القلعة كانت تضم 4 أبراج بزواياها، لكن أحدها تعرّض للانهيار، ولم يتبق سوى 3 فقط، لافتة إلى أنها كانت تستخدم لحماية قوافل الحجيج والتجارة القادمة من الشام والمغادرة من المدينة المنورة.

أشارت راسل إلى أن هذا المنظور يبرز بوضوح شديد الثقب الهائل في الجدار الذي اخترقته مياه الوادي أثناء تساقط الأمطار.

نشرت مدونة السفر البريطانية مقطع فيديو عن توثيقها لقلعة "هديّة" عبر مدونتها على "انستغرام"،  حيث تحرص على مشاركة متابعيها جميع الوجهات والتجارب التي تخوضها في المملكة.  

وقالت راسل: "تحظى الحصون والقلاع بشعبية كبيرة في جميع البلدان، ولكن لا يزال هناك الكثير منها مجهولا بالنسبة للكثيرين في السعودية".

وأضافت: "لا يزال هناك الكثير لأتعلّمه وأشاركه، ليس فقط عن المباني والمواقع، ولكن أيضًا عن الأشخاص وقصصهم".