دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تفتح غرفة الشرفة الشهيرة في قصر باكنغهام ببريطانيا، حيث يجتمع الملك إلى جانب أفراد العائلة الملكية البريطانية خلال المناسبات الخاصة قبل الخروج للتلويح للحشود المبتهجة في الشوارع بالأسفل أبوابها للجمهور، لأول مرة.
وبالنسبة لعشاق العائلة الملكية البريطانية، الذين يقضون ساعات في شارع "The Mall" بوسط العاصمة البريطانية لندن لإلقاء نظرة على أفراد العائلة أثناء طلّتهم القصيرة من الشرفة خلال مناسبات مثل استعراض الراية، قد تكون هذه بمثابة فرصة ذهبية لرؤية الأمور من منظور ملكي.
وللأسف، لن يتمكن الزوار من الخروج إلى الشرفة نفسها، لذا سيكون عليهم الاكتفاء بإلقاء نظرة خاطفة عبر الستائر.
وقد بيعت بالفعل الجولات الإرشادية التي تستغرق مدتها 45 دقيقة، وتستمر خلال فترة ما بين 15 يوليو/ تموز إلى 31 أغسطس/ آب، رغم من سعرها الباهظ الذي يبلغ 75 جنيهًا إسترلينيًا، أي حوالي 97 دولارًا.
وتأتي هذه الجولات بعد أكثر من خمس سنوات من أعمال التجديد في الجناح الشرقي لقصر باكنغهام، التي تهدف إلى الحفاظ على المبنى التاريخي وتحسين الوصول إليه للأجيال القادمة، وفقًا لما ذكره صندوق المجموعة الملكية.
وأوضحت مؤسسة صندوق المجموعة الملكية عبر موقعها الإلكتروني: "كن من أوائل الزوار الذين يستمتعون بجولة إرشادية حصرية لأبرز معالم الجناح الشرقي لقصر باكنغهام"، لافتة إلى أن الزوار سيتمكنون من اكتشاف "المساحات الواقعة خلف الواجهة الشهيرة" في القصر.
ومن المحتمل أن تكون الغرفة المركزية في الجناح، أو كما تُعرف رسميا بالغرفة الواقعة خلف الشرفة، هي الجزء الأكثر انتظارًا من الجولة المصحوبة بمرشدين.
وانضمت كاثرين، أميرة ويلز، الشهر الماضي إلى أفراد آخرين من العائلة الملكية على الشرفة للاحتفال بعيد ميلاد الملك الرسمي، في أول ظهور علني لها منذ تشخيص إصابتها بمرض السرطان.
وفي الغرفة المركزية، ستعرض ثريا زجاجية على شكل زهرة اللوتس، إلى جانب اثنتين من المعلقات الجدارية الحريرية الصينية من القرن الثامن عشر، التي أهداها إمبراطور الصين للملكة فيكتوريا للاحتفال بيوبيلها الماسي في عام 1897.
وفي غرفة الرسم الصفراء، سيعرض ورق جدران صيني مرسوم يدويًا من القرن الثامن عشر، بالإضافة إلى نموذجين مصغرين من البورسلين الصيني للباغودة، أي المبنى الديني الذي تمارس فيه طقوس الديانة البوذية.
وسيتمكن الزوار في الجولة الجديدة أيضًا من السير في الممر الرئيسي للجناح والاستمتاع بأعمال الرسامين الإنجليزيين توماس غينزبورو وتوماس لورانس، والرسام الألماني فرانز زافير وينترهالتر.
ويمكن تتبع تأثير الفن الآسيوي على التصميم الداخلي للجناح الشرقي ومعروضاته إلى عام 1850، عندما بيع جناح برايتون، وهو مقر إقامة ساحلي كان يملكه جورج الرابع، أي عم الملكة فيكتوريا، لتمويل بناء الجناح الملكي الجديد.
وقد نقلت مجموعة جورج الرابع من الفن الآسيوي والسيراميك، التي كان يحتفظ بها سابقًا في مقر إقامته الواقع على الساحل الجنوبي لإنجلترا، إلى القصر، حيث بقيت حتى يومنا هذا.
وكانت فيكتوريا والأمير ألبرت من بين أفراد العائلة الملكية الأوائل الذين استخدموا قصر باكنغهام كمنزل عائلي، بعد زواجهما في عام 1840. وبُني الجناح الشرقي بعد فترة وجيزة، بين عامي 1847 و1849، لاستيعاب أسرتهما المتنامية.
واليوم، يُستخدم قصر باكنغهام بشكل رئيسي للاجتماعات والمناسبات الرسمية. والتقى رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، مؤخرًا بالملك تشارلز الثالث في القصر، حيث طلب منه الملك رسميًا تشكيل حكومة جديدة.
ويُعد تجديد الجناح الشرقي جزءًا من عملية أوسع، وأكثر تكلفة، للقصر ككل، والتي من المتوقع أن تستغرق 10 سنوات.
وخلال هذه العملية، تم رفع ألواح الأرضية، وتركيب مصاعد جديدة، وإزالة الآلاف من الأعمال الفنية والتحف مؤقتًا للسماح ببدء أعمال الترميم.
وبميزانيته البالغة 369 مليون جنيه إسترليني (478 مليون دولار)، ترك برنامج الأشغال المكثّف أثرًا كبيرًا على الموارد المالية الملكية.
وأظهرت الأرقام الرسمية أن العائلة الملكية أنفقت أموالاً أكثر مما جنته خلال عامي 2022 و2023، ويعود ذلك جزئيًا إلى ما وصفته بأعمال التجديد "المهمة" في القصر.
وقد حجزت جولات الجناح الشرقي بالكامل لفصل الصيف، ولكن إذا كنت لا تزال ترغب في زيارة القصر الملكي، فلا تزال تذاكر زيارة الغرف الرسمية في قصر باكنغهام متاحة، مع استمرار الجولات طوال أيام الأسبوع حتى 29 سبتمبر/ أيلول.