دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- للوهلة الأولى، قد يبدو هذا المبنى عاديًا. فهو مكوّن من طبقة واحدة، ويقع على قطعة أرض خالية من الشجر في بلدة مارفا القاحلة غرب ولاية تكساس الأمريكية، وله جدران من الطوب اللبن مطلية باللون الأبيض الفاتح، وسقف معدني.
لكنّ مدرسة Blackwell تعتبر أحدث موقع ضمن نظام المنتزهات الوطنية الأمريكية بسبب القصة غير المألوفة للمجريات التي وقعت هنا.
وأفاد بيان صادر عن خدمة المتنزهات الوطنية، أنّ وزيرة الداخلية، ديب هالاند، دشّنت المدرسة رسميًا كموقع تاريخي وطني الأربعاء، وتُعد الآن واحدة بين 76 موقعًا تحمل هذا التصنيف.
وعليه بات هذا المبنى بمصاف الأماكن ذات الأهمية التاريخية مثل موقع إليانور روزفلت التاريخي الوطني في نيويورك، والموقع التاريخي الوطني لمسرح فورد في واشنطن العاصمة، والموقع التاريخي الوطني لطياري توسكيجي في ألاباما.
وتضم إدارة المنتزهات الوطنية الأمريكية الآن إجمالي 430 وحدة، ضمنًا 63 منتزهًا وطنيًا، تحت مظلتها الواسعة.
تاريخ مدرسة Blackwell
وبنيت المدرسة في عام 1909، وتقدم "مثالًا مهمًا لكيفية سيطرة العنصرية والتفاوت الثقافي على التعليم والأنظمة الاجتماعية في الولايات المتحدة خلال هذه الفترة من الفصل العنصري الفعلي، بين عامي 1889 و1965"، بحسب ما ورد في بيان خدمة المنتزهات الوطنية.
وبخلاف المدارس في معظم أنحاء الجنوب التي ركزت في المقام الأول على الفصل بين الأمريكيين من أصل أفريقي، شيّدت مدرسة Blackwell للطلاب المكسيكيين والأمريكيين المكسيكيين.
وبحصولها على هذا التصنيف، تتمتّع مدرسة Blackwell بحماية دائمة ويمكنها تقديم شهادة مادية تساعد في سرد تاريخ المناطق التعليمية في تكساس التي أنشأت مدارس ابتدائية للأطفال الأمريكيين المكسيكيين، بحسب البيان.
وقال مدير خدمة المنتزهات الوطنية، تشاك سامز: "على التاريخ الكامل لأمريكا أن يتضمن قصة كل فرد. ويُعد تعيين الموقع التاريخي الوطني لمدرسة Blackwell خطوة مهمة في سرد تاريخ أكثر تنوعًا وشمولية للتجربة الأمريكية المكسيكية في بلادنا".
ويحتوي الموقع على مبنى المدرسة الأصلي المبني من الطوب اللبن، بُني عام 1909، ومبنى فصل دراسي أصغر بني عام 1927، يُعرف باسم Band Hall. وأفادت خدمة المنتزهات الوطنية أن المباني تحتوي على صور فوتوغرافية، وتذكارات، ولوحات تعرض اقتباسات وقصصًا عن الطلاب والمعلّمين.
منطقة جذب سياحي
تبعد مارفا، التي يبلغ عدد سكانها ما يزيد قليلاً عن 1،700 نسمة، نحو 72 كيلومترًا شرق الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وأصبحت البلدة بمثابة محطة أساسية لرحلة برية في غرب تكساس، خصوصًا لمحبي الفن الطليعي.
وساعد الفنان دونالد جود في إطلاق هذا النهج خلال سبعينيات القرن المنصرم، حين قام بتركيب صناديق الألمنيوم البسيطة داخل مباني القاعدة العسكرية السابقة، Fort D. A. Russell، التي يطلق عليها الآن اسم مؤسسة "تشيناتي" (La Fundación Chinati) وتتميز بأعمال فنية دائمة وواسعة النطاق.
وتعد البلدة أيضًا موطنًا لمتجر Prada Marfa، وهو متجر صناعي مخزن من تصميم ثنائي الفنون المرئية إلمكرين ودراغسيت، اللذين يعلقان على المادية.
وتنتشر في البلدة أيضًا معارض فنية متنوعة تغطي مجموعة من الأساليب بدءًا من الفن القبلي العالميإلى الأعمال المعاصرة البسيطة.