منتجعات مخصصة لمرحلة انقطاع الطمث لدى النساء..صناعة جديدة تُبصر النور

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تفضّل وكيلة العقارات الألمانية غابرييل سويتز، التي تعيش في منطقة بروكلين بأمريكا، المقاربات العلمية، ووجبات الفطور البسيطة مثل دقيق الشوفان. 

واستغربت سويتز احتضانها لتجربة جديدة مع دخولها مرحلة انقطاع الطمث، إذ وجدت نفسها في مزرعة خارج أوستن، في ولاية تكساس الأمريكية، حيث اختبرت الممارسات الصحية مثل الحمامات الصوتية، والمغطس البارد، وتمارين التنفس، المغايرة لروتينها المعتاد. 

وشعرت سويتز بالاستغراب لأنها استمتعت إلى حدّ كبير بهذه الأنشطة، حيث تُعد جزءًا من عدد متزايد من النساء اللواتي يبحثن عن فنادق ومنتجعات تقدم برامج خاصة خلال مرحلة انقطاع الطمث. 

وشكّكت سويتز بداية بفعالية هذه المتجعات، لكنها فوجئت بأثرها المغيّر للحياة، الأمر الذي دفعها إلى تبني ممارسات صحية جديدة. 

تترافق مرحلة انقطاع الطمث مع العديد من التغيرات الجسدية والعاطفية والنفسية الخاصة بكل امرأة. وللتخفيف من حدتها، قررت صناعة الرفاهية تلبية احتياجات فترة ما قبل وخلال انقطاع الطمث بشكل أكبر، عبر زيادة المكملات الغذائية المتخصصة، والعلامات التجارية للعناية بالبشرة، وبرامج التغذية، وغيرها من المنتجات المصممة خصيصًا لهذه الفئة من النساء.

ولاقى هذا الأمر المستحدث استحسانا لدى بعض النساء اللواتي يفضلن تجارب المنتجعات الصحية أو الفنادق مقارنة بالنصائح الطبية التقليدية، وينظرن إلى انقطاع الطمث على أنه رحلة شخصية.

وعلقت سيوتز قائلة: "في العامين الماضيين، سُجّلت زيادة كبيرة في المعلومات لفترة ما قبل انقطاع الطمث وخلاله على حسابات مخصصة لهذا الأمر على تطبيق انستغرام، شارك فيها مشاهير. لكن، عندما يتعلق الأمر بإيجاد علاجات مناسبة، أو تحديد ما هو الأفضل بالنسبة لك، فأنت ستبحثين وحدك عن الآلية الأفضل لك".

ورأت الدكتورة باربرا هانا، وهي طبيبة أمراض النساء والتوليد في مدينة شيكاغو الأمريكية ومؤسسة الخدمة الصحية عن بعد "MyMenopauseRX"، المتخصصة في الرعاية المتعلقة بانقطاع الطمث أن "انقطاع الطمث أصبح راهنًا في دائرة الضوء". 

وبالنسبة لهانا، تُعد الرعاية الذاتية أمرًا بالغ الأهمية لأنّ النساء اللواتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث، غالبًا ما يتعاملن مع ضغوطات الحياة المختلفة مثل تربية الأطفال، أو إدارة مهنة شاقة، أو رعاية أقارب متقدمين في السن، في حين أنّ المنتجعات الصحية ممتازة للاسترخاء، لكنها لن توفر الرعاية الطبية المطلوبة.

وشدّد الدكتور ناريش بيريمبودوري، وهو طبيب نظام الأيورفيدا (نظام طبي تقليدي) في المنتجع الفاخر بالهند "أناندا في جبال الهيمالايا"، على أهمية الاستعداد لتحقيق توازن هرموني مناسب حتى قبل انقطاع الطمث. ويقدم منتجع أناندا تجربة "إعادة التوازن الهرموني" عوض برنامج خاص بانقطاع الطمث، بهدف تلبية الاحتياجات الهرمونية للمرأة بشكل شامل.

وسلط بيريمبودوري الضوء على مراحل الحياة المختلفة التي تمر بها النساء من بداية الحيض إلى سن اليأس، ما يشير إلى ضرورة الحفاظ على توازن هرموني متناغم خلال هذه التحولات.

ويستمر البرنامج في المنتجع لـ14 يومًا، ويتضمن خطط لوجبات طعام مخصصة، وأنظمة تمارين، واختبارات للهرمونات، بمبلغ 1000 دولار في الليلة الواحدة. والسعر ليس هو الشيء الوحيد الذي قد يمنع بعض النساء من الاشتراك، إذ لا تزال الوصمة الاجتماعية ونقص التثقيف حول انقطاع الطمث أمراً منتشرًا في مجتمعاتنا.

منتجعات انقطاع الطمث
تخضع هذه السيدة إلى العلاج بالحجامة ضمن برنامح "إعادة التوازن الهورموني". Credit: Ananda in the Himalayas

تشكّل الإناث نسبة 51% من سكان العالم، وتختلف تجربة سن اليأس من شخص لآخر ما يجعل العلاج صعبًا. كما تختلف الأعراض، التي قد تشمل آلام المفاصل، والهبات الساخنة، والتقلبات المزاجية، وتغير الوزن، والألم أثناء ممارسة الجنس.

لذا، بالنسبة للمهتمين بالسفر والاستجمام، فإن ظهور أعراض انقطاع الطمث مجرد سبب آخر للتفكير في زيارة منتجع صحي. 

مستقبل الرفاهية بعد انقطاع الطمث

يدعو بعض المهنيين الطبيين إلى توخي الحذر عندما يتعلق الأمر باستخدام علاجات بديلة للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث.

وقالت هانا لـCNN، إنه يجب معرفة الخط الفاصل عندما تتجاوز العلاجات مجرد تخفيف التوتر، والرعاية الذاتية، والادعاء بأنها قادرة على تحقيق المعجزات الطبية.

ولفتت إلى أن "القيمين على الصناعة المتصلة بانقطاع الطمث يدركون الإمكانات الاقتصادية الكبيرة للاستفادة من هذا الاتجاه. وبصرف النظر عن العلاج، فالتدليك هو تدليك، والعناية ببشرة الوجه تبقى كذلك، فلا يوجد حاليًا أية مراهم أو منتجات خاصة يمكنها إحداث تأثيرات تحويلية مصممة خصيصًا لفترة ما قبل انقطاع الطمث أو انقطاع الطمث"، مؤكدة أن "سوق صناعة انقطاع الطمث بدأت للتو".