لم توثّق منذ أكثر من 120 عامًا..اكتشاف دودة ألفية الأرجل عملاقة في غابات مدغشقر

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- سُجّلت دودة ألفية الأرجل عملاقة ذات لون بني داكن، التي لم تُسجّل منذ أكثر من 120 عامًا، في منتزه ماكيرا الطبيعي، موطن أكبر غابة في مدغشقر وأكثرها حفظا.

وتعدّ هذه الدودة واحدة من 21 نوعًا "مفقودًا" أعادت منظمة "Re:wild" اكتشافه خلال رحلة استكشافية إلى الجزيرة الأفريقية في سبتمبر/ أيلول العام الماضي، ونشرت النتائج مؤخرا. 

وتهدف منظمة "Re:wild" إلى تحديد موقع الأنواع التي لم تشاهد وتسجّل لمدة لا تقل عن 10 سنوات، على أمل أنه من خلال إزالة نقص البيانات، ستتمكن من المساعدة في منع انقراض تلك الأنواع.

دودة ألفية الأرجل
تفاجأ الفريق بسرور عندما وجدوا دودة ألفية الأرجلCredit: Dmitry Telnov/NHM London, UK

ورصدت كريستينا بيغز، وهي مسؤولة الأنواع المفقودة لدى منظمة "Re:wild"، الدودة ألفية الأرجل العملاقة وهي تزحف فوق حذائها خارج خيمتها ذات صباح. 

وقالت لـ CNN في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لقد قمت بتصويرها لفترة من الوقت لأنني اعتقدت أن شكلها كان رائعًا، لم يكن لدي أدنى فكرة عن كونها نوعا مفقودا فعليًا". 

وتابعت: "لم أدرك الأمر حتى قام ديمتري تيلنوف، المتخصص في الخنافس لدى متحف التاريخ الطبيعي في لندن، بإرسال مواد إلى زميل ألماني متخصص في الديدان ألفية الأرجل في مدغشقر، حيث اكتشفنا أنها لم توثّق منذ عام 1897".

مدغشقر
انطلقت الرحلة الاستكشافية إلى منتزه ماكيرا الطبيعي، الذي يضم أكبر غابة محفوظة في مدغشقر، في سبتمبر/أيلول عام 2023، لكن نتائجها لم تُنشر إلا مؤخرا.Credit: Christina Biggs

وكانت أطول عينة من هذا النوع من الديدان تعود لأنثى عملاقة يبلغ طولها 27 سنتيمترا ونصف السنتيمتر. وتفاجأ الفريق عندما اكتشف أنه رغم نقص السجلات العلمية، إلا أن الديدان ألفية الأرجل كانت شائعة إلى حد ما في الغابات المطيرة.

وأوضحت بيغز أن هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم توثيق نوع ما لأكثر من عقد من الزمن، أو "فقده" حسب التعريف الخاص بهم، مثل المرض، والتلوث، والطقس الكارثي، والصراع بين الإنسان والحياة البرية. 

وأضافت: "في بعض الأحيان يكون السبب ببساطة هو أن الناس لم يبحثوا عنه أو أنهم أقل اهتمامًا به لأنه ليس غامضا أو لا يبدو منظره مثيرا".

ومن بين الأنواع العشرين الأخرى التي أعيد اكتشافها، كانت العناكب القافزة، وخنافس الزهرة الشبيهة بالنمل، وثلاثة أنواع من الأسماك. وقام الفريق أيضا بتوثيق أنواع جديدة لم يسبق تسجيلها في "ماكيرا"، مثل عنكبوت القافز المنظري.

العناكب القافزة
تم اكتشاف نوع جديد من العناكب خلال الرحلة الاستكشافية بمنتزه ماكيرا الطبيعيCredit: John C. Mittermeier/American Bird Conservancy

وتمكّن بروغان بيت، وهو مدير مجموعة عمل "SpiDiverse" لدى منظمة التنوع البيولوجي للحفظ Biodiversity Inventory for Conservation، إلى هذا الاكتشاف بعد عثوره على كيس بيض معلّق في مدخل كهف صغير.

وقال في بيان صحفي: "لقد أدركت على الفور أنه نوع مميز".

وشرح أن أكياس البيض المتدلية تعد "إحدى خصائص عائلة عناكب القافز المنظري التي ينتمي إليها هذا النوع الجديد". 

ويتذكر: "زحفت لمسافة قصيرة داخل الكهف ورأيت بعض العناكب البالغة تحرس أكياس البيض، وكانت عناكب كبيرة جدًا، وكان من اللافت للنظر أنه لم يتم التعرف عليها لفترة طويلة".

البحث عن الأنواع المفقودة

مدغشقر
في حين أن منتزه ماكيرا الطبيعي يعد سليما نسبيًا، إلا أن بقية مدغشقر عانت من إزالة الغابات بشكل شديدCredit: Christina Biggs

وأوضحت بيغز أنه أثناء البحث عن الأنواع المفقودة، تركز مظمة "Re:wild" عادةً على العثور على نوع أو نوعين خلال رحلة استكشافية واحدة.
ولكن نظرًا للكثافة العالية للتنوع البيولوجي في مدغشقر، فقد اتبعوا نهجًا مختلفًا، مع فريق مكون من 30 عالمًا من جامعات مختلفة ومجموعات الحفاظ على البيئة المتخصصة في مجموعة من الأنواع.

ومع ذلك، لم يتم إعادة اكتشاف بعض الأنواع التي بحثوا عنها، مثل الليمور حلقي الذيل، ونوع حرباء كبيرة تعرف باسم Calumma vatosoa، ونوع طائر مغرد أصفر صغير، يعرف باسم dusky tetraka.

وتخشى بيغز أن هذا قد يعني انقراض بعض الأنواع

وقد واجهت البلاد عمليات إزالة الغابات على نطاق واسع، حيث قدّرت دراسة أجريت عام 2023 أن مدغشقر فقدت نسبة 80% من مناطقها الطبيعية.

ورغم أن منتزه "ماكيرا" الطبيعي يعد محفوظا نسبيًا، إلا أن الفريق رأى أدلة على عمليات التعدين غير القانونية، وبناء المنازل، وحقول الأرز في المنطقة المحمية.

مدغشقر
ثلاثون عالماً من جامعات ومجموعات الحفاظ على البيئة شاركوا في الرحلة، وهم متخصصون في مجموعة واسعة من الأنواع.Credit: Merlijn Jocque

واكتشف الفريق أيضًا العديد من الأنواع الغازية، مثل سمكة البعوض، والجرذ الأسود، والحلزون الأرضي، التي يمكن أن تشكل تهديدًا للحياة البرية المحلية.

وأشارت بيغز إلى أن النتائج جاءت من "دراسة استقصائية واحدة في ظروف ممطرة للغاية" وأن "هناك حاجة إلى المزيد من العمل للاستنتاج بما لا يدع مجالاً للشك بأن آخر تلك أنواع قد نفقت". 

وستواصل المنظمة وشركاؤها الرحلات الاستكشافية إلى الجزيرة لجمع المزيد من البيانات.