فرصة للعمل في وجهة شاطئية ساحرة.. قامت تايلاند بتسهيل بقاء الزوار في البلاد لفترة أطول

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- سواءً كنت ترغب في الهروب من أشهر الشتاء من أجل إنجاز عملك على الحاسوب المحمول الخاص بك من فيلا مستأجرة بجزيرة بوكيت، أو تريد دخول حلبة قتال والانطلاق في مسيرة جديدة كرياضي "مواي تاي" (الملاكمة التايلاندية)، تُعد تايلاند المكان المناسب لك.

وأطلقت الوجهة الشهيرة في جنوب شرق آسيا مؤخرًا تأشيرة جديدة مدتها 5 سنوات تستهدف العاملين عن بُعد وغيرهم من المسافرين الذين يتطلعون إلى الإقامة في البلاد لفترات طويلة.

ووفقًا لبيانٍ صادر عن مكتب رئيس الوزراء التايلاندي، ستسمح تأشيرة "Destination Thailand Visa"، أو "DTV"، للمسافرين المؤهلين بفترة إقامة تصل إلى 180 يومًا لكل زيارة، كما أنّها تتيح الدخول عدة مرات في غضون 5 سنوات. 

وصرّحت الحكومة في بيانها أنّ التأشيرة متاحة لعدة فئات من العاملين عن بعد، بما في ذلك البدو الرقميون، والعاملون المستقلّون.

كما أنّها تستهدف الذين يتطلعون إلى الزيارة للمشاركة في أنشطة مثل رياضة الملاكمة التايلاندية، أو دروس الطبخ التايلاندي، أو الخضوع للعلاجات الطبية.

ومن أجل التقدّم بطلب، يحتاج المسافرون إلى إظهار دليل على أن لديهم ما لا يقل عن 500 ألف بات تايلاندي (حوالي 13،800 دولار أمريكي) من الأموال، إضافة إلى المستندات لدعم غرض زيارتهم.

ويجدر بالذكر أن التأشيرة، التي تكلف 10 آلاف بات، لا تسمح للمتقدمين بالبحث عن عمل في تايلاند.

الحاجة لوتيرة أبطأ

وقد وسعت الحكومة التايلاندية أيضًا قائمة البلدان والأقاليم المسموح لها بالدخول بدون تأشيرة للسياحة والأعمال التجارية قصيرة الأجل من 57 وجهة في السابق إلى 93 الآن، مع تمديد مدة الإقامة من 30 يومًا إلى 60 يومًا.

وفي الوقت ذاته، ارتفع أيضًا عدد البلدان/الأقاليم التي يحق لمواطنيها الحصول على تأشيرة عند الوصول من 19 في السابق إلى 31 الآن.

وبحسب أرقام الحكومة، رحبت تايلاند بـ 17.5 مليون سائح أجنبي في النصف الأول من هذا العام، بزيادة قدرها 35% عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

لكن الخبراء يقولون إنّ تدابير التأشيرة الجديدة لا تهدف ببساطة إلى جذب المزيد من الزوار.

من جهته، يقول جاري باورمان، وهو مؤسس "Check-in Asia"، وهي شركة أبحاث وتسويق تركّز على السياحة: "إذا نظرت إلى ما فعلته تايلاند، والمبادرات والحملات التي وضعتها على مدار العامين الماضيين لزيادة أعداد الزوار الوافدين، فقد كانت ناجحة جدًا".

وتابع: "لذا فهي متقدمة على جنوب شرق آسيا بشكلٍ كبير عندما يأتي الأمر لعدد الزوار الوافدين. ولكن المشكلة، وهي مشكلة كبيرة، تتمثل في أنّه رُغم الأرقام الواردة، إلا أنّ متوسط ​​الإنفاق لكل زائر منخفض نسبيًا".

وأضاف باورمان أنّ الضغوط على الموارد تزداد صعوبة أيضًا.

المسافرون يجمعون بين العمل والترفيه

وفقًا لبيان مكتب رئيس الوزراء التايلاندي، تهدف التدابير الجديدة إلى تعزيز السياحة وتعزيز الاقتصاد، وقد دخلت حيز التنفيذ منذ 15 يوليو/ تموز الجاري.

ومن المؤكد أنّ تايلاند ليست وحدها في رغبتها في جلب المسافرين لفترات أطول.

من جانبه، يقول أوليفييه بونتي، مدير التسويق في "ForwardKeys"، وهي شركة بيانات السفر، إنّ المزيد من الأشخاص يبحثون عن فرص لقضاء عطلات ممتدة  أكثر من أي وقت مضى، وأصبحت الدول تولي اهتمامًا لذلك.

ويشير بونتي إلى أنّ العديد من الوجهات أطلقت بالفعل تأشيرات جديدة لاستيعاب هذه الزيادة الأشخاص الذين يعملون عن بُعد، مع تطبيق سياسات العمل المرنة التي تسمح للأشخاص الآن بالجمع بين العمل والترفيه بسهولةٍ أكبر.

أمّا بالنسبة لتايلاند، فيرى بونتي أنّه من المرجح أن تستقطب تأشيرة الإقامة الطويلة الجديدة المسافرون لمسافات طويلة "الذين يميلون إلى البقاء لفترة أطول ​​مقارنة بالمسافرين الإقليميين داخل منطقة آسيا والمحيط الهادئ".

وأضاف بونتي، في إشارةٍ إلى الأرقام المستندة إلى بيانات حجز الرحلات الجوية: "حاليًا، تظل نسبة التذاكر الخاصة بالإقامات الطويلة (أكثر من 14 ليلة) 25% تقريبًا، وتمثل الإقامات المتوسطة (6 إلى 13 ليلة) 45% تقريبًا".

وأكّد: "من المرجح أن تعمل هذه التدابير على تعزيز جاذبية تايلاند للزوار على المدى الطويل، ما قد يؤدي إلى زيادة هذه النسب مع مرور الوقت".