دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خاض الثنائي أحمد جمعة وريناتا روميو العديد من المغامرات المثيرة في أعماق البحر الأحمر من الجانب المصري، وعندما سنحت لهما الفرصة لاكتشاف الجانب السعودي منه، لم يترددا للحظة واحدة.
وتحكي محترفة الغوص الإيطالية والمصورة تحت الماء ريناتا روميو لموقع CNN بالعربية أن "عالم المحيطات الفرنسي جاك كوستو أجرى بالفعل أبحاثًا في هذه المنطقة بأوائل الخمسينيات من القرن الماضي، واعتبرها منطقة الشعاب المرجانية الأكثر تعقيدًا في البحر الأحمر بأكمله".
وتحظى هذه المنطقة باهتمام كبير ليس فقط من قبل المصورين والغواصين بل من قبل محبي التنوع البيولوجي.
ونظرا لأنهما يقيمان في شرم الشيخ، كان من السهل على الثنائي ركوب طائرة من المدينة الساحلية المصرية إلى مدينة جدّة ثم السفر جنوبًا برًا بسيارة لمدة 230 كيلومترا تقريبًا إلى مرسى مدينة الليث، وهي مدينة صغيرة حيث تقع العبّارات المغادرة إلى موقع غوص ضفاف فرسان، وهو عبارة عن متاهة من الشعاب المرجانية والجزر التي تقع في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر.
وبحسب المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، تتميز ضفاف فرسان بالمئات من الشعب المرجانية متعددة الأشكال والألوان، وتشكّل مركزًا للتنوع الأحيائي الفريد الذي يثري معلومات قيمة عن النظم البيئية في بحار العالم.
وأشارت روميو إلى أن ثمة فرصة لمشاهدة الكائنات البحرية كبيرة، والشعاب المرجانية الناعمة والصلبة، والإسفنج، والراي اللاسع، والأسماك مثل التريفالي والباراكودا، والسلاحف البحرية، ومجموعة متنوعة من أسماك القرش.
وقد حرصت روميو بشكل أساسي على توثيق الشعاب المرجانية في الجزء الجنوبي، وعثرت خلال استكشافها على بعض التكوينات المذهلة من الإسفنجيات المتوطنة.
وكانت أسماك القرش التي لفتت انتباه روميو من بين العجائب التي تحتضنها ضفاف فرسان، إذ قالت: "بينما تبقى أسماك قرش المطرقة في العمق بشكل أساسي، تعد أسماك القرش الحريري فضولية للغاية ويمكن العثور عليها في المياه الضحلة، وهو ما ساعدني على التقاط صور رائعة ومراقبة سلوكها".
وقد صادفت روميو كذلك العديد من أسماك الراي اللاسعة ذات الذيل البقري، التي تقضي غالبية وقتها مغطاة بالرمال، وهي ميزة تجعل من الصعب اكتشافها.
وقالت: "لهذا السبب أحبها كثيرًا لأنها ماهرة في لعبة الغميضة".