الرباط، المغرب (CNN) -- يتداول المغاربة فيما بينهم مصطلحات خاصة تعبر كل منها عن ظاهرة تخص مجتمعهم، ومن هذه المصطلحات التي تغزو المغرب موسمياً وبحلول شهر رمضان سنوياً، كلمة "الترمضين" التي كانت مجرد مصطلح يُتداول للتعبير عن حالة غضب بعض الصائمين خلال شهر رمضان، لتصبح اليوم ظاهرة بشعة تنتشر في الشوارع المغربية.
"الترمضين" ظاهرة يُقصد بها الإنفعالات العصبية التي تظهر على بعض الصائمين خلال شهر رمضان، لأسباب مختلفة منها صحية ومرضية، ويكثر الحديث عنها بمجرد اقتراب فترة الصيام. ويرى البعض أن "الصيام يصبح بالنسبة لبعض الأشخاص يسبب الشعور بالتوتر والاضطرابات، بدلاً من تقريب الصائم إلى العبادة الروحانية."
وقال الاختصاصي المغربي في علم النفس رضى امحاسني لـ CNN عربية، إن "المدمن على المخدرات مثلا، يُقبل طيلة السنة على اقتراف أفعال إجرامية، لكنه حينما يفعل ذلك في شهر رمضان فإنه يجد دعما من نظرية "الترمضين" التي تبرر أفعاله و تكون له ذريعة، هذه النظرية التي تشرعن سلوك الصائم السلبي، تبحث عن ظروف التخفيف للمسؤول عن الفعل العنيف أو تتوخى دفع المسؤولية الكاملة عنه."
ومن أكثر الأماكن التي تشهد مشادات كلامية تصل أحياناً لشجارات دامية تنتج عنها في الكثير من المناسبات جرائم قتل أو إصابات بعاهات مستديمة، الأسواق الشعبية والمحطات الخاصة بالحافلات أو سيارات الأجرة، وأيضا الإدارات العمومية التي يتوافد إليها العديد من المواطنين.
وتختلف ذرائع "المترمضنين" والحجج التي تبرر السلوك غير المألوف بحسب الخبراء، مثل الامتناع عن تناول الطعام، او الاضطرار إلى التوقف عن التدخين.
وقال الداعية الإسلامي المغربي عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص، لـCNN بالعربية إن "الصيام من شأنه تهدئة النفوس وتهذيبها ونشر السكينة بين الناس لا العكس كما يحصل للأسف."
وأضاف أبو حفص أن "ارتباط الصيام عند الناس فقط بالامتناع عن الطعام والشراب والجماع، يجعلهم ينفسون عن ذلك بمثل هذه التصرفات الهوجاء"، مشدداً على أن "هذا الشهر روحاني بامتياز، وجاء لتهدئة النفوس والحث على الامتناع عن قول الزور والابتعاد عن الأعمال السيئة، إذ أنه يعد فترة لتربية النفس من جديد."
الفكرة نفسها يتبناها امحاسني، الذي أكد أن "الفهم المغلوط، يجعل الصائم يبدأ بتعنيف الجسد عبر حرمانه من التداوي مثلا، و يتمادى إلى تعنيف الآخر في محاولة لبسط مفهومه المغلوط على محيطه أيضاً."