الجزائر (CNN)-- أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف في الجزائر، محمد عيسى، أن بلاده ستمضي قدمًا في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، منتقدًا، دون تسمية أصحابها، الدعوات التي أثارتها تيارات سلفية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، طالبت من خلالها بمقاطعة هذه الاحتفالات باعتبارها "بدعة مستحدثة في الإسلام".
وقال الوزير الجزائري في ندوة صحفية جمعته بنظيره الفلسطيني، يوسف الدعيس، أمس الاثنيني بولاية تيبازا، البعيدة عن الجزائر العاصمة بـ700 كيلومتر، إن "للجزائر آذاناً لا تسمع إفتاءهم"، متهمًا من يطلقون دعوات مقاطعة احتفالات المولد النبوي بأنهم "يرغبون في هدم معالم التدين في الجزائر".
وتابع محمد عيسى: "الشعب الجزائري أحب محمدا (ص) ويحتفل به بعاطفته الجياشة، ولا يمكن أن يصده لا قرار ولا توجيه يصدر من خارج منظومته الثقافية.. كما أن الجزائريين أهدوا استقلالهم للنبي محمد، وأسموا أبناءهم بعد الاستقلال باسمه"، مبرزًا أن الجزائر لن تلغي أبدًا احتفالات هذه الذكرى.
وستحلّ ذكرى المولد النبوي يوم الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول، ويعد هذا اليوم عطلة رسمية مدفوعة الأجر في الجزائر والكثير من الدول الإسلامية، كما يخصّص الجزائريون احتفالات واسعة بهذه الذكرى، حيث تتحوّل إلى مناسبة عائلية تجتمع فيها الأسر، ويقبل فيها الأطفال على اللعب بالمفرقعات النارية.
بيدَ أنه في الجانب الآخر، ارتفعت خلال السنوات الأخيرة دعاوى كثيرة تطالب الجزائريين بالكف عن الاحتفال بهذه الذكرى، ومن ذلك ما صرح به الشيخ أبو عبد المعز محمد علي فركوس، الذي يلقب بإمام السلفية، إذ قال إن هذا الاحتفال "بدعة منكرة"، معتبرًا أن النبي لم يحتفل بمولده ولا مولد الأنبياء من قبله، مبرزًا أن الإسلام جعل عيدين فقط لأتباعه، هما عيد الأضحى وعيد الفطر.