أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- اجتمع خمسة من مراسلي شبكة CNN مؤخراً ليناقشوا كيف تغير العالم سنة 2015، ويبدوا توقعاتهم لما يمكن أن يأتي خلال العام المقبل، نيك باتون وولش ونعمة الباقر وإيفان ووتسون وكلاريسا وورد وأروى ديمون، جلسوا مع المصورة التلفزيونية كلوديا موراليس وبدأوا يتحدثون عن القصص والقضايا والأشخاص الذين استضافوهم في تغطياتهم الإخبارية، وتحدثوا عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو "داعش" وأزمة اللاجئين، وهنا نورد لكم ما تطرقوا إليه عن روسيا خلال عام 2015، وما يمكن أن نتوقعه منها عام 2016:
ما هي القضية؟
في الشتاء الماضي اندلعت الحرب في أوكرانيا، بعدها استولت القوات المعارضة للحكومة الأوكرانية والمدعومة من روسيا على تقاطع لسكك الحديد، وتم تعليق النزاع وساهم في ذلك اتفاق بوقف تبادل النيران بدعم من الغرب، واليوم تتركز سياسات فلاديمير بوتين الخارجية على سوريا.
فمع توسع نمو "داعش" في سوريا والعراق، وإثباته على قدرته شن هجمات في أوروبا وشمال أفريقيا، لمح بوتين الفرصة، ففي حركة واحدة، يمكنه أن يلزم الجيش بقتال طويل الأمد ليقف إلى جانب حليفه بالشرق الأوسط، ويثبت التردد الذي يعيشه الغرب، والخوف المصاحب للدول الغربية لمواجهة عسكرية خارج حدودها.
ما هي أبرز الأمور التي وقعت هذا العام؟
يبدو وأن الضربات الجوية الروسية ساهمت في تقوية القوات التابعة للحكومة السورية في أرض المعركة، وفي الواجهة الدبلوماسية، تركزت الجهود الغربية بالإصرار على تنحي بشار الأسد عن منصبه، واليوم تتناقش دول الغرب حول الدور الذي سيلعبه خلال الفترة الانتقالية بعد انتهاء الصراع في سوريا.
وحتى الأحداث المرتعشة بالمنطقة كانت تصب في النهاية بمصلحة روسيا، فعندما أسقطت تركيا الطائرة الروسية فإن الأوضاع أصبحت مربكة بين الطرفين، فبعد تعاون بين الدولتين في التجارة والسياحة والاستثمار، سنحت لبوتين فرصة لإنجاز هدف سياسي طويل الأمد، إيقاظ حلف دول شمال الأطلسي، الناتو، فإن أظهرت تركيا فشلها في اتباع السياسات التي تفرضها الناتو، الذي تعد عضواً فيها، فإن بوتين سيجد الفرصة لإظهار مدى ضعف التحالف في تبني القضايا العالمية، وبالتالي دليل على الضعف الأمريكي.
المزيد: بالفيديو: كاميرا CNN من داخل مخيم للاجئين تدعمه روسيا في اللاذقية
ما الذي يمكن أن نشهده عام 2016؟
يعلم بوتين بأنه لا يمكنه أن يسحق الغرب بتدخله في أوكرانيا أو سوريا، لكن ذلك ليس هدفه، فالكرملين يرغب بأن يشهد الضعف والانقسام في الخارج، فأوكرانيا مقسمة يعني بأنها لن تنمو في أي وقت قريب، وبالتأكيد فإنها لن تنضم للاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو، وأمريكا ضعيفة يعني تجسيدها لتهديد ضعيف وقلة ثقة الدول الأخرى في التحالف معها والانقياد إليها.
التحدي خلال العام المقبل يكمن فيما لو أن بوتين يمكنه أن يصل لتفاهم مع الغرب حول سوريا، حتى تبدأ دول العالم الأساسية في اللعب بالساحة ذاتها، دون أن تشعر روسيا بأنها منقادة ومنصاعة لغيرها، أو أن تحاول إظهار عضلاتها للجميع.
اقرأ أيضاً: بوتين: لم تروا بعد كامل قدراتنا في سوريا.. لدينا إمكانيات إضافية سنستخدمها إذا لزم الأمر