دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اتهم وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، السعودية بأنها "تسعى إلى توريط جميع دول المنطقة بالأزمات"، وقال إنه رغم ما وصفه بـ"البغضاء الطائفية" لن "تُقدم طهران على أي خطوة انتقامية ضد المملكة"، مشيرا إلى عدم قطع العلاقات الدبلوماسية تماما من الجانب الإيراني ولكن خفضها فحسب، وجاء ذلك في رسالة إلى مدراء الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، نشرتها الخارجية الإيرانية على موقعها الرسمي.
وقال ظريف في رسالته: "هناك مؤشرات على أن البعض في السعودية يسعون إلى توريط دول المنطقة بالأزمات ويخشون مع تبدد غيوم الأخطار المصطنعة كتهديد البرنامج النووي الإيراني، أن تظهر التهديدات الحقيقة للعالم، والتي يقف وراءها المتطرفون والجهات التي تدعمهم،" على حد تعبيره.
اقرأ.. القصة الكاملة لتفجر المواجهة بين السعودية وإيران
وأضاف ظريف: " إن أغلب الذين يرتكبون المجازر وأغلبية عناصر القاعدة وطالبان وداعش وجبهة النصرة هم مواطنون سعوديون، أو ممن تم غسل أدمغتهم بالبترودولار،" وتابع باتهامهم بالترويج لـ"رسالة البغض المعادية للإسلام والطائفية" في العالم خلال العقود الماضية، على حد زعمه.
واستعان ظريف بأمثلة لما لقبه بـ"ممارسات السعودية العدائية ضد إيران" تضمنت الهجوم العسكري على البعثات الدبلوماسية الإيرانية في اليمن والتي قال ظريف إنها "تدعم الإرهابيين"، ويُذكر أن الخارجية الإيرانية اتهمت السعودية باستهداف متعمد لسفارة طهران في العاصمة اليمنية صنعاء في وقت متأخر من الأربعاء، عن طريق قصف طائرات حربية من قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة.
ويشار الى أن تصريح ظريف يتعلق باتهام طهران للسعودية باستهداف سفارتها باليمن، الأمر الذي نفته قيادة التحالف الذي تتزعمه السعودية، مؤكدة عدم صحة الاتهام الإيراني.
كما اتهم ظريف السعودية أيضا بـ"التعرض والإساءة للزوار الإيرانيين في مكة والمدينة، وإثارة العداء ليس ضد إيران فحسب بل ضد عموم الشيعة في الخطابات الرسمية السعودية"، في تذكير من الجانب الإيراني باتهامات طهران السابقة للسعودية بالتمييز ضد الحجاج والمعتمرين الإيرانيين خلال الأشهر الماضية.
وتابع ظريف اتهامه المملكة بأنها "تجز رقاب علماء الشيعة"، في إشارة إلى تنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ الشيعي، نمر النمر، والذي أشعل فتيل العداء القديم بين الدولتين، وتسبب في إعلان السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على خلفية ما تعرضت له ممثليات المملكة في إيران وسط احتجاجات الشعب الإيراني على إعدام النمر.
ومن ناحيته، أكد ظريف أن المسؤولين الإيرانيين "شجبوا بشكل صريح الهجوم على السفارة والقنصلية السعودية، وأعربوا عن عزمهم ورغبتهم في معاقبة المهاجمين وفق قوانين إيران" وذلك ضمن إطار التأكيد على التزام طهران بالمواثيق الدولية الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية.
وختم ظريف رسالته قائلا: "على السعودية أن تختار بين دعم الإرهابيين المتطرفين والترويج للطائفية البغيضة أو حسن الجوار ولعب دور بناء في استقرار المنطقة."