رأي.. أوباما يقطع الطريق على المستثمرين في الحرب على الارهاب: "ليست حرباً عالمية ثالثة"

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير عامر السبايلة
رأي.. أوباما يقطع الطريق على المستثمرين في الحرب على الارهاب: "ليست حرباً عالمية ثالثة"
الرئيس الأمريكي باراك أوباما يلقي خطابه عن حالة الاتحاد الذي ألقاه أمام جلسة مشتركة للكونغرس في 12 يناير 2016Credit: EVAN VUCCI/AFP/Getty Images)

هذا المقال بقلم د. عامر السبايلة والآراء الواردة أدناه تعكس وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.

في إطار القراءة الموضوعية لتطورات مسألة الحرب على الارهاب، لا يمكن اسقاط مسألة الحرب على الارهاب واعادة رسم معادلة المواجهة مع تنظيم داعش، كما جاء عليها الرئيس أوباما في خطاب الاتحاد الأخير. إصرار الرئيس الامريكي على اعادة تعريف التنظيم والتخفيف من حقيقة قدراته وعدم السقوط في فخ الترهيب يفتح الباب أمام ضرورة تقديم قراءة مستقبلية عن الدور المتوقع للولايات المتحدة في إطار هذه المواجهة. لهذا لابد من التوقف ملياً عند المعاني الحقيقية لاعتبار الرئيس أوباما ان التنظيم لا يشكل خطراً وجودياً على الولايات المتحدة وأن الحرب على داعش ليست حرب عالمية ثالثة، وأن المتحدثين بهذه الطريقة هم "ديماغوجيون" يخدمون  فعلياً ما يريده الارهابيون. التحليل المنطقي يشير أيضاً الى أن رسالة الرئيس أوباما تتجاوز في جوهرها خصومه من الجمهوريين وتتعدى كذلك حدود الولايات المتحدة لتطال فعلياً حلفاء الولايات المتحدة، خصوصاً أولئك الذين اعتقدوا ان أولوية مكافحة الارهاب يمكن ان تشكل ورقة ضغط على الولايات المتحدة باعتبارها اداة تهديد أمني أو مساومة سياسية واقتصادية.

اقرأ أيضا.. لاجئ سوري ضيف أوباما وزوجته خلال خطاب "حالة الاتحاد"

بالرغم أن مسار الأزمات في المنطقة كان قد فرض على الجميع أولولية مكافحة الارهاب وضرورة التعامل مع الانتشار المرعب لتنظيم داعش، سواء في سوريا او العراق او حتى النتائج الكارثية التي وصلت شظايها الى اوروبا، الا ان كلام الرئيس الامريكي قد يشكل صاعقة للكثيرين، الأمر الذي يفرض على كثير من الدول إعادة النظر في سياساتها التي بنيت على اعتبار ان الحرب على تنظيم داعش قد تشكل وسيلة مهمة لتحقيق مكتسبات مادية ومعنوية أو اعتبار ان العلاقة مع الولايات المتحدة ستحددها حاجة الولايات المتحدة لهذه الدول في الحرب على الارهاب، حيث اعتبر الرئيس أوباما ان الولايات المتحدة هي البلد الأقوى في العالم والقادر طبعاَ على سحق تنظيم داعش. ضمن هذا السياق، يمكن قراءة اصرار الرئيس الامريكي على التذكير بالنسخة السابقة للحرب على الارهاب والتي أفضت الى القضاء على أسامة بن لادن وبالتالي التأكيد على قدرة الولايات المتحدة على التعامل مع الخطر الحالي كما تعاملت مع تهديدات وأخطار سابقة.

قد يهمك أيضا هذا الفيديو.. أبرز اللحظات الطريفة في آخر خطاب عن "حالة الاتحاد" لأوباما

رسالة أوباما الأهم في هذه المقارنة هي تجريد الحرب الحالية على الارهاب من أي خصوصية زائدة واعتبار الحرب على داعش نسخة مشابهة للحروب السابقة والتي لا تحتاج الى سياسات البروباغندا والتضخيم، وبهذا يقطع أوباما الطريق على كافة الاجندات الساعية للاستثمار في فكرة الحرب على داعش، وكذلك على الدول التي اعتقدت بأن الحرب على داعش تقدم فرصة ذهبية لاعادة صياغة العلاقة مع الولايات المتحدة وفقاً لرؤية تلك الدول.

كذلك.. أوباما في آخر خطاب له حول "حال الأمة": "داعش" يهدد الأمن العالمي وعلى الكونغرس السماح بالقضاء عليه عسكريا

اعتبار أوباما الحرب على داعش حرباً عادية كسابقتها من الحروب يعني ان الولايات المتحدة تصر على اتباع نفس الاسلوب والسياسة في التعامل مع الأحداث، ويعني كذلك ان كثير من الدول الحليفة للولايات المتحدة باتت معنية بتطوير استراتيجيات فردية للتعامل مع الأخطار التي تواجهها واعطاء الأولوية للاصلاحات وترتيبات البيت الداخلي وعدم السقوط في فخ المماطلة والتهرب من الاستحقاقات تحت ذريعة أولولية الارهاب.