عمان، الأردن (CNN)-- أكد نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية التركي ياسين أقطاي، غياب التنسيق الروسي التركي الأمني فيما يخص الأزمة السورية، فيما بين أن مشروعا يوّحد دول جوار سوريا، الأردن ولبنان وتركيا، ما تزال بلاده تتطلع إليه.
وعبّر أقطاي في لقاء مع موقع CNN بالعربية من العاصمة الأردنية، عمّان عن أسفه من غياب ذلك التنسيق الأمني بين تركيا وروسيا، قائلا "إنه لابد من أن يكون هناك تنسيق لكننا لا نفهم سياسة روسيا."
وفيما حمّل أقطاي روسيا مسؤولية المشاركة في قتل 500 ألف مسلم في سوريا على حد تعبيره، ندد بتجاهل العالم وأوروبا دعم حزب العمال الكردستاني بمقاتلين من خارج المنطقة، وكذلك مشاركة قوات حزب الله اللبناني وقوات إيرانية في القتال على الاراضي السورية.
وحول تفاقم الأزمة الكردية مع نظام الحكم في تركيا وتعثر إيجاد حلول لها، رأى أقطاي أن حزب العدالة منذ وصوله إلى الحكم عام 2002، قد أنهى التمييز ضد الأكراد وأعاد الاعتراف باللغة الكردية، مشددا على أن تركيا أنهت "ملف الأكراد" وأن المشكلة الآن تتعلق فقط بحزب العمال الكردستاني PKK وذراعه في سوريا PYD.
وعلق بالقول: "منذ 2002 بدأنا عملية السلام مع الشعب وكل أجزاء الشعب، الأكراد والمتدينين والعلويين وغير المسلمين وتصالح النظام مع الاكراد، كانوا جميعا يستبعدون من الانظمة السابقة، ونحن أنهينا استبعادهم".
ووصف أقطاي تعامل النظام التركي مع المعارضة في البلاد بالمبالغ فيه، قائلا إن 60 في المائة من الصحافة التركية هي صحافة معارضة وتنتقد الرئيس والحكومة التركية.
واستشهد أقطاي على ما اعتبره ترسيخ الحكم التركي الحريات العامة، بالسماح للمعارضين كحزب الشعوب الديمقراطي بتأييد تنظيمات إرهابية مثل PKK، ووجود سياسيين يؤيدونه، وقال: "هل تقبل أي دولة أن يكون لديها سياسي يؤيد العمليات الارهابية.. لا نتنازل عن الديمقراطية وتركيا بالغت في الديمقراطية".
واعتبر أقطاي أن توجيه معارضي الحكم في تركيا اتهامات تتعلق بدعم "داعش" هي اتهامات "حمقاء"، مشيرا إلى أن تركيا تقف ضد داعش وضد PKK وكلاهما سواء.
وقال: "لا دليل أننا نؤيد أو ندعم داعش بأي شكل، نحن نريد أن نقيم السلام والوحدة في سوريا، لكن داعش تخدم التقسيم وتخدم مخطط PYD لذلك نقول أن أنهما متساويان.. الحديث عن دعمنا لداعش حماقة ونحن لسنا حمقى حتى نقتل أنفسنا."
وأضاف: "نحن نتهم أوروبا وأمريكا لأنهما تدعمان إرهاب PKK ..والسلاح الذي يصل من امريكا إلى PKK يصل إلى PYD."
وعن موقف تركيا في حال سمح النظام السوري للأكراد بإنشاء حكم ذاتي في سوريا، قال: "فعليا هو ترك المنطقة لمنظمة PKK وذراعه، والاتحاد الديمقراطي في سوريا هجروا الأكراد الآخرين من غير اتباعهم هجروا نحو 500 ألف كردي من هذه المناطق التي سيطروا عليها بدعم وبتوظيف بشار الاسد، والولايات المتحدة تؤيد ذلك".
وجدد أقطاي موقف بلاده المعلن من عدم التدخل عسكريا في الاراضي السورية، منتقدا عدم حديث العالم عن الوجود الإيراني في سوريا، وأضاف: "الناس جميعهم يتحدثون عن المحاربين الاجانب ولا أحد يتحدث عن حزب الله اللبناني ومن يأتي المقاتلون من استراليا ويحاربون في صفوف PYD لا أحدث يتحدث عن إيران وعن كم جنرال إيراني قتل ماذا يعملون هناك".
ورأى أقطاي الذي شارك في عمّان بمؤتمر نظمه المنتدى العالمي للوسطية أن تركيا ليست بحاجة الآن للتدخل في سوريا لمواجهة PYD بالقرب من حدودها، وأوضح بالقول: "لا حاجة الآن للتدخل عسكريا في الاراضي السورية لمواجهة PYD، تركيا دولة قوية ندافع عن حدودنا ولا نريد تعميق الأزمة."
وبشأن التقارب السعودي التركي مؤخرا، أكد أقطاي أنه تقارب "كبير وقوي" رغم الاختلافات المتعلقة بالنظام المصري، مشيرا الى أن تركيا متمسكة بموقفها من مصر.
وقال: "التقارب بين تركيا والسعودية نحتاجه في العالم الاسلامي صحيح أن هناك اختلاف في بعض المواقف في قضية مصر تحديدا، وكنا نأمل أن تضغط المملكة العربية السعودية على السيسي على الأقل بمعالجة الأوضاع القائمة في مصر."
وتابع أقطاي حديثه عن العلاقة بمصر: "بين الشعب التركي والشعب المصري لا توجد مشكلة، لكن الحكم المصري الانقلابي ارتكب جرائم كثيرة، تركيا عانت من الانقلابات الكثيرة في السابق ولديها حساسية من ذلك."
وكشف أقطاي عن عدم توجيه تركيا دعوة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتمثيل بلاده في القمة الاسلامية المرتقبة في تركيا، قائلا إن التمثيل سيكون على مستوى وزارة الخارجية المصرية لتسليم الرئاسة.
وعن دور التحالف الاسلامي الجديد الذي أعلنت عنه السعودية مؤخرا بمشاركة تركيا، وتوجهه للتدخل عسكريا في سوريا أو العراق أو اليمن، أكد أقطاي أنه لا يوجد أية قرارات في هذا الخصوص حتى الآن، وأضاف: "لا يوجد في الأفق قرار ملموس.. ونعرب عن قلقنا من الحش الشعبي في العراق رغم أننا مع الحرب ضد داعش والحشد الشعبي لا يختلف عن داعش."
إلى ذلك، قال أقطاي إن بلاده تتطلع إلى تنفيذ مشروع يجمع دول جوار سوريا، الأردن ولبنان وتركيا، ولو بعد انتهاء الأزمة السورية، مبينا أن هناك علاقات تنسيق أمنية مع الأردن واصفا العلاقات بالجيدة.
وقال: "حاولنا في تركيا وسوريا ولبنان والأردن أن نؤسس علاقة دولية نموذجية في الاقليم بإلغاء التأشيرات وفتح التبادل التجاري الأسواق وتبادل الأموال والخبرات هذا لو نجح لكان نموذجيا جدا.. لو تنتهي الأزمة في سوريا هو أمل وطموح باق لدينا."