لماذا لم يدعم فيسبوك حملة المغاربة ضد حظر الاتصال عبر الانترنت؟

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير اسماعيل عزّام
لماذا لم يدعم فيسبوك حملة المغاربة ضد حظر الاتصال عبر الانترنت؟
Credit: Justin Sullivan/Getty Images

الرباط، المغرب (CNN) احتفل مؤسس موقع فيسبوك، مارك زوكربيرغ، بعودة تطبيق "واتس أب" إلى العمل في البرازيل، بعد قرار محكمة برازيلية رفع الحظر الذي فُرض على التطبيق لأزيد من 24 ساعة، إذ قال زوكربيرغ إن فكرة رفض حرية التواصل جد مخيفة، فيما لم يصدر أي تعليق منه، طوال الأشهر الماضية، على قرار حظر خدمة الاتصال الصوتي عبر الانترنت في المغرب، أو ما يعرف اختصارًا بـVoIP.

وتحدث زوكربيرغ على صفحته الرسمية عن أن أصوات المنددين بقرار قضائي يقضي بحظر تطبيق "واتس أب" قد وصلت، مطالبًا من جميع متابعيه الانخراط في حملات احتجاجية لضمان عدم تكرار الحظر مجددًا، ومن ذلك حضور حدث أمام البرلمان البرازيلي سيعرف تقديم مشاريع قوانين تمنع حظر خدمات الانترنت، وكذا توقيع عريضة احتجاجية ضد حظر خدمة "واتس أب" في البرازيل.

وخاض فيسبوك حملة واسعة لإيقاف حظر خدمة "واتس أب" في البرازيل، ومن ذلك التقدم بالتماس للقضاء قصد رفع الحظر، غير أن الموقع الاجتماعي الأول في العالم، لم يقم بأي إجراءات أو حملات للتدخل لدى السلطات المغربية التي اتخذت قرارًا مطلع هذا العام بحظر خدمة الـ VoIP، ممّا منع ملايين المغاربة من الاتصال الهاتفي عبر تطبيقات واتس آب وفايبر وسكايب.

ورغم أن المغاربة قاموا بحملة واسعة لأجل دفع الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات إلى مراجعة قرارها الذي أصدرته بداية هذا العام وطبقته شركات الاتصالات، سواء عبر الانسحاب من صفحات هذه الشركات على فيسبوك، أو الدعوة إلى مقاطعة أداء فواتير الانترنت والهاتف، إلّا أن فيسبوك لم تصدر منه أي ردة فعل، هو وفايبر وسكايب.

تعرّف أكثر على الحملة التي خاضها المغاربة:  حملات احتجاجية واسعة ضد حظر الاتصال الهاتفي عبر الانترنت في المغرب

وقال رياض السباعي، أحد المشاركين في الحملة المغربية، إن النشطاء في بلاده "لم ينجحوا في إيصال أصواتهم الاحتجاجية ضد القرار كما فعل البرازيليون الذين روّجوا حملة افتراضية واسعة، شهدت في ظرف ساعات قليلة مشاركة هاشتاغ أكثر من 97 ألف مرة"، متحدثًا عن أن المغرب "لا تنتشر فيه ثقافة الهاشتاغ بقوة، مقابل انتشار واسع للأخبار السطحية".

ناشط آخر من الحملة، هو مروان العلوي المحرزي، قال لـCNN  بالعربية إن قرار دعم فيسبوك لـ"واتس أب" في البرازيل، يعود إلى عاملين اثنين، "الأول هو كون البرازيل من أكثر الدول استعمالًا لتطبيق واتس أب، بمئة مليون مستخدم من أصل 990 مليون عبر العالم، والثاني هو كون الحظر في البرزيل شمل التطبيق ككل وليس فقط خدمة الاتصال الصوتي كما وقع في المغرب".

كما أشار مصطفى أقصاص، من الحملة ذاتها، لـCNN  بالعربية إلى أن أسباب عدم ضغط فيسبوك على السلطات المغربية، قد تعود إلى تفكير فيسبوك بوجود أسباب أمنية في حظر السلطات المغربية لخدمة الـVoIP، بما أن شركات الاتصالات قد لا تكون قادرة على تحديد هوية المتصل كما هو الشأن بالاتصال العادي عبر شريحة الهاتف، وذلك زيادة على وجود فرق بين السوق المغربية والسوق البرازيلية بالنسبة لفيسبوك.

فيما يتحدث غسان بنشيهب لـCNN  بالعربية على أنه من الصعب الجزم بوجود سبب وراء "هذا الانحياز للبرازيل الذي يُظهر ولو بحسن نية، الطريقة غير العادلة التي تتعامل بها إدارة فيسبوك مع مستعمليها عبر العالم"، قائلًا: "هذا السلوك الذي صدر عن مؤسس شركة فيسبوك أعتبره شخصيا يحتاج إلى تفسير من الشركة نفسها، لنفهم هل مستعملو الشبكات الإجتماعية التابعة لفيسبوك في العالم يُعاملون بالمنطق نفسه".

وأضاف بنشهيب: "هذا الانحياز يمكن أن يشكل ضررا معنويا عند الكثير من المستعملين المغاربة الذين وثقوا لسنوات في التغيير الذي تنتجه الشبكات الإجتماعية. من جانب آخر، تبقى المسؤولية الحقيقة على عاتق الوكالة المغربية لتقنين المواصلات و شركات الاتصال في هذا المنع الذي طال المغرب، لا يمكن أن ننتظر من مارك زوكربيرغ أو غيره حل هذا المشكل".

جدير بالذكر، أن قرار القضاء البرازيلي بحجب تطبيق "واتس أب" لمدة 3 أيام، يعود إلى عدم توفير شركة فيسبوك، المالكة للتطبيق، معلومات طلبتها السلطات البرازيلية لأجل مساعدتها في تحقيق جنائي تجريه. وقد أدى قرار الحظر إلى التأثير سلبًا على حوالي مئة مليون مستخدم للتطبيق في البرازيل، وتعدّ هذه ثاني مرة يقرّر فيها القضاء البرازيلي الحظر المؤقت لـ"واتس أب" بعد إجراء مماثل نهاية العام الماضي.