الرباط (CNN)—أياما قليلة على مقتل تاجر السمك محسن فكري داخل شاحنة أزبال في حادثة خلفّت استنكارًا واسعًا واحتجاجات عارمة، نزلت أسعار السمك في مدينة الحسيمة، وانخفضت إلى النصف أو أكثر في بعض الأصناف.
واشتكى سكان مدينة الحسيمة خلال السنوات الأخيرة من ارتفاع مستمر لأسعار السمك بمختلف أنواعه رغم توفر المدينة على ميناء وإطلالتها على الواجهة المتوسطية، خاصة في شهر رمضان وفصل الصيف، وانتقل سعر كيلوغرام واحد من سمك السردين إلى ما بين عشرين و ثلاثين درهمًا رغم أنه لا يتجاوز في بعض المناطق 7 أو حتى 10 دراهم.
غير أن الهزة التي عرفها قطاع الصيد البحري بعد مقتل محسن فكري، والتحقيق الذي أعلنته وزارة الداخلية حول ظروف وفاة الراحل وأسباب استمرار صيد أنواع من السمك من المفترض أنها في فترات راحة بيولوجية، دفعا نحو تخفيض أثمان السمك بالمدينة، إذ لم يتجاوز كيلوغرام من السردين سبع أو ثماني دراهم.
ونشر عدد من أبناء الحسيمة تدوينات في الشبكات الاجتماعية تحتفي بهذا الانخفاض، خاصة في سمك السردين، الذي يبقى أرخص أنواع السمك، وأكثرها شهرة بالمغرب،
ووفق معلومات استقتها CNN بالعربية من تجار للسمك، فالمضاربات التي يلجأ لها بعض التجار الكبار والسماسرة تساهم بشكل واسع في رفع أسعار السمك، أو الاتفاق في أحيانٍ معيّنة على رفع الثمن حتى يتجاوز هامش الربح أضعاف القيمة المقررة، خاصة بوجود نوع من الاحتكار في بعض نقط البيع.
غير أنه أحيانًا تتسبّب ظروف أخرى في رفع الثمن، منها قلة الكميات المصطادة بسبب الظروف المناخية الصعبة أو لجوء بعض التجار إلى جلب السمك من مدن ساحلية بعيدة مع ما يرافق ذلك من مصاريف إضافية، أو ارتفاع الطلب مقارنة بالعرض، كما يحدث في شهر رمضان.
وتزامن هذا الانخفاض مع حملة جديدة يخوضها مستخدمو الشبكات الاجتماعية لأجل معرفة صاحب القارب الذي اصطاد السمك المصنف في راحة بيولوجية واشتراه الراحل محسن فكري. وعمم النشطاء هاشتاغ "شكون مول الباطو"( من هو صاحب القارب؟).
وقُتل محسن فكري بعد ابتلاعه من طرف آلية الشفط داخل شاحنة أزبال، عندما كان يحتج على إتلاف بضاعته التي صادرتها مندوبية الصيد البحري. واعتقلت السلطات إلى حد الآن ثمانية أشخاص ووسعت دائرة التحقيقات إلى أكبر مدى، وتعد المظاهرات التي خرجت للاحتحاج على الحادث الأكبر من نوعها بالمغرب منذ مظاهرات فترة "الربيع العربي".