الرباط (CNN)— دعت مارين لوبان، رئيسة الحزب اليميني الفرنسي، الجبهة الوطنية، إلى تخلّي الدولة عن تدريس الأطفال المهاجرين الذين توجد أسرهم في وضعيات غير قانونية، أو لم تتم تسوية أوضاعهم بعد، وهو ما أثار حفيظة وزيرة التربية، نجاة بلقاسم، التي اتهمت لوبان بالجهل بمبادئ الجمهورية.
وقالت المرّشحة الفرنسية للرئاسة، وهي معروفة بمواقفها اليمينية المطالبة بتقليل استقبال فرنسا للمهاجرين، في لقاء بمعهد لاستطلاعات الرأي، اليوم الخميس، إن التضامن الفرنسي يجب أن يكون في اتجاه الفرنسيين، وأنه على الأجانب الذين يختارون الاستقرار بفرنسا بشكل قانوني، أن يتكفلوا بالمساهمة في تعليم أبنائهم.
وقالت لوبان إن فرنسا لم تعد لديها الإمكانيات للاستمرار في تحمل نفقات المهاجرين، وإن على الدولة أن تخصص جهودها وتضامنها الوطني للفئات الأكثر فقرًا داخل المجتمع الفرنسي، لافتة إلى أنه أضحى ضروريًا إلزام الأسر الأجنبية التي تستفيد من الإقامة في فرنسا، ولا يعمل معيلها الرئيسي، بدفع مساهمة مالية للدولة نظير تعليم أبنائها.
وتابعت لوبان أنه حان الوقت لإنهاء استفادة المهاجرين غير النظاميين من الامتيازات التي يحظون بها في مجال السكن وتوفير الخدمات الصحية والتعليم المجاني لأطفالهم، متابعة أن المهاجرين بشكل عام معروف عنهم عدم رغبتهم بالعمل.
ونددت وزيرة التربية في فرنسا، نجاة بلقاسم، بـ"أقوى العبارات" بتصريحات لوبان، وقالت في بيان لها إن كلام لوبان يبين "جهلها بقيم الجمهورية الفرنسية وبالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها فرنسا"، متحدثة عن أن لوبان "تعطي الدليل بعدم اهتمامها المطلق بالأوضاع الإنسانية الرهيبة التي تمسّ الأطفال".
وأضافت الوزيرة ذات الأصل المغربي: "شرف للجمهورية الفرنسية توفير التعليم للأطفال، كل الأطفال، فحق التعليم هو حق في المستقبل.. مبدأ الجمهورية في المساواة أمام الولوج للخدمات العمومية ومنها التعليم هو مبدأ حق مشترك، يطبق على الجميع وفي كل التراب الوطني، مهما كانت جنسيات الأطفال والوضعيات القانونية لأسرهم، دون أي تمييز أو استثناء".