الرباط (CNN)— تدخلت السلطات المغربية لأجل إيقاف بيع هيكل نادر لديناصور عاش قبل 66 مليون سنة، في عملية كان من المفترض أن تتم في فرنسا من لدن شركة إيطالية، قبل أن يتبين أن هيكل الديناصور عُثر عليه في المغرب وجرى إخراجه من المغرب بشكل مثير للجدل.
ووفق ما أعلنه مفوض المزاد ألكسندر غيكيو أمس الخميس، فالمزاد المقرّر يوم السابع من مارس/آذار 2017 جرى إلغاؤه بعد الوصول إلى اتفاق مع السلطات المغربية، غير أن المفوض لم يشر في بيانه إلى تفاصيل الاتفاق وكم سيدفع المغرب لأجل استعادة هذا الهيكل.
ويتعلق الأمر بهيكل عظمي لديناصور بحري "بليسيوصو "، يسمى زرافة زريس أوسيانيس، واكتشف هذا الهيكل في خريبكة وسط المغرب عام 2011، غير أن الطريقة التي أخرج بها من المغرب ووصوله إلى متحف في ألمانيا، حيث اشتراه مكتب إيطالي للآثار، تثير الكثير من التساؤلات حول المسؤولين عن إخراج مستحثة بالغة القيمة، تصل قيمتها وفق المزاد، إلى 450 ألف يورو.
ورغم نجاح المغرب في وقف المزاد، فسيكون مضطرا في النهاية لأداء ثمن للمكتب الإيطالي لأجل استعادة الهيكل وفق ما أشار له مفوض المزاد في تصريحات صحفية لمجلة تيل كيل المغربية، متحدثًا عن أن المكتب الإيطالي اشترى الهيكل وهو على شكل كومة من الحجارة، ثم قام بعمل علمي وفني لأجل إعادة تشكيل الهيكل، لافتًا إلى أن الاتفاق مع السفارة المغربية بباريس شمل ضرورة تثمين عمل المكتب الإيطالي.
وراسلت اللجنة الوطنية المغربية التابعة للمجلس الدولي للمتاحف هذه المؤسسة الأخيرة من أجل إخطارها بعملية البيع التي تشكل "محطة من مسلسل غير قانوني للتهريب، والتدخل لأجل إعادة هذا المستحث إلى بلده الأصلي حيث يوجد مجاله الذي اكتشف فيه".
واستنكرت اللجنة في بيان لها محاولة بيع كنز تراثي فريد من نوعه، كما ناشدت كل المتدخلين المعنيين في البلاد من أجل "تعزيز التدابير اللازمة وتقوية مجهوداتها على كل مستويات سلسلة تهريب والنقل غير المشروع للتراث الوطني قبل خروج التحف المنهوبة والمسروقة من الحدود المغربية".
وكانت جمعية حماية التراث الجيولوجي بالمغرب من أوائل من أثاروا هذا الملف، مؤكدة أنها راسلت نهاية الشهر الماضي كل السلطات المعنية لأجل وقف عملية "نهب تراث وطني فريد من نوعه"، متحدثة عن أن غياب قوانين حماية مثل هذا النوع من الاكتشافات تشجع على تهريبها خارج المغرب.
وأعلنت وزارة الثقافة المغربية من جهتها، بتعاون مع وزارات أخرى، فتح تحقيق في كيفية خروج بقايا هذا الديناصور من المغرب، في وقت تنفي فيه مصالح الجيولوجيا بالمغرب منح أيّ رخصة لإخراج بقايا هذا الديناصور من البلاد.