هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
يوافق الاعتدال الربيعي لهذا العام يوم الاثنين 20 مارس. في مثل هذا اليوم من كل عام، يؤشر الانقلاب الربيعي إلى بداية فصل الربيع في معظم الثقافات العالمية، وهو يعتبر كذلك بداية سنة جديدة في التقويم الفارسي والتقويم الإيراني. جدير بالذكر توضيح أن كلمة (نوروز) تعني بالفارسية (يوم جديد.)
ملايين الناس في آسيا الوسطى من أوزبكستان إلى طاجكستان وأفغانستان وتركيا وكردستان وأذربيجان وأرمينيا وإيران يحتفلون بهذا العيد القديم والذي يكون بمثابة الاحتفال برأس السنة.
العام الفارسي 1396 الذي سيبدأ يوم الثلاثاء 21 مارس/آذار في إيران وأفغانستان سيكشف مفاجآت وتغييرات سياسية واجتماعية لشعوب هذين البلدين وشعوب المنطقة.
يحتفل الإيرانيون بالسنة الجديدة وعينهم على الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 19 مايو/أيار القادم، فيما ينتظر الأفغان الانتخابات البرلمانية وتنفيذ تعهد المجتمع الدولي لهم بمكافحة الارهاب.
ليست بداية سيئة بالنسبة لإيران، اذ تم حل النزاعات بشأن الحج مع المملكة العربية السعودية. هذا الخبر الجميل اتى هذا قبل بداية السنة الفارسية الجديدة بأيام قليلة والذي نص على قبول 86 ألف إيراني للذهاب للحج هذا العام.
ووفقا لمسؤولين إيرانيين، فان هناك تعويضاً للأهالي الذين فقدوا احباءهم قبل عامين في الحج وان يستقبلوا اثنان منهم للذهاب الى الحج هذا العام أيضاُ.
في موسم الحج في 2015، قتل 460 إيراني الى جانب جنسيات أخرى في تدافع في منطقة منى في الحج سنة 2015. اقتحم الإيرانيون الغاضبون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران وقاموا بالتهجم على القنصليات في طهران ومشهد، الأمر الذي أدى الى إيقاف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض منذ ذلك الوقت.
ويأمل الكثيرون بان نجاح الاتفاق على الحج يمكن ان يؤدي إلى عقد اتفاقيات أخرى، بما في ذلك استعادة العلاقات الدبلوماسية، وعقد مباحثات حول الأزمة السورية المستمرة منذ ست سنوات لإيجاد حل لها بين هاتين الدولتين.
ان هناك حاجة ماسة لنشر رسالة الحب والرحمة والتسامح والصداقة بين الثقافات، وهو ما نحتاجه فعلاً لتحقيق التفاهم الحقيقي بين الشعوب. إن الحضارة الحقيقية هي تلك التي تحقق المساواة بين جميع أفراد القبائل والجماعات الإثنية وتحترمهم بدلاً من فعل العكس.
عندما تتحدث الى أي أفغاني فيمكنه أن يخبرك بأهمية السلام والأمان الذي لم يحصل عليه الأفغان منذ سنوات عديدة، لدرجة أنهم يتعجبون حتى من صوت الهدوء الذي يلف حياتهم اليومية.
إن السلام والأمن والثقافة الجيدة التي تضمن وجود قلوب كبيرة متسامحة هو ما يتمناه هذه السنة كل إيراني، بل وأي شخص يعيش في هذه المنطقة.
يبدو أن الرابح في الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران سيكون هو نفسه الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، وسيكون لديه 4 سنوات يحاول خلالها تحسين الظروف المعيشية للشعب الإيراني العريق، وتحسين العلاقات الخارجية مع دول الجوار، والتي كانت تهنئ إيران في السابق بعيد رأس السنة الفارسية (النيروز)، كما كان الكثيرون من مواطني دول الجوار يقومون بزيارة طهران والمدن الإيرانية الأخرى للمشاركة في احتفالات هذه المناسبة. دعونا نأمل أن الأمور تتجه نحو الأحسن في هذا العام بالنسبة لشعب إيران وبالنسبة لشعوب المنطقة بشكل عام.
إن جميع الإيرانيين يرددون هذا الدعاء في بداية السنة:
" یَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ یَا مُدَبِّرَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ یَا مُحَوِّلَ الْحَوْلِ وَ الْأَحْوَالِ حَوِّلْ حَالَنَا إِلَی أَحْسَنِ الْحَالِ".
اللهم آمين.