"أعين على الطرق".. بناء "جيش" من سائقي الشاحنات لمكافحة الاتجار بالبشر

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
"أعين على الطرق".. بناء "جيش" من سائقي الشاحنات لمكافحة الاتجار بالبشر
Credit: ROBYN BECK/AFP/AFP/GETTY IMAGES

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لم يعلم سائق الشاحنات كيفين كيميل كثيراً عن عالم الإتجار بالبشر المظلم. لكن، في أحد أيام عام 2015، وجد نفسه يقف وجهاً لوجه أمام تلك الجريمة البشعة، في إحدى محطات تعبئة الوقود في ولاية فرجينيا الأمريكية.

ويذكر كيميل أنه وجد حافة رحلات عائلية تغطي نوافذها ستائر سوداء، ما أثار لديه شعوراً بالريبة. وزاد فضول كيميل عندما اقترب رجل من الحافلة وطرق الباب، وبعد دخوله، بدأت الحافلة بالاهتزاز إلى الأمام وإلى الخلف، ولوهلة، ظهر وجه فتاة قاصر من خلف الستائر واختفى فجأة.

قد يهمك أيضاً: صورها العارية انتشرت على الانترنت بسبب “الانتقام الإباحي“.. الآن هي تحارب ذلك

حينها، سحب كيميل فوراً هاتفه المتحرك وتحدّث مع الشرطة، الذين سرعانما وصلوا وقبضوا على رجل وامرأة في الحافلة، وأنقذوا فتاة في حال مزرية جداً، على حد قول كيميل. ورغم أن كيميل أدلى بشهادته للشرطة والمباحث الفدرالية، إلا أنه لم يسمع بالحادثة بعدها لفترة طويلة من الزمن، قبل أن يعلم أن الضحية كانت فتاة في الـ20 من العمر احتُجزت رغم إرادتها وتعرّضت لأشكال بشعة من التعذيب والاعتداء الجنسي وغُصبت على الدعارة.

وحُكم على الزوجين اللذين اختطفاها بـ40 إلى 42 عاماً في السجن، وكشفت المحاكمة أنهما مارسا أشكالاً بشعة من التعذيب وأجبراها على ممارسة الدعارة في محطات الشاحنات. ولم يتم الإفصاح عن اسم الضحية، التي عانت صعوبة في الحديث حول الذي حصل لها، والتي بدون مساعدة كيميل، كانت على الأغلب لا تزال تعاني من الاتجار بالبشر.

قد يهمك أيضاً: في المرة التالية التي تزور فيها فندقاً.. لا تنسَ أن تقوم بهذا

أعينهم على الطريق

كثيرٌ من سائقي الشاحنات مثل كيميل هم من جنود الصف الأول في الحرب ضد الإتجار بالبشر، والذي يعرّفه الخط الساخن الوطني للإتجار بالبشر في الولايات المتحدة على أنه "أحد أشكال العبودية الحديثة" التي يستخدم فيها المهربون القوة والخداع والإكراه للسيطرة على الضحايا لأغراض تتعلق بالجنس التجاري والعمالة الإجبارية."

والضحايا في الأغلب من النساء والأطفال، لكن يتم تهريب الرجال والصبية عادة. ويقول كيميل إن سائقي الشاحنات يقضون كثيراً من الوقت في المناطق التي يعبر فيها الضحايا، نظراً إلى طبيعة عملهم، مؤكداً أن تيقّظ السائقين قد يحل جزءاً كبيراً من تلك الآفة.

وأسست كيندس باريس مؤسسة خيرية محاربة للتهريب تُدعى "Truckers Against Trafficking"، والتي تسعى إلى تعليم سائقي الشاحنات أهم الإشارات التي يجب أن يبحثوا عنها، وكيفية التبليغ عن الحوادث وأهمية التبليغ.

قد يهمك أيضاً: "رشمة" ضحية للإتجار بالبشر..تتحرر في دبي

وفي الأسابيع الأخيرة، تم التقدم بمشروع قرار في مجلس شيوخ ولاية تكساس لجعل دروس التوعية حول الإتجار بالبشر أمراً إلزامياً لكل الراغبين بحيازة رخصة قيادة شاحنة تجارية.

وتشير باريس إلى أنه رغم إتمام غالبية حالات الإتجار بالبشر عن طريق الإنترنت وفي الفنادق والنُزل، إلا أن كثيراً من القوّادين يحاولون استقطاب سائقي الشاحنات في أماكن استراحتهم أو مناطق العبور، ما يعني أن انتباه سائقي الشاحنات أمر مهم جداً.

وبحسب جمعية سائقي الشاحنات الأمريكية، يبلغ عدد سائقي الشاحنات في الولايات المتحدة 3.5 مليون شخص، ما يعني أن توعيتهم قد تحولهم إلى جيش لمحاربة الإتجار، والتفريق ما بينه وبين الدعارة.