أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- اختبرت كوريا الشمالية قنبلة هيدروجينية، الأحد، ما أثار مخاوف من اقتراب بيونغ يانغ من بناء صاروخ نووي يمكنه الوصول إلى الولايات المتحدة.
وكان ذلك السلاح أقوى ما اختبرته كوريا الشمالية حتى الآن، مع تقديرات منفصلة تضع القوة المتفجرة عند 50 أو 120 كيلوطن.
ولوضع ذلك في سياق يمكن تصوره، فإن القنبلة النووية التي أُسقطت على هيروشيما في عام 1945، وأسفرت عن مقتل 80 ألف شخص على الفور، كانت قوتها المتفجرة 15 كيلوطن.
وهذا كل ما تحتاج معرفته عن أزمة كوريا الشمالية:
لماذا اختبرت كوريا الشمالية قنبلة نووية؟
السلاح النووي هو الآلية النهائية لبقاء نظام معزول له تأثير ضعيف وأصدقاء قلة.
ويعتقد كثير من الخبراء أن كوريا الشمالية لن تستخدم أسلحتها أولاً. إذ يثمن كيم بقاء سلالة عائلته والنظام في الدولة. وهو يعلم أن استخدام سلاح نووي سيبدأ حرباً لا يمكن أن تفوز فيها أي دولة.
كما يرغب كيم بأن يُعترف به كلاعب لا يستهان به على الصعيد الدولي - كما أن الترسانة النووية وسيلة مضمونة لجعل المجتمع العالمي يجلس وينتبه.
وقال أندريه لانكوف، وهو استاذ في جامعة كوكمين في سيول في كوريا الجنوبية، في مقابلة مع CNN: "القادة في كوريا الشمالية يعرفون أن الموتى لا يحتاجون إلى المال، ويعتقدون أنه بدون أسلحة نووية سيكونون كأنهم في عداد الموتى."
هل تتجه كوريا الشمالية إلى حرب مع أمريكا؟
لوّح وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس بـ"رد عسكري واسع النطاق" على أي تهديد من كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة. وعندما غادر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الكنيسة، صباح الأحد، سُئل عما إذا كان سيهاجم كوريا الشمالية. جوابه؟ "سنرى."
والاثنين، أجرت كوريا الجنوبية عرضاً قوياً للقوة العسكرية باستخدام تدريبات عسكرية حية، محاكية هجوماً على موقع التجارب النووية في بيونغ يانغ. كما ذكرت سول أن الولايات المتحدة تستعد لتعزيز وجودها العسكري وسط مخاوف من أن كوريا الشمالية تستعد لإطلاق المزيد من الصواريخ في أعقاب اختبار الأحد.
وبينما تمتلك الولايات المتحدة قوة عسكرية هائلة مقارنة بكوريا الشمالية، فان أي ضربة أميركية على كوريا الشمالية ستعرّض على الأرجح كوريا الجنوبية واليابان إلى خسائر مدمرة.
بالإضافة إلى ذلك، مع إطلاق صاروخين بعيدي المدى هذا العام واختبار القنبلة الهيدروجينية الأخير، قد تكون الأراضي الأمريكية الآن عرضة لخطر ضربة نووية.
ويقول الخبراء إنه من الصعب جداً التحقق من ادعاءات كوريا الشمالية، لكن احتمال مثل هذا السيناريو يجعل مخاطر أي إجراء عسكري عالٍ بشكل لا يمكن تصوره.
ماذا سيحدث شن كيم جونغ أون هجوماً؟
إذا شنت كوريا الشمالية الضربة الأولى – ويُذكر أن بيونغ يانغ هددت الشهر الماضي بإطلاق أربعة صواريخ على المياه قبالة الأراضي الأميركية في غوام ثم أطلقت صاروخاً قرب اليابان في وقت لاحق - لدى الولايات المتحدة عدد من الدفاعات.
ومن بينها نظام الدفاع الصاروخي "THAAD" الذي يطلق النار على الصواريخ الباليستية ذات المدى القصير والمتوسط، ونظام "Aegis" القائم على السفن والذى يمكنه تتبع 100 صاروخ في نفس الوقت واعتراض جميعها.
ويمكن لهذه الأنظمة، التي يشبهها المحللون بإطلاق رصاصة لإيقاف رصاصة أخرى، أن تُسقط من الناحية النظرية صاروخاً يحمل حمولة نووية دون تفجيرها - رغم أن الإشعاع المنبعث سيظل يشكل مخاطر.
ما هي خيارات أمريكا الأخرى؟
تتلخص في جزأين: العقوبات والمفاوضات. حاول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الضغط على برنامج الأسلحة النووية في كوريا الشمالية لأكثر من عقد من الزمن - دون نجاح يذكر.
وكانت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، أعلنت في مؤتمر صحفي عُقد في نيويورك، الاثنين، أن رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، "يطوق إلى الحرب". وأضافت أن الولايات المتحدة ستطرح مشروع قرار رداً على التجربة النووية مع خطط للتصويت عليه الأسبوع المقبل.
ولكن ليس هناك الكثير مما يمكن لترامب أن يفرض عقوبات عليه في كوريا الشمالية، رغم أنه يمكن أن يستهدف النفط الخام، وهو شيء تصدره كوريا الشمالية مقابل العملات الأجنبية والواردات من الصين، ومنتجات صناعة المنسوجات.
وخلال الحملة الانتخابية، طرح ترامب احتمالية الجلوس مع كيم، على الأرجح خلال تناول "برغر"، ولكن منذ توليه منصبه، تحدث بلهجة صارمة حول كوريا الشمالية. وبدا، الأربعاء، وكأنه يستبعد المفاوضات، قائلاً إن "الحديث ليس هو الحل".
بيد أن الموقف الأمريكي كان منذ فترة طويلة الاستعداد للتحدث مع كوريا الشمالية - ولكن بشرط أن تتخلى عن برنامجها للصواريخ النووية.
ويقول بعض المحللين إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تقبل وضعاً يسمح لبيونغ يانغ بالحفاظ على صواريخها النووية شريطة الامتناع عن إجراء التجارب وتطويرها أكثر من ذلك، وذلك لجلب كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات.
وقال لانكوف: "إنه خيار بين السيء والأسوأ، وفي هذه الحالة كل البدائل لذلك هي في الواقع أسوأ."
من يمكنه المساعدة؟
حث ترامب الصين على كبح جماح جارتها، لكن العديد من المحللين لا يشاركون البيت الأبيض ثقته في قدرة بكين على فرض تغيير من قبل بيونغ يانغ.
وفي الوقت الذي تؤيد فيه الصين باستمرار عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية بشأن التجارب النووية والصواريخ الباليستية، إلا أن الولايات المتحدة تشكو من أن بكين لا تقوم بما فيه الكفاية اقتصادياً للضغط على بيونغ يانغ، وهددت بفرض عقوبات محددة على الشركات الصينية.
وقالت الصين من جانبها مراراً إن العقوبات وحدها لن تنجح. وإلى جانب روسيا، حثت الصين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على تعليق التدريبات العسكرية مقابل وقف بيونغ يانغ لتطوير أسلحتها النووية، وهو اقتراح وصفته هيلي بأنه "مهين"، الاثنين.
وقالت جينيفر ليند، أستاذة مساعدة في كلية دارتموث، لـCNN الشهر الماضي: "رغم آمال واشنطن، فإن الصين لن تحل مشكلة كوريا الشمالية، بصرف النظر عن مدى إصرار إدارة ترامب على أنها تستطيع ويجب عليها فعل ذلك."
وأضافت: "الصين قلقة إزاء الاستقرار السياسي في شبه الجزيرة الكورية. ويخشى الصينيون من أن يؤدي الضغط الاقتصادي الخطير إلى انهيار نظام كيم جونغ أون، ما قد يطلق العنان للفوضى في شبه الجزيرة ويؤدي إلى مشاكل طويلة الأجل."