دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم تكن يونيس قد تخطت التاسعة من عمرها عندما تزوجت رجلاً أكبر من والدها. بعد أسبوعين قضتهما معه، عانت خلالهما من تعنيف وسوء معاملة، استطاعت الفتاة الكينية أن تهرب بمساعدة أحد زوجاته الأخريات.
قد يعجبك أيضا.. هكذا "يُستعبد" المزارعون المهاجرون عبر نظام "كابورالي" بايطاليا
حال يونيس حال المئات من الفتيات الكينيات الأخريات اللاتي يستيقظن ليجدن أنفسهن وسط زواج قسري محتوم عليهن، و"مكلل" بالعنف الجسدي واللفظي بشتى أنواعه.
وتعمل مؤسسة سامبورو للفتيات غير الربحية، والتي هربت إليها يونيس، مع هؤلاء الفتيات الكينيات اللاتي لا زلن يواجهن الزواج القسري، فضلاً عن معاملات ثقافية عديدة أخرى ومؤذية، مثل ختان الإناث.
اليوم، تبلغ يونيس 15 عاماً من العمر، وقد استطاعت من خلال تجربتها مساعدة العديد من الفتيات الأخريات اللاتي يشاركنها قصصاً متشابهة، من خلال عملها في المؤسسات الإنسانية هذه، وحضورها عدة ورش عمل تعليمية، مثل "ورشة التصوير الفوتوغرافي تيهاني،" والتي حضرتها يونيس لتساهم في تعليم 18 فتاة كينية هاربة من زواج أطفال، طريقة استخدام الكاميرا وتقنيات التصوير.
قد يهمك أيضا.. “الحلم الأوروبي” يتحول لتجارة بالجنس في إيطاليا
وتقول ستيفاني سنكلير، المصورة الفوتوغرافية القائمة على ورشة العمل، ومؤسسة المنظمة غير الربحية "تو يونغ تو ويد،" إنها تريد مساعدة الفتيات على استيعاب قصصهن، وفهم أن ما يحصل لهن، لا يجعلهن منبوذات ولا يحصل في مجتمعهن فقط، وإنما تشهده الفتيات من جميع أنحاء العالم أيضاً.
وتشير إحصاءات من "غيرلز نوت برايدز" أي "فتيات وليس عرائس،" – وهي شراكة عالمية تضم أكثر من 800 منظمة تعمل على التخلص من زواج الأطفال – أن أكثر من 15 مليون فتاة من حول العالم تتزوج سنوياً قبل بلوغها الـ18 من عمرها، أي بمعدل يقارب فتاة واحدة كل ثانيتين.
ورغم أن المشكلة تعتبر أكثر انتشاراً في منطقة صحراء أفريقيا، حيث تتزوج أربعة فتيات من أصل كل عشرة، قبل بلوغهن الـ18 عاماً، إلّا أن مشكلة زواج القاصرات تنتشر في شتى أنحاء العالم، عبر ثقافات وأديان مختلفة دون استثناء.
وأيضا.. تجار بالجنس يستخدمون “الدين” لخداع النيجيريات
ومع انتشارها الواسع، لا تزال تعالج قضية زواج القاصرات بشكل مخفي، يصعب على الناس رؤيته، ما دفع سنكلير ومؤسستها إلى القيام بورش عمل تصويرية لرفع الوعي حول الموضوع على نطاق أوسع.
تعتقد سينكلير أن هذه الورش هي أشبه بجلسات علاجية للفتيات، تساعدهن على تشكيل صداقات مع أشخاص مروا بنفس تجاربهن، ما يؤكد لهن أنهن لسن بمفردهن، فضلاً عن كون هذه الورشات مصدر تمكين لهن وتغيير حقيقي لمستقبلهن.
وتقول سينكلير: "عندما يروي الفرد قصته، يساهم في نشرها وبالتالي حماية أشخاص آخرين من الوقوع في المشكلة ذاتها."
قد يعجبك أيضا.. ضحايا من النساء العربيات باعتداءت الأسيد.. و"أمنيتي" يعطيهن الأمل
وتتعرّفوا إلى قصص بعض الفتيات من خلال صور التقطنها بأنفسهن خلال أحد ورش العمل، في معرض الصور أعلاه: