واشنطن (CNN)-- أعد مساعدون في البيت الأبيض بيانًا صريحًا للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن وفاة السيناتور الجمهوري، جون ماكين، لكن لم يتم إصداره، حسب مصدر مطلع على التفاصيل أكد الأكر لـCNN.
وقال المصدر إن العديد من الموظفين اعتقدوا أن البيان الرسمي للبيت الأبيض، الذي تم خلال عملية موافقة داخلية بشأن ماكين، سيتم الإفراج عنه في وقت وفاة السيناتور الجمهوري في ولاية أريزونا، الذي فارق الحياة عن عمر ناهز 81 عاما، السبت. لكن ترامب قضى يومه، الأحد، في لعب الغولف بفيرجينيا، ولم يصدر البيان أبدا.
ولم يضع مساعدو البيت الأبيض خططًا لبيان متلفز حول وفاة ماكين، الأمر الذي كان سيصبح أمرا روتينًا في ظروف مماثلة حال وجود رئيس آخر.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الأحد، أن ترامب عارض نصيحة كبار مساعديه بإصدار بيان رسمي للبيت الأبيض يمدح فيه ماكين على بطولته وعقود من الخدمة، وقال لمعاونيه إنه يريد بدلاً من ذلك أن يكتب تغريدة قصيرة عبر حسابه على موقع "تويتر".
ولم يشر تغريدة ترامب ليلة السبت إلى خدمة ماكين العسكرية أو في مجلس الشيوخ أو اشتملت على أي ثناء على الراحل الجمهوري أريزونا، فقط اكتفى بمخاطبة عائلته: "قلوبنا وصلواتنا معكم".
My deepest sympathies and respect go out to the family of Senator John McCain. Our hearts and prayers are with you!
وأكد مصدر آخر مطلع على تلك المسألة لشبكة CNN أنه كانت هناك خطط للذهاب أبعد من مجرد تغريدة "تويتر"، التي نشرها ترامب. وقالت الصحيفة التي أشارت إلى مساعدي البيت الأبيض الحاليين والسابقين- الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم بشأن مناقشة مداولات داخلية حساسة- أن جون كيللي، كبير موظفي البيت الأبيض، والسكرتيرة الصحفية سارة ساندرز وموظفين آخرين، طالبوا بإصدار بيان رسمي يصف فيه ماكين بأنه "بطل" و مدحه لخدمته الواسعة للبلاد.
وكانت العلاقة متوترة بين ترامب وماكين، وكان الراحل أحد أكثر المنتقدين الجمهوريين علانية للرئيس الأمريكي. فبعد مؤتمر ترامب الصحفي المشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوليو/ تموز، والذي لم يؤيد فيه ترامب نتائج استخباراتية أمريكية بشأن التدخل الروسي في الانتخابات بسبب إنكار بوتين، وصف ماكين ما فعله الرئيس الأمريكي في القمة بـ"خطأً مأساوي".
كمرشح رئاسي، هاجم ترامب، الذي لم يخدم في الجيش الأمريكي، سجل ماكين في الخدمة العسكرية، وقال إن المخضرم في فيتنام وأسير الحرب السابق ليس "بطل حرب" هو قبض عليه.
وقال ترامب: "أحب الناس الذين لم يتم القبض عليهم". بينما اعترف في وقت لاحق أن ماكين كان بطلا، لكنه رفض الاعتذار في المقابلات اللاحقة.
وفي مايو/ أيار، ذكرت CNN أن ماكين لم يكن يريد حضور ترامب في جنازته. وبعد وفاة ماكين ، شارك أعضاء آخرون في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الدفاع جيمس ماتيس، ووزير الخارجية مايك بومبيو ، والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، إلى الزعماء السياسيين في الولايات المتحدة وحول العالم في الثناء على السيناتور، بما يتناقض مع رد البيت الأبيض. وفي تصريحات على موقع "تويتر"، قامت السيدة الأولى ميلانيا ترامب ونائب الرئيس مايك بينس بالثناء أيضا على ماكين وقدما التعازي.
كما أصدرت حملة إعادة انتخاب ترامب بيانًا قدمت فيه التعازي، وحث الأمريكيين على تذكّر ماكين وعائلته - وهي كلمات لم تُثن بشكل واضح على السيناتور.
وتواصلت رسائل الثناء والتكريم لماكين في التدفق من الرؤساء الأميركيين السابقين وأعضاء الكونغرس والقادة الأجانب، في حين أن ترامب لعب الغولف يوم الأحد. وكانت أخباره على "تويتر" صامتة إلى حد كبير، باستثناء رد فعله على المقالات التي تنتقد التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات والتفاخر بشأن الاقتصاد المتنامي.