نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- التأني في رفع قيود الحظر والإغلاق للحد من فيروس كورونا كان له نتائجه الإيجابية في جميع أنحاء العالم، ولكن رفع عمليات الإغلاق مبكرًا نتج عنه عواقب وخيمة. أظهر تحليل CNN للسياسات المفروضة عبر 18 دولة أن معظم البلدان التي تم تصنيفها الآن من قبل الاتحاد الأوروبي على أنها تسيطر على الوباء بدأت في تخفيف لوائحها فقط بعد رؤية انخفاض مستمر في الحالات الجديدة اليومية لفيروس كورونا المستجد.
ومن جهة أخرى فإن ثلاثًا من الدول الأربع التي سجلت أعلى عدد من الإصابات والوفيات في العالم - الولايات المتحدة والبرازيل والهند - إما لم تفرض قيود الإغلاق بشكل صحيح أو بدأت في إعادة فتحها قبل التأكد من انخفاض عدد حالات الإصابة. ووافق الاتحاد الأوروبي رسمياً على مجموعة من التوصيات من 15 دولة يعتبرها آمنة للسماح لسكانها بالسفر إلى أراضيها يوم الثلاثاء. واشتملت قائمة الدول بعض الشروط التي يجب التحقق منها مثل أن تكون حالات الإصابة الجديدة لكل 100 ألف مواطن في هذه الدول خلال الـ 14 يومًا الماضية مشابهة أو أقل من عدد الحالات في دول الاتحاد الأوروبي، ويجب أن يكون لديهم اتجاه ثابت أو منخفض للحالات الجديدة في هذه الفترة مقارنة مع الـ 14 يومًا السابق.
ستدرس أيضًا التدابير التي تتخذها الدول مثل طرق تتبع حالات الإصابة ومدى موثوقية بيانات كل دولة. وتضم القائمة الجزائر، أستراليا، كندا، جورجيا، اليابان، الجبل الأسود، المغرب، نيوزيلندا، رواندا، صربيا، كوريا الجنوبية، تايلاند، تونس، أوروغواي. كما أن الصين، التي نشأ فيها الفيروس مدرجة أيضًا في القائمة، ولكن الاتحاد الأوروبي سيسمح فقط بدخول الصين بشروط متعلقة بالترتيبات المتبادلة.
أظهر فحص استجابة فيروس كورونا في 14 دولة أن لديهم شيئًا واحدًا مشتركًا. على الرغم من الضغوط الاقتصادية، رفضت الغالبية العظمى تخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي بينما كانت أعداد الحالات ما تزال في ارتفاع. وعندما تم رفع قيود الإغلاق، قاموا بذلك بطريقة حذرة ومتدرجة.
يقول العلماء إن عمليات الإغلاق منعت على الأرجح مئات الملايين من الإصابات حول العالم. قدرت دراسة نموذجية نشرت في المجلة العلمية “Nature” الشهر الماضي أنه بحلول أوائل أبريل، أنقذت سياسات الإغلاق 285 مليون شخص في الصين من الإصابة و49 مليون شخص في إيطاليا و60 مليون شخص في الولايات المتحدة.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، سولومون هسيانغ، أستاذ ومدير مختبر السياسة العالمية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي "لا أعتقد أن أي محاولة بشرية أنقذت أرواحًا كثيرة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن. حيث كانت هناك تكاليف شخصية باهظة في ظل البقاء في المنزل وإلغاء الأحداث، لكن البيانات تظهر أن كل يوم أحدث فرقًا كبيرًا"..
يعتمد مدى نجاح عملية الإغلاق على عدد من الأسباب، بما في ذلك ما إذا كان قد تم تنفيذه مبكرًا بما فيه الكفاية. لا يوجد إغلاقان متشابهان، لذلك في حين يواجه الأشخاص في دول مثل إيطاليا أو إسبانيا أصدرت غرامات للأشخاص الذين خالفوا قيود البقاء في المنزل خارج إطار الأسباب الأساسية أما في اليابان، فكان البقاء في المنزل مجرد توصية بدلاً من أمر.
أستراليا وكندا ونيوزيلندا من الدول السريعة في فرض قيود السفر، بينما في بلدان أخرى بما في ذلك الجزائر وجورجيا والمغرب، كان الأطفال من أول المتأثرين جراء الوباء مع إغلاق المدارس. وشملت التدابير الأخرى أوامر البقاء في المنزل، وإغلاق المتاجر غير الضرورية، وفرض الحجر الصحي والعزلة. وشهدت بعض البلدان مثل الجزائر ورواندا والجبل الأسود والصين تفشي المرض بعد رفع القيود. ودفع ذلك المسؤولين إلى إعادة النظر في بعض الإجراءات الاحترازية محليًا.
في الصين، تم وضع العاصمة بكين تحت عزل جزئي الشهر الماضي بعد الإصابات الجديدة المرتبطة بسوق المواد الغذائية. أعاد الجبل الأسود الحظر على الأحداث الجماعية الأسبوع الماضي بعد أن رأى اندلاع حالات جديدة بعد ثلاثة أسابيع من خلوه من الفيروسات. وفي رواندا، وضعت السلطات الصحية عددًا من القرى في حالة إغلاق متجدد الأسبوع الماضي بعد ظهور حالات إصابة جديدة.
مع إغلاق المتاجر والمدارس وتوقف جميع رحلات السفر تقريبًا، وجد مئات الملايين من الأشخاص حول العالم أنفسهم عاطلين عن العمل. حيث كان التأثير على الاقتصاد أحد الأسباب التي دفعت بعض القادة بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى السعي من أجل إعادة فتح سريعة بالرغم من تحذير خبراء الأمراض المعدية من رفع القيود في وقت مبكر.