حصريا لـCNN.. تفاصيل اجتماع نادر بين مسؤولين عسكريين أمريكيين وروس في موسكو

العالم
نشر
7 دقائق قراءة

(CNN)-- عقد، الأسبوع الماضي، اجتماع نادر بين مسؤولين عسكريين أمريكيين و روس، وجهاً لوجه، في موسكو، تفجرت فيه مشاعر جنرال روسي، وهو تصرف اعتبره مسؤولان أمريكيان حضرا الاجتماع أنه بمثابة "لحظة كاشفة" ألمحت إلى وجود مشاكل معنوية أكبر في الجيش الروسي، وفقًا لتقرير عسكري أمريكي أطلعت عليه حصريا شبكة CNN.

وعكس التقرير وجهة نظر الملحقين العسكريين اللذين حضرا الاجتماع وانطباعاتهما عن ماحدث، ولكنه لا يقدم تفسيرا محددا لسلوك الجنرال الروسي.

وعادة لا يتم الإعلان عن التقارير المتعلقة بالاجتماعات الحساسة أبدًا من قبل الجيش أو الاستخبارت بالولايات المتحدة لأنه يتم فحصها بحثًا عن أدلة حول تفكير الخصم ونواياه.

ويعد الاجتماع، الذي عُقد في وزارة الدفاع الروسية في موسكو، مثالا نادرا على لقاء مسؤولين عسكريين روس وأمريكيين وجهًا لوجه منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.

ووصف التقرير أجواء الاجتماع بأنها كانت متوترة، مع وجود علامات توتر واضحة على الجانب الروسي.

ويشير بشكل خاص إلى سلوك الجنرال يفغيني إلين، نائب رئيس إدارة التعاون الدولي العسكري بوزارة الدفاع الروسية، الذي يتمتع بسجل حافل في التعامل مع المسؤولين الأمريكيين.

ووفقًا للتقرير، تحدث إلين، خلال استراحة، بدون تحفظ، وبينما كان الاجتماع ينتهي، سأل أحد الملحقين العسكريين الأمريكيين بـ"شكل عرضي" عن جذور عائلة إلين في أوكرانيا، وأصاب "الجنرال الروسي فجأة الاضطراب والقلق، ورد بنعم"، وقال إنه ولد في دنيبروبتروفسك قبل أن ينتقل مع أسرته إلى دونيتسك، حيث ذهب إلى المدرسة.

لكن المسؤولين الأمريكيين ذكرا أن الجنرال الروسي أضاف بعد ذلك أن الوضع الحالي في أوكرانيا "مأساوي وأنا مكتئب للغاية بسبب ذلك"، ثم غادر المكان دون مصافحتهما.

ومن غير الواضح سبب عقد الاجتماع أو ملابساته، ولا تعرف CNN ما إذا كانت هناك وثائق إضافية تصف الاجتماع، ولذلك لا يتضمن التقرير أسماء الملحقين الأمريكيين المشاركين في الاجتماع، ولم تتمكن شبكة CNN من معرفة هوياتهما.

ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ووزارة الخارجية الأمريكية التعليق، وتواصلت CNN مع وزارة الدفاع الروسية للتعليق.

ووفقا للتقرير، كان لدى الفريق الأمريكي إحساس بأن الجنرال الروسي توقف تمامًا عن اتهام الولايات المتحدة وأوكرانيا بارتكاب فظائع ضد عائلته، وليس من الواضح ما الذي دفعهما إلى الوصول إلى هذا الاستنتاج، لكن أحد الملحقين قال: "ترك سلوكه المرتبك والغضب في عينياه قشعريرة في عمودي فقري".

وبحسب التقرير، فإن أحد الملحقين الأمريكيين فغر فمه، وقال الملحقان إنهما لم يسبق لهما "أن شاهدا مثل هذا الغضب من قبل نظرائهما الروس في اجتماع رسمي".

وعادة ما تكتب الاجتماعات بين المسؤولين الأمريكيين والروس، وليس من الواضح من التقرير ما الذي أدى بالضبط إلى رد فعل الجنرال الروسي، فيما قيم الملحقان الأمريكيان اللذان حضرا الاجتماع رد فعل الجنرال كإشارة محتملة عن مشاكل معنوية.

وخلص التقرير إلى أنه "على أقل تقدير، من الواضح أن المشاكل المعنوية بين القوات الروسية لا تقتصر على القوات في الخطوط الأمامية".

ويوفر التقرير نظرة سريعة عما يدور وراء الكواليس للجيش الروسي الذي فشل في تحقيق هدفه الواضح المتمثل في الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف بسرعة بعدما شن الغزو الشهر الماضي.

وصرح كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين علنًا وسرا بأن هناك انخفاضا في الروح المعنوية عند القوات الروسية مع دخولهم الأسبوع الرابع من غزوهم لأوكرانيا، وهو غزو يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يعتقد أنه سيمضي بسرعة وسلاسة أكبر من ذلك بكثير.

وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف شكك، خلال مقابلة يوم الثلاثاء مع مذيعة CNN، كريستيان أمانبور، في التقديرات الأمريكية بأن القوات الروسية تعاني من مشاكل معنوية.

وقال بيسكوف: "ربما يتعين عليك الشك في هذه المعلومات، عليك أن تشكي في ذلك، وعليك أن تفكري مرتين سواء كان ذلك صحيحًا أم لا."

واستمر الكرملين منذ فترة طويلة قبل الغزو في رفض عقد اتصال مباشر رفيع المستوى بين كبار الجنرالات الأمريكيين ونظرائهم الروس ، مما يجعل هذا الاجتماع ذا أهمية متزايدة.

ولدى الولايات المتحدة خط اتصال هاتفي لمنع التضارب مع الجيش الروسي تم اختباره يوميا ولكن لم يتم استخدامه.

وتعتقد الولايات المتحدة أن رفض الاجتماعات رفيعة المستوى يرجع إلى مخاوف الكرملين من أن تُظهر اللقاءات أنهم معرضون للخطر إذا سمحوا بمثل هذه الاجتماعات، لأنه يخاطر بالاعتراف الضمني بوجود وضع غير طبيعي ، وفقًا للتقرير.

وحتى قبل النهاية اللافتة للاجتماع، أفاد المسؤولان الأمريكيان بأن هدوء الجنرال بدأ يضطرب عندما وصف المسؤولان الأمريكيان الوضع في أوكرانيا بأنه أزمة، وسرعان ما قام الجنرال الروسي باستعادة تماسكه، وكذلك لم يشارك في المناقشات عن الاستراتيجية الروسية التي تحقق الفوز بأي ثمن لغزو أوكرانيا.

ويعتقد الملحقان أنهما شاهدا جنرالا روسيا كان "من الواضح أنه يشعر بضيق بسبب الوضع ولكن لم يكن لديه مكان يعبر فيه عن غضبه إلا بما يتماشى مع رواية"، وفقًا للتقرير.

ويشير التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين لا يستبعدان أن المواجهة ربما تكون قد أبرزت حاجة المسؤولين العسكريين الروس إلى تلبية الأوامر لأنه ليس لديهم خيار آخر.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة "التقطت مؤشرات على أن الروح المعنوية ليست عالية في بعض الوحدات العسكرية الروسية".

وصرح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحفيين يوم الثلاثاء: "لدينا بالتأكيد مؤشرات على أن انخفاض الروح المعنوية هي مشكلة متنامية داخل القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا، ومع مرور الوقت ، واستمرار فشلهم في تحقيق التقدم على الأرض الذي يريدون تحقيقه ، رأينا مؤشرات متزايدة على أن الروح المعنوية والتماسك يمثلان مشكلة".